"ثانية عمان"...رائد صبحي المحسيري بصمة الذاكرة والمبدأ
جو 24 :
بقلم محمد لافي -
ليس من باب المصادفة وحدها تتسع دائرة الثقة .. ثقة النّاس في الدائرة الثانية / عمان للمرشح رائد صبحي المحسيري، فالعمل والإخلاص، والمثابرة والصلابة وقيم الرجولة، وصداقة عمان، والاتجاه نحو بوصلة المبادئ الصلابة والراسخة كالجبال، ومد الصوت من لا صوت له، والإكثار من الدعاء للأوطان المسلوبة، والتوجه نحو قبة المعنى حيث دفء الصدق وكراهية الكذب، كل شيء في هذا الكون يتجه نحو العدالة التي يعرفها جيدا ويتعرف تربتها الخصبة من معاناة وتضحية تجاه قضايا أبناء أمته ووطنه ومدينته ومخيمه الذي يعرفه جيدا كما يعرف خطوط يديّه .
شيئا فشيئا يتضح للجميع أن طموحات النيابية تتجه نحو أعداد ليست بالقليلة نحو دائرة عمان الثانية للسبب الرئيسي الذي تتميز به بضمها لأوسع قاعدة من الناخبين على مستوى دوائر العاصمة،هذا ما دفع الكثير من الاسماء للتوجه نحو الدائرة الثانية لاعلان نيتها الترشح للنيابة عنها، وفيما عدا هذا السبب الرئيسي تتشكل مجموعة أخرى من الاسباب التي قد تجعل انواعا من المترشحين للبحث عن التمثيل النيابي لهذه الدائرة، ربما يمكن ان نلخصها في الوجود العشائري والجهوي لعدد من البلدات والقرى التي تمتلك حضورا قويا في هذه الدائرة، ما يجعل الطمع في الدعم العشائري سببا لا يغفل عنه العديد من المترشحين ممن ينتمون إلى واحدة من تلك المناطق وعشائرها.
ثم يأتي التمثيل السياسي أو الايديولوجي لقوى وشخصيات واضحة في توجهاتها السياسية، معتمدة على الارث العريق المعروف عن أهالي الدائرة الثانية من اهتمامهم بالقضايا الكبرى على الصعد القومية والاسلامية والوطنية، عدى عن كون آهلي هذه المنطقة من أبرز المتاثرين بالقرارات السياسية والتغيرات في مراكز النفوذ العالمية بانعكاساتها المحلية، ولن نتجاهل أيضا الوجود السرطاني لبعض معدومي الضمير الذين قد يستغلون كون هذه الدائرة تتميز إضافة لما سبق باحتشاد الأحياء الأشد فقرا من العاصمة عمان فيها، وهو ما يعتبره هؤلاء فرصة للمساومة على حاجات الناس بتزييف اصواتهم لصالحهم بمقابل مادي وضيع.
بين هذا وذاك يبدو أن الوجود الانساني لأهالي الدائرة متجاهل من أصحاب الأطماع النيابية القادمين وهم لا يرون إلا هذا الخزان البشري الذي يضم نحو نصف مليون صوت، آملين ان يفوزوا منه بنسبة تجلسهم على مقعد النيابة، ناسين أو متناسين ان هذه الدائرة بالذات هي صاحبة النسبة الأعلى في عدم المشاركة في الانتخابات خلال الدورات الأخيرة، وأن كل الاغراءات التي ذكرناها والتي لم نذكرها لا تشكل فرقا كبيرا في وعي الجماهير امام تجاهل احتياجاتها ومشاكلها التي تتعمق باطراد عاما بعد عام، فلا الانتماء القبلي والجهوي كان سببا مضمونا للكثيرين ممن راهنوا على عشائرهم وفشلوا في الوصول الى القبة، ولا الخطاب السياسي المنمق استطاع ان يخدع الجماهير التي كانت هي الجذر والهم حتى لخصته بشعاراتها، قبل ان يفرغها أصحاب الوعود الجوفاء من مضمونها، ولا الفاقة التي تعصف بها والفقر الذي يأكل من لحمها كان سببا لتبيع قناعاتها على مذبح مال السحت.
هذه الجماهير تعلم ما يمكن للنائب الصلب ان يمثله في منصبه المرتقب، وتعي جيدا أن المكاسب الفردية على حسابها لن تستمر باستعارة شهادة زور او احتيال منها.
ومع كل ذلك تبقى جموع الناخبين تتطلع إلى الاسماء التي تعرفها وخرجت من ازقتها واحيائها، عارفة بتفاصيل معضلاتها، معجونة بالعرق مفعمة أرواحها بإرادة التغيير، وهنا تتجلى مظاهر الثقة التي تمحضها الجماهير لمن يمثلونها، وان كان لا بد من الاستشهاد بمثال، فليس ادل من التفاعل النامي باطراد بين أهالي الدائرة الثانية والمرشح رائد صبحي المحسيري، حيث بات يشكل مفاجأة غير متوقعة مع حجم التأييد الذي يحوز عليه بين أحياء دائرته، فمع ما عرف عنه من يد بيضاء كريمة ومشاركة عضوية في مجتمعه، يمثل رائد طوحات مواطنيه بما يمتلكه من ثقافة عملية مشهودة عرف عنها تلخيص المشاكل بأدق نقاطها والتوجه إلى حلها مباشرة، دون اعتباط في التنظير ومبالغة في التمهيد، وهذا بالفعل ما يحتاجه المواطنون ليشهدوا أخيرا حلولا مادية تحترم انسانيتهم وتقدر ذكائهم وتنخرط في معيشتهم.