jo24_banner
jo24_banner

يكفيني ان تكون انت !

يكفيني ان تكون انت !
جو 24 :

الكاتبة: 

 أميمة عبد العزيز زاهد 

لقد تأخر قدومك كثيراً، فكم انتظرتك طويلاً، ولكن لا يهم، المهم أنني وجدتك، كان يوماً من أسعد أيامي، وأحلى لحظاتي. يوم فاجأني الزمن بعد طول انتظار والتقيتك، ومن دون سابق إنذار وجدتك أنت. أنا نفسي لا أعرف كيف ولماذا؟ كل ما أقوله إنَّها إرادة خالقنا سبحانه وتعالى، فأنا لم أمنح لنفسي الفرصة لأفكر لِم أنت. فيكفي أن تكون هو أنت... بعقلك، بفكرك، بخيالك، بتصوراتك، وبأحلامك، أنت بشكلك، بمظهرك، بملامحك، بقامتك. أنت بإمكاناتك، وقدراتك، بميولك واتجاهاتك، بعيوبك، بحسناتك. أنت بكل ما فيك كما أنت. أحبك... كلمة خرجت من إحساسي لك أنت. فأنت من ملك عقلي وفكري. أنت من جعلت حبك ينبض مع نبض قلبي، أنت من سكن نفسي ووجداني، أنت من تربعت وسط ضلوعي، وضم إحساسك شرياني، وملك أنفاسي، وسيطر على مشاعري وكياني، أنت من برمجت حواسي وعواطفي لكل ما هو رائع، فحين أكون معك أشعر بدفء صوتي، وحنانه، وازدهار مشاعري، وأتلمس تغاريد نبض قلبي توقظني؛ لتشعرني بأني في ربيع عمري.
فيكفي أن تكون أنت من أشعرني بالسعادة. ويكفي أن تكون أنت من احتواني بفكره ومشاعره، وأدخلني في عالم آخر لم أتمكن من مقاومة الدخول فيه. يكفي أن تكون أنت من جعلني سعيدة بضعفي أمامه، ومن أمنحه بكل رضا معظم ساعاتي، وأجمل لحظاتي، وأحلي ابتساماتي، وأرق عبارات الحبِّ الصادقة والصادرة من أعماق قلبي. يكفي أن تكون أنت من أشتاق إليه، وأن أغفو بين ذراعيه لتحتويني في عمق أحضانك؛ حتى أنصهر في عالمك.
يكفي أن تكون أنت من استطاع أن يغير نظرتي لنفسي ووحدتي، وعشت دنيا مختلفة عن دنياي، فأصبحت أكثر إشراقاً وبهجة، ونسيت معك تعب سنيني، وإرهاق عقلي، وذبول مشاعري. معك أشعر بضحكتي تخرج من أعماق قلبي.
أنت من بين ألوف الرجال، وأنا من بين مئات النساء، من دون أن تعرفني أو أعرفك جمعنا القدر الجميل، الذي سخر لنا هذا اللقاء بعد أن تاهت عبر سنوات وسنوات فيها أحلامي، وطموحاتي، رغباتي واستقراري، عشت خلالها الغربة... وآه كم هي متعبة تلك الغربة وكم هي موحشة! الآن بوجودك معي تغير كل شيء؛ مشاعري، أحاسيسي، ونظرتي للحياة. وبكل اشتياق ولهفة أريد أن أملك أعماقك بكل ما فيها من حنان وعواطف، أريد أن أستحوذ على تفكيرك وحواسك بكل صدق، أريد أن أملأ عقلك وقلبك ونظرك، في وجودي وغيابي أريدك أن تشعر بكل ما أبوح به من أحاسيس، وأن يزخر عقلك وقلبك وحواسك بأنفاسي، وأملك كيانك بوجودي، فإني أخوض عمري معك، ومقبلة على سعادتي بكل ثقة وتفاؤل؛ لأنني واثقة من مشاعرك وأحاسيسك التي تسكن عقلك قبل قلبك، وينطق بها ضميرك قبل لسانك، وسنحيا معاً بإذن الله في وفاق ووئام ومشاركة وتجاوب فكري وعقلي وروحي، وسنخلق بيننا التفاهم والاهتمام واللهفة، وسنعيش حياتنا كما رسمناها معاً؛ هانئة هادئة، جمالها في استقرارها، ووداعتها سنحياها بكل وضوح وصدق وصراحة، حتى نهاية رحلتنا .

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير