jo24_banner
jo24_banner

عدمية الاستهتار ونزعة التدمير في رفض الكمامة.. إلى متى؟!

عدمية الاستهتار ونزعة التدمير في رفض الكمامة.. إلى متى؟!
جو 24 :
محرر الشؤون المحلية_ أرقام مرعبة وصلت إليها الإصابات بفيروس كورونا المستجد، في ظل تفشي مجتمعي للوباء، ينذر لا قدر الله بانهيار المنظومة الصحية، في حال استمرار استخفاف البعض بجدية وخطورة ما وصلنا إليه.

العدمية بأكثر صورها سلبية، وجذورها الضاربة في غرائز التدمير الذاتي، تعبر عن نفسها اليوم بصورة مفزعة، عبر حالة اللامبالاة المرضية، التي تجعل من المستهترين أدوات قتل محتملة، بالمعنى الحرفي للكلمة!

ماذا يعني رفض البعض لارتداء الكمامة والحفاظ على التباعد الاجتماعي؟ هل يحتاج هذا إلى إمكانيات خارقة، وذكاء فوق العادة لإدراك ضرورته، أم أن حياة الناس باتت دون أية قيمة بالنسبة لأولئك الذين مازالوا مصرين على رفض الالتزام بشروط الصحة والسلامة العامة؟!

دعونا نفترض جدلا أن فيروس كورونا مؤامرة إمبريالية كوزموبوليتيكية قذرة، كما يروق لأصحاب نظرية المؤامرة.. وأن الفيروس تم تصنيعه في مختبرات سرية بإشراف الحركة الماسونية العالمية.. فليكن ذلك.. ولكن الآن الوباء في بيتنا، وهناك وفيات كل يوم، فهل ننتظر وصول الموت لكل منزل حتى نقتنع بضرورة ارتداء الكمامة؟!

ليس المطلوب من المواطن القيام بعمل بطولي خارق لإنقاذ نفسه وإنقاذ أهله وعشيرته ومجتمعه من هذه الجائحة.. كل ما هو مطلوب مجرد تغطية الفم والأنف بقطعة قماش، فهل هذا كثير؟!

طبعا، لا معنى لتلويح الحكومة بين الفينة والأخرى بلغة التهديد والوعيد، على قاعدة إما الكمامة وإما الحظر.. نحن لسنا في عراك بين طرفين.. ولكن لا بد من اتباع كافة الإجراءات التي تفرضها بروتوكولات الصحة العالمية حسب تطورات الوضع الوبائي، بهدف إنقاذ الأرواح.

كل ما نحتاجه لعدم الوصول إلى نقطة اللاعودة، هو التخلي عن نزعة اللامبالاة التدميرية، وتعبئة من حولنا بضرورة الالتزام بقواعد السلامة البسيطة، التي يستوجبها منطق الأمور، فهذا الاستهتار قاتل، ولا يمكن للدولة أن تضع شرطيا على باب كل منزل لحراسة وعي المواطن؟!

ترى، أليس من حق أهلنا وأحبتنا علينا حمايتهم من العدوى، والحرص على عدم نقلها إليهم.. هل يجب على كل مواطن أن ينتظر حتى يصاب أحد من أهل بيته، وتدفعه حالة الهلع إلى الالتزام دفعا، بعد فوات الأوان!

عندما نقول أننا نواجه تفشيا مجتمعيا للوباء فهذا يعني احتمالية تواجد الفيروس في كل مدينة وكل حي من أقصى شمال البلاد إلى أقصى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها.. فهل تستمر هذه اللامبالاة حتى نشهد انهيار المنظومة الصحية، ودفن الناس بالجملة، لا سمح الله؟!

بالتأكيد نحن مجتمع مؤمن بقضاء الله وقدره، ولكن ألم يعلمنا ديننا الحنيف مبدأ "إعقل وتوكل"، وضرورة الأخذ بالأسباب، وحرمة الإضرار بالنفس وبالآخرين؟!

هذا الاستهتار المميت، الذي مازال يحكم تصرفات البعض رغم ارتفاع نسبة الالتزام، هو في الواقع استهتار بحياة الناس وأمنهم الصحي، وبالتالي يمكن اعتباره شروعا محتملا بالقتل.. وهذه حقيقة وليست مبالغة، فمعظم المصابين ممن يمكنهم نقل العدوى لا يعانون أية أعراض، ما يعني أن كل فرد هو مصاب محتمل، يمكنه نقل العدوى للآخرين..

ليس المطلوب هو التهويل والترويع وإعطاء الكورونا أكبر من حجمها الطبيعي.. الحقيقة بسيطة للغاية: هناك تفشي مجتمعي لوباء يفضي إلى حالات وفاة، وارتفاع متسارع في عدد الإصابات قد تكون نتيجته انهيار المنظومة الصحية.. للحيلولة دون ذلك ليس المطلوب سوى ارتداء الكمامة.. أمام هذه الحقيقة لا يمكن اعتبار عدم الالتزام سوى بأنه رغبة مريضة في تدمير الذات والمجتمع!
تابعو الأردن 24 على google news