33 قتيلا بسوريا ومظاهرات بدمشق
بث ناشطون عبر مواقع الثورة السورية على الإنترنت صورا لمظاهرة مسائية تطالب بإسقاط النظام في حي الميدان وسط العاصمة دمشق، في حين تعرضت مدينة دوما بريف دمشق فجر اليوم لقصف بالرشاشات الثقيلة، وتحدثت أنباء من ناشطين عن انشقاق لجنود في مدينة الحراك بدرعا رافقه قصف على المدينة, يأتي ذلك بعد يوم وثقت فيه الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 33 قتيلا في سوريا مساء السبت.
وفي مظاهرة حي الميدان هتف المتظاهرون بشعارات تطالب بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وتدعم المناطق التي تتعرض لهجمات قوات الأمن والجيش. وقد شاركت النساء في المظاهرة التي وصلت إلى مسافة أمتار قليلة من مقريْ الأمن الجنائي وأمن الدولة في شارع المجتهد. وقد قطع المتظاهرون خلال المظاهرة الطريق بالإطارات المشتعلة.
وفي تطور لاحق، أفادت لجان التنسيق المحلية بأن جيش النظام يقصف منذ منتصف الليل وحتى فجر اليوم بشكل عنيف مدينة دوما بريف دمشق بالرشاشات الثقيلة.
كما تعرضت مدينة الحراك في درعا لقصف من مدرعات ورشاشات ثقيلة تابعة للواء 52 رافقتها أصوات انفجارات ضخمة، وفق ناشطين تحدثوا عن انشقاق وصفوه بالكبير، واشتباكات تدور في المدينة بين جيش النظام والمنشقين.
في غضون ذلك ثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 33 قتيلا في سوريا أمس السبت، بينهم طفلان وثلاث سيدات إحداهن حامل توفيت مع جنينها, وستة مجندين منشقين، إضافة إلى قتيل تحت التعذيب. وفي الأثناء، وصلت إلى مطار دمشق طائرة شحن على متنها ست سيارات مصفحة مخصصة لبعثة المراقبين الأمميين.
وأوضحت الشبكة -في تقرير تلقت الجزيرة نت نسخة منه- أن معظم القتلى سقطوا في حمص (9 قتلى)، ودمشق وريفها (8)، وحماة (8)، فيما توزعت بقية القتلى على درعا وإدلب ودير الزور واللاذقية، حيث سقطوا نتيجة إطلاق النار والقصف العشوائي والتعذيب.
من جهتها، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بوقوع إطلاق نار كثيف بالرشاشات الثقيلة عشوائيا على المنازل في مدينة إدلب من قبل حواجز جيش النظام، كما اقتحمت قوات الجيش بلدات كفر عويد والكندة والرويسة.
وأضافت الهيئة أن دبابات ومدرعات الجيش انتشرت في قرية عين الحمرا بجسر الشغور في إدلب، مع وضع حاجز جديد على الأوتوستراد ومفرق القرية، وسط مخاوف بين الأهالي من اقتحام منطقة سهل الروج والجبل الوسطاني.
وفي كناكر بريف دمشق شنت قوات الأمن وجيش النظام حملة دهم واعتقالات عشوائية طالت أكثر من 15 شخصا وسط إطلاق نار كثيف بعد خروج مظاهرة في المنطقة.
كما هاجمت قوات الأمن مظاهرة مسائية في مدينة الباب في حلب بالرصاص العشوائي والقنابل المدمعة، وتعرضت بلدة بيانون لإطلاق نار كثيف وعشوائي بالرشاشات الثقيلة من حواجز جيش النظام.
وفي اللاذقية اقتحمت قوات الأمن حي الرمل الجنوبي بعد خروج مظاهرة، وشنت حملة دهم واعتقالات عشوائية طالت العديد من الأشخاص بينهم أطفال، ولا تزال قوات الأمن والشبيحة تحاصر شارع حيفا بالكامل في الحي.
في المقابل، قال مصدر حكومي مسؤول في محافظة إدلب إن سبعة عناصر من قوات حفظ النظام لقوا مصرعهم بينهم ضابط برتبة ملازم أول إثر استهداف سيارتهم في انفجار عبوة ناسفة زرعتها مجموعة مسلحة بالقرب من قرية حنتوتين في ريف معرة النعمان.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن المصدر قوله إن المجموعة المسلحة قامت بتفجير العبوة لدى مرور السيارة في المكان وإطلاق النار عليها، مما أدى إلى مصرع العناصر والضابط.
دعم المراقبين
من جانب آخر، قال المدير الإداري لبعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا ميلان ترويانوفيتش إن طائرة شحن وصلت إلى مطار دمشق وعلى متنها ست سيارات مصفحة مخصصة لبعثة المراقبين، وأضاف أن طائرتين ستصلان في وقت لاحق تحملان عددا آخر من السيارات المصفحة.
وفي السياق نفسه، قال رئيس البعثة الجنرال روبرت مود إن عدد أفرادها وصل إلى 157 مراقبا مدنيا وعسكريا، موزعين في محافظات درعا وإدلب وحماة وحمص.
وينتشر مراقبون عسكريون ومدنيون حاليا في سوريا في إطار بعثة الأمم المتحدة التي شكلها مجلس الأمن في 12 أبريل/نيسان لمراقبة وقف إطلاق النار الذي يتعرض للانتهاك باستمرار، ومن المقرر أن يصل عدد المراقبين إلى ثلاثمائة قبل نهاية مايو/أيار الجاري.
وتقول الأمم المتحدة إن القوات السورية قتلت تسعة آلاف شخص منذ بداية الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد في مارس/آذار 2011، وتنحي السلطات السورية باللائمة في العنف على ما تسميها جماعات مسلحة مدعومة من الخارج تقول إنهم قتلوا 2600 من قوات الجيش والشرطة.(الجزيرة نت)