هل يمكن نسيان طالب يحترق أو طفلة تموت على أبواب المستشفيات؟!
جو 24 :
خاص_ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أصدرت تعميما وصفته بأنه "شديد اللهجة" لكافة الجامعات، وللمرة الثالثة على التوالي، بعدم منع أي طالب من التقدم للامتحان تحت أي ظرف، وهو ما يُفترض أن يمنع تكرار الحادثة المؤسفة التي شهدتها جامعة الإسراء.
إجراء طبيعي، يعبر عن الخطوة الأولية التي يفترض على الوزارة اتخاذها، لكنه لا يمكن أن يكون كافيا بأي حال من الأحوال. جشع بعض الجامعات، الذي حول التعليم إلى مجرد استثمار، وتجاوز على كافة القيم والمثل، آن له أن ينتهي بإجراءات حاسمة ورادعة.. فماذا علينا الانتظار بعد أن قام طالب بإحراق نفسه؟!
في حال ثبت تورط أي شخص في تلك الحادثة المؤسفة، وأنه كان متسببا في دفع الطالب إلى إنهاء حياته، فعلى الوزارة اتخاذ أقصى العقوبات، لتجعل من المذنبين عبرة للجميع.
التسويف، والتحقيق دون نتائج، والرهان على النسيان، وما إلى ذلك من إجراءات دفن الرؤوس في الرمال لم تعد مقبولة على الإطلاق، وعلى الحكومة تحمل مسؤوليتها تجاه أرواح الناس.
الحديث لم يعد حول جشع البعض وتهميش الفقراء.. بل وصلت الأمور إلى درجة إزهاق الأرواح، وهذه كارثة بكل معنى الكلمة!
بالأمس القريب ماتت الطفلة سيرين على أبواب المستشفيات، ولم نشهد أية محاسبة أو عقاب، وقبلها كثير من الحالات المشابهة، التي ألقي بها في غياهب النسيان، ليبقى الأسى محصورا ضمن حدود عائلات الضحايا.
أرواح الناس ليست لعبة، والمضي في أسلوب تشكيل لجان تحقيق تنتهي دوما بلوم المجهول لم يعد مبررا، وعلى كل المجتمع مسؤولية عدم الارتماء في لعبة النسيان، فالكل معرض للحريق الذي أشعلته أمراض الجشع والتوحش على الفقراء!