انتشار الدروس الخصوصية مع قرب الامتحانات النهائية
مع اقتراب موسم الامتحانات النهائية المدرسية يزداد الاقبال على الدروس الخصوصية التي باتت منتشرة بشكل ملحوظ بين الطلاب الذين لا يستطيعون النجاح دونها لتصبح هي القاعدة الاساسية في الحصول على اعلى المعدلات بدلا من الاعتماد على المعلمين داخل الصف.
المفارقة بالقضية ان الطلاب الذين يتلقون دروسا خصوصية من معلميهم بالمدرسة يحرزون معدلات عالية في حين ان علاماتهم تكون متدنية بذات المواد الدراسية التي يتولى المعلم شرحها داخل الصف.
ويعتمد كثير من المعلمين على الدروس الخصوصية في تحسين رواتبهم بل يسعون لذلك مع اقتراب موسم الامتحانات لتمتلىء اجندة مواعيدهم باسماء الطلاب اضافة الى ان حصة الدرس الخصوصي يرتفع ثمنها قبل موعد الامتحان بشكل واضح مما يسبب ضغوطات مادية اضافية على اسر الطلاب الذين لا يجدون مفرا من اللجوء اليها امام تراجع تحصيل ابنائهم في المدرسة.
تقول ام عون – ام لثلاثة اطفال – ان ابنها في الصف الرابع الابتدائي يعتمد على الدروس الخصوصية كي يحصل على النجاح خاصة في مادتي الرياضيات واللغة الانجليزية ولا يستطيع ان يحرز النجاح دون الدروس الخصوصية.
وقالت « ان ابني يتلقى دروسا خصوصية من نفس المعلم الذي يدرسه بالمدرسة ولكنه لم يتمكن من احراز علامة النجاح في هاتيين المادتين دون ان يتلقى دروسا خصوصية مشيرة الى انها لا تعلم لماذا يفهم ابنها مادتي الرياضيات واللغة العربية من المعلم في البيت لكنه لا يفهمهما في الصف لكنها لا تملك اي خيار اخر امام ضعفه في هاتين المادتين».
واشارت الى ان تكلفة الدروس الخصوصية مرتفعة فكل درس خصوصي تدفع مقابله 25 دينارا وهذا في الايام التي لا يكون بها امتحانات بينما خلال فترة الامتحانات وان زادت عدد الساعات في الدرس الخصوصي فان التكلفة تصل الى خمسين دينارا.
واعتبرت «ام رؤى «ان الدروس الخصوصية معاناة حقيقية للأسر فهي اصبحت ظاهرة منتشرة بين اغلب الاسر فالطالب لا يفهم على المعلم داخل الصف لكن الوضع يختلف ان حصل على درس خصوصي بالرغم من انه في اغلب الاحيان المعلم الذي يدرس الطالب دروسا خصوصية هو ذاته الذي يدرسه بالصف متسائلة كيف يحرز الطلاب علامات مرتفعة في الدروس الخصوصية ولا يحصل عليها لوحده في حين ان المعلم نفسه ؟؟.
وترى «ام عمر» – وابنها في الصف الثامن – ان صعوبة المنهاج في بعض المواد هي التي تخلق حالة من التفاوت بين الطلاب الذين لا يمتلكون نفس القدرات فهناك طلاب لا يحتاجون لاية مساعدة وهناك طلاب لا يستطيعون استيعاب المعلومات من المعلم في الصف.
واضافت ان انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية لها اسباب عديدة اهمها التفاوت الاكاديمي بين الطلاب انفسهم وعدم تركيز الطلاب بالصف اضافة الى ضعف في المعلم نفسه الذي لا يتمكن من ايصال المعلومات لجميع الطلاب الذين يلجئون الى الدروس الخصوصيية.
وفي الوقت الذي لا تملك الاسر اي خيارات اخرى امام تدني مستويات ابنائهم الاكاديمية ورغبتهم بالنجاح فان هناك استغلال من قبل بعض المعلمين لاسر الطلاب خاصة مع اقتراب الامتحانات النهائية للمدارس من خلال المبالغة في المبالغ المالية التي يتقاضوها من قبل اسر الطلاب التي لا يجدون مفرا من الخضوع امامها والا كان الفشل حليف ابنائهم.
الاخصائية التربوية روان حمدان ترى ان الدروس الخصوصية ظاهرة منتشرة بين الطلاب بسبب استهتار الطلاب بالحصة الصفية واعتمادهم على المعلم الخصوصي فيشعر الطالب باللامبالاة داخل الصف لاقتناعه بان المعلومات التي يتم شرحها بالصف سيحصل عليها بوقت لاحق.
واضافت ان الاسرة عليها مسؤولية كبيرة حيال هذه القضية لاعتمادهم على المعلم الخصوصي وعدم متابعة ابنائهم في المنزل اما بسبب انشغال الامهات او عدم الرغبة بالاشراف على متابعة دروسهم.
واكدت ان الاساس هو عدم الاعتماد على المعلم الخصوصي الا في حالات معينة كأن يكون الطالب ضعيف في احدى المواد ويحتاج الى تقوية ومساعدة لفترة زمنية محددة فقط اما الاعتماد على المعلم الخصوصي في جميع المنهاج وللحصول على المعدلات المرتفعة فقط دون ان نحرص على استيعاب الطالب مشكلة ستلازم الطالب واسرته في جميع الصفوف.
واشارت الى ان هناك طلاب في الصف الاول ابتدائي يحصلون على دروس خصوصية وهو امر سلبي يعكس مدى استهتار الاسر بمتابعة ابنائهم وتعوديهم على الدروس الخصوصية كبديلا عن المعلم داخل الصف مما يؤدي الى نتائج اكاديمية غير مرضية كون الطالب يسعى الى تحقيق اعلى المعدلات دون الاهتمام بالمعلومات وجني اكبر فائدة ممكنة.
وتبقى الدروس الخصوصية ظاهرة غير صحية تزداد بالانتشار عاما بعد عام لتطرح امامها العديد من التساؤلات حول اسبابها فالمعلم والطالب والاسرة يشتركون جمعيهم في انتشارها لتجد الاسرة نفسها امام اعباء مالية جديدة اضافة الى ارتفاع الرسوم المدرسية ليبقى السؤال ان كانت الاسرة تلحق ابنائها في مدارس خاصة وتتكبد دفع هذه الرسوم المرتفعة فلماذا الدروس الخصوصية؟؟.(الراي)