خبراء يناقشون في "شومان" نظام القبول الجديد في الجامعات
جو 24 :
- ابدى مختصون في شأن التعليم العالي تحفظاتهم وملاحظاتهم على النظام الجديد لقبول الطلبة في الجامعات الرسمية بدءا من العام المقبل.
وكانت وزارة التعلم العالي والبحث العلمي أعلنت عن النظام الجديد مؤخرا، والذي يعتمد على معدل امتحان الثانوية العامة، وعلى امتحان آخر يؤديه الطالب في الجامعة، حسب التخصص الذي يريد دراسته.
واكد المختصون خلال حوارية نظمها منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافي / ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية مساء الاثنين، وتم بثها عبر منصة (زووم) وموقع المؤسسة على (الفيسبوك)، وادراتها الاعلامية امان السائح بعنوان " نظام القبول الجديد في الجامعات الاردنية "، على ضرورة المحافظة على امتحان الثانوية العامة (التوجيهي) والاعتماد عليه ليكون مقياسا حقيقيا لمستوى التحصيل العلمي لدى الطالب.
ونبه المشاركون في الحوارية إلى أن الدولة ينبغي لها أن تعمد إلى إصلاح تعليمي شامل، لا أن تقفز إلى القبول الجامعي، بينما مخرجات التعليم ما تزال ضعيفة جداً.
أمين عام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مأمون الدبعي، اشار في مداخلته الى المبادئ العامة للقرار والتي تأخذ بعين الاعتبار ثلاثة محاور يتعلق الاول بمعدل الطالب في الثانوية العامة، مشيرا الى انه لن يكون هناك علامة مئوية في كشف علامات الطالب في العام المقبل وانما سيكون هناك مجموع من 1400 وتمثل عدد المباحث في الثانوية العامة في جميع فروعها السبعة، في حين يتمثل المحور الثاني بمبحثين لهما علاقة بشكل مباشر مع التخصص او الحقل الذي يرغب الطالب القبول فيه وبالتالي يختلف هذان الحقلان من طالب الى اخر حسب الكلية او الحقل المعرفي.
وقال الدكتور الدبعي ان المحور الثالث والذي سيطبق بشكل حصري على الطلبة الراغبين بالدراسة في الحقل الهندسي وهم طلبة الفرع العلمي ضمن التخصص الطبي او الهندسي او الفرع الصناعي، فيتضمن عقد امتحان قبول لهؤلاء الطلبة مكون من شقين الاول لقياس القدرات العلمية العامة للطالب واستعدادته وميوله وقدراته العقلية، والشق الثاني يتعلق بالجانب التخصصي بالحقل او الكلية الذي يرغب الطالب بالالتحاق فيه.
واوضح انه بدل الاعتماد على معيار واحد في قبول الطلبة في الجامعات، هناك عدة معايير والمبررات لذلك بدأت منذ دراسة الايجابيات والسيئات لوجود معيار واحد وهو امتحان الثانوية العامة، مبينا انه من ضمن السيئات للامتحان انه يقيس التحصيل المعرفي للطالب خلال سنة واحدة وفترة زمنية محددة جدا، كذلك لا يتم قياس القدرات المختلفة عند الطلبة ولا تمايز بينهم، مثلما ان الامتحان لا يمايز ما بين الاختلافات ما بين المدارس في المملكة فهناك المدارس ذات المستوى العالي ومدارس اخرى اقل منها في المستوى.
من جانبه أكد رئيس جامعة اليرموك/ ورئيس مجلس امنائها سابقا الدكتور فايز الطراونه، ان الإجراءات موضوع الحوار تسلك المسار الخاطئ لأنها تنشد إصلاحا بالقطعة وليس إصلاحا جذريا شموليا، مشيرا الى ان الاستراتيجية الوطنية حاولت أن تضع حلولا شمولية لهذا الجانب، "ويؤسفني أن أقول إنها فشلت في ذلك فشلا ذريعا مما يدعونا الى ان نتحقق من خططنا بأن نجري تقييما مرحليا للاستراتيجية بعد تجربتها وذلك بمقتضى أسس إدارة الجودة الشاملة TQM "".
واشار الى ان قرارات وإجراءات مجلس التعليم العالي في هذا المجال اشتملت على محورين: الأول يتعلق بالسنة الجامعية الأولى والتي سميت اصطلاحا السنة التحضيرية، والمحور الثاني يتعلق بطريقة احتساب المعدل التنافسي للمفاضلة بين المتنافسين على التخصص وعلى الجامعة.
وقال "عندما واجهنا الصعوبات والمعوقات التي حذرنا منها بداية لجأنا تدريجيا إلى استثناءات متفاقمة إلى أن تم تعطيل العمل بأحكام السنة التحضيرية بالكامل، وبدلا من أخذ العبرة من هذه التجربة جاءت القرارات هذا العام إلى التوسع فيها لتشمل التخصصات الهندسية، وتغافلنا عن أن التوسع جاء مشروطا نصا بنجاح التجربة.
وحول طريقة احتساب المعدل التنافسي الذي تبنى عليه المفاضلة بين المتنافسين لتحديد التخصص والجامعة، اكد الدكتور الطراونه ان هذا الأمر لايزال قيد النقاش ولم يتخذ فيه قرار، مشيرا الى ان المشروع ينشئ أسسا جديدة لم يرد عليها نص في الاستراتيجية الوطنية ويوحي في بعضه أنه يحيل صلاحية القبول للجامعة وفي البعض الآخر يوحي أنه سيبقي القرار بيد الوزارة ووحدة القبول الموحد فيها، والملاحظة الجوهرية على هذا المشروع أننا لا نزال نفكر بالقطعة، وقد آن الأوان لأن يكون القبول من اختصاص الجامعة فقط، شريطة التزامها بمعيار العدالة النسبية.
وقال مساعد رئيس جامعة العلوم الإسلامية العالمية ومدير وحدة تنسيق القبول الموحد الأسبق/ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور غالب الحوراني، انه يوجد لدينا في الاردن امتحان الثانوية العامة وعمره تقريبا 60 عاما وقد حقق نجاحات لا شك فيها، مشيرا الى اهمية تطوير الامتحان ليصبح قادرا على فرز الطلبة حسب قدراتهم وامكانياتهم وتضمينه معايير القدرات العقلية العليا ومهارات التفكير العليا.
واكد انه من أنصار امتحان الثانوية العامة وان تدخل فيه النسبة التي حددها مجلس التعليم العالي والتي حددت 60 بالمئة لمعدل الطالب للثانوية و40 بالمئة لامتحان القبول بمعنى ان 40 بالمئة من اسئلة الثانوية العامة تركز على المهارات والقدرات العقلية العليا وهنا يصبح امتحان الثانوية العامة يفرز ما بين الطلبة وامكانياتهم وقدراتهم.
وبشأن تطبيق المشروع بداية العام المقبل على كلية الهندسة، بين الدكتور الحوارني انه في حال تطبيق المشروع فسيكون للطالب معدلين الاول في التخصصات الهندسية والاخر معدل عام في كل جميع التخصصات، كما ستأخذ عملية تنفيذ القبول الموحد وقتا اطول من الوقت الحالي.
واكد منسق الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" الدكتور فاخر دعاس، انه لدينا بشكل عام تراجعا كبيرا في مخرجات التعليم العالي وجودة الجامعات في الاردن وهذا الامر تم الاقرار به في الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي 2014- 2018، مشيرا الى انه يوجد هناك استثناءات في القبول في الجامعات وعلى رأسها برنامج الموازي.
ونوه الى ان هناك مشكلة في القبول الجامعي ادت الى تراجع جودة التعليم.