2024-05-08 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

البرفسورحسن البراري إلی دوحة قطر أربع سنوات! .. لا تسافر يا براري !

البرفسورحسن البراري إلی دوحة قطر أربع سنوات! .. لا تسافر يا براري !
جو 24 :
كتب شبلي حسن العجارمة - کم کنت أتوق أن تأخذ هذه العبار ۣة صبيحة هذا اليوم وأنت تغادر عمان ترنداً يغرد بها صانع القرار أو رٸيس الوزراء وأنت تلملم وطنك علی شکل حقيبةٍ مصغرة وتضع خريطته إلی جانب عطرك وفرشاة أسنانك ومحرمة أمك رحمها الله ومجموعة أقلامك وکتبك ?.
سافر يا براري ;
فليتهم رأوا رغرغرة عيونك إذ سألتك في مکتبك أيها الصديق والمعلم والأخ ذات يومٍ حين قلت لك لماذا تسافر ?,فتلاشيت وجهي وأنت تقول "حين لا يکن لك مکان في الوطن يجب أن ترحل عنه وأنت تحبه أفضل من مکوثك فيه دون تقديرٍ منه ثم تکرهه".
سافر يا براري ;
وأنت ترش عباءة الأستاذية المقببة بالعلم علی شماعة مکتبك ,وتنکت عنها الغبار,تلملم خريطةً صغيرة يتسع لها جيب قميصك القريبة علی جغرافية قلبك ,تضع کتابك الأخير وتصلي رکعتين علی بلاطه ,وکأنك ترش أرض الوطن بالبرکات لترحل في سنيك الأربع لوطنٍ أٓخر يعرفك ويقدر علمك وجهبذتك أکثر منا ومنه ومنهم .
سافر يا براري ;
لأنك أغضبت اللصوص ,وکشفت أقنعة السياسات الخاٸبة,لأنك صاحب الحقيقة الوقحة علی سيف لسانك السليط ,ولست صاحب الوجه الخجل المجامل علی رخام النفاق وأبانوس المکاتب الحمراء ,لأنك لست دواجاً للتسحيج ولا باٸع ولاءٍ وانتماءٍ مزيفين .
سافر يا براري ;
فقتيبة الذي حرك إشکالية رابع الرزاز لا يحمل ربع عواصف ذهنك ,ولا يمتلك نصف زوابع فکرك ولا لديه من رياح علمك ولو سوطاً يضرب به أکباد الطرقات في الليل مثلك .
سافر يا براري ;
بکل ألقابك التي حزت وافتخرت بك وبجنابك ,أيها المفکر والمحلل والعالم والأستاذ والمعلم والکاتب والمٶلف والعبقري المسلم العربي الأردني العجرمي ,فلم تعد إشکالية القبيلة هي عاٸق تمکينك بقدر خطيٸة فکرك العبقري الذي اقترفته بالطموح يداك, ولطخته بالفهم البعيد وقبحت وجه تمکينك بتعرية الأصنام التي نحتت أساطيرها بالتزلف والتطبيل والکذب .
سافر يا براري ;
فبين ألقابك الکثر وأبحاثك التي لا تعد ولا تحصی لم تترك جزٸيةً واحدة من مسح الجوخ ,وفاصلةً من هز الرأس کالجرس ,وقطرةً صغيرة من المقايضات الرخيصة وربع صفقةٍ من بيع کمشةٍ من القيم ونصف حفنةٍ من المبادیء الثمينة.
سافر يا براري ;
فالوطن صار أضيق من جلدك علی جسدك وأنا أعرف هذه الحقيقة التي أتعبتك ,لأنك لم تکن يوماً في صف التنبلة ولم تحبذ عقوقاً للوطن کي تلعن صورتك وسيرتك عليه الأجيٛال يوماً ما ,فالبيت ضاق بطموح ساکنه ذرعاً والفضاء صار شهيقاً مسموماً معطلا.
سافر يا براري;
ولتکن هي استراحة المحارب الشهم ,وإغفاءة الفارس النبيل الذي ملّ الطراد بين رماح المٶامرات وسيوف الوشاية وخناجر الظهر السوداء المسمومة ,خذ کلك وارتحل, فبضاعتك الصادقة ردت إليك ,وتحليلك المنطقي يسبب خدراً لنا مع الجيران إذ سنخسر طبقاً من المتبل المرّ أو صينيةً من الدجاج المحشو ذلاً وخوف .
سافر يا براري ;
ستتهافت عليك الفضاٸيات هناك أکثر من دکاکين الإعلام وحوانيت إذاعات العطارين دون نصٍ مکتوب ولا لقاءٍ مفروض ولا أسٸلةً محفوظة کل إجاباتها بلغة الجسد والنظرات المکسورة .
سافر يا براري;
فورود الدوحة ستلقی علی صدرك عندما تجس قدماك رملها والسلام ,وسجادها الأحمر سيحضن خطاك ,ونسيم بحرها سيقبل أنفك ,ولن تسأل هناك عن اکتمال قطريتك بقدر ما ستسأل عن عبقريتك التي سيستثمرها الغرباء ,ستتحدث دون حساب ,وستصرح بکل عفويتك لأنهم يحبذون الحقيقة ولو کانت مراً علقماً أکثر من مرارة سفرك والرحيل الطول .
سافر يا براري ;
لأنك البدوي والبداوة يا ابن أم لا تکترث لفهمها المدينة ,ولا يحفل لفکرها وذکاٸها کل الطارٸين علی الوزرنة والمدرنة الذين قدموا کل فکرهم وعلمهم وفهمهم قرابين تحت أقدام الکراسي الخشبية وعلی عتبات السکرتيرات الحسناوات .
سافر يا براري ;
کن کالشنفری حين أهدرت دمه کل قباٸل الصحراء ولم يجد إلا سباع الأرض ووحوشها ليستأنس من ظلم بني جلدته وجنسه والأرض التي ولدته ولم تبارك خطاه .

سافر يا براي ;
وأنصت لما يقول لك الشنفری:

وَفي الأَرضِ مَنأى لِلكَريمِ عَنِ الأَذى
وَفيها لِمَن خافَ القِلى مُتَعَزَّلُ
لَعَمرُكَ ما في الأَرضِ ضيقٌ عَلى اِمرئٍ
سَرى راغِباً أَو راهِباً وَهوَ يَعقِلُ
وَلي دونَكُم أَهلَونَ سيدٌ عَمَلَّسٌ
وَأَرقَطُ زُهلولٌ وَعَرفاءُ جَيأَلُ
هُمُ الرَهطُ لا مُستَودَعُ السِرَّ ذائِعٌ
لَدَيهِم وَلا الجاني بِما جَرَّ يُخذَلُ.

أخوك وتلميذك المحزون المحب;

 
 
تابعو الأردن 24 على google news