مزاجية حرية الرأي والتعبير في الكذبة الفرنسية
جو 24 :
أحمد عكور - بالتوازي مع ضجيج باريس المستمر حول مزاعم حماية حرية الرأي والتعبير، قامت السفارة الفرنسية في نواكشوط بإنهاء عقد عمل رسام كاريكاتير موريتاني، إثر رسمه كاريكاتيرا ينتقد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، حيث اعتبرت دبلوماسية الإليزيه الرسم "مسيئا".
باريس التي تتذرع بالحرية في إساءتها للرموز والمقدسات الإسلامية، والتي تعتبر ماكرون أكثر قداسة من الأديان، لم تعبر فقط عن سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها، بل عكست أيضا بهذا التصرف عنصريتها تجاه كل ما هو غير فرنسي، حيث تبرر خطاب الكراهية تجاه الآخر، في ذات الوقت الذي تعتبر فيه المساس بما يخصها من "التابوهات"!
وبذكر سياسة الكيل بمكيالين قد يكون مفيدا تذكير فرنسا ببعض قوانينها القامعة لحرية الرأي والتعبير مثل تجريم إنكار الهولوكوست، حتى وإن كان عبر مادة أكاديمية أو بحثية مثبتة بالوثائق، بل وأيضا تجريم مناهضة الصهيونية!
السلطات الفرنسية قمعت بوحشية عبر سنوات كثيرا من التظاهرات السلمية التي شهدتها باريس تضامنا مع قطاع غزة المحاصر. الشرطة الفرنسية لجأت إلى استخدام أكثر الأساليب وحشية في تفريق المحتجين السلميين، واعتقلت الكثير منهم، بحجة أنهم عبروا عن رأيهم بالتظاهر دون الحصول على موافقة من السلطات!
معنى هذا أن حرية الرأي والتعبير تستوجب موافقة فرنسا، التي من حقها في المقابل الإساءة للأديان، والترويج لخطاب الكراهية كما تشاء!!
هذه النزعة الاستعلائية الحقودة تعكس طبيعة وحقيقة الثقافة التي تأسست عليها فرنسا الاستعمارية.. كذبة الحرية التي تتبجح بها جمهورية الشر باتت مثيرة للاشمئزاز.
وبالمناسبة، وفقا لمنظمة مراسلون بلا حدود فإن فرنسا فيما يتعلق بمؤشر حرية الصحافة جاءت متأخرة عن كثير من الدول الفقيرة أو غير المعروفة، أو التي كانت جزء من مستعمراتها، مثل ساموا، وسورينام، وناميبيا، وغانا..
حرية الرأي والتعبير مقيدة في باريس بكثير من القوانين المنحازة، وفي ذات الوقت يصر الإيليزيه على اعتبار خطاب الكراهية "حرية".. هكذا هي عقلية المستعمر التي لا يمكن أن تتطور!!