عنزة ولو طارت ...
م. مدحت الخطيب
جو 24 :
كثيرا ما نسمع احدهم يردد المثل الشعبي : عنزة ولو طارت، أو عنز ولو طار...فما أصل هذا المثل
يقال إن حكاية المثل "عنزة ولو طارت” تقول وقع خلاف بين صديقين حول شيء أسود ملتف على أغصان شجرة عالية، والشجرة بعيدة ولا تكاد تظهر، فقال أحدهم وهو أشد إبصاراً "هذا غراب”، ولكن صديقه رد عليه منكراً "مستحيل” هذه عنز.
واشتد الجدال بينهما، حتى تدخل الناس الذين أكدوا أن الشيء هو غراب، لكن عناد الصديق أستمر على الرغم من طيران الغراب وظهوره للجميع على أنه غراب، ولكنه أصر على رأيه وقال "إنها عنزة ولو طارت”.
فصارت هذه العبارة مثلاً فى العناد والإصرار على الخطأ..
اليوم وفي زمن كورونا و حالة الانفصام والعناد الحكومي والتخبط في إدارة المشهد ،أصبح لزاما علينا أن نتحدث بصوت المذبوح فالوطن و صحة المواطن اكبر من اطلالاتكم عبر المحطات الفضائية ، وتعليقاتكم النارية التي لا تلامس الواقع ولا تنطوي على طفل رضيع...
الآلاف الحالات تسجل يوميا وعشرات الوفيات حتى وصلت إلى قلب الكادر الطبي، وما زالت الحكومة مصرة على إجراء الانتخابات، حتى وصل الأمر في الشارع الى التهكم والسخرية من هكذا قرارات فتسمع أحدهم يقول انداري !!!!
-إغلاقات بألمانيا وإغلاقات بفرنسا وإغلاقات بأسبانيا
- وأفتتاح مقرات إنتخابية عند النشامى..
المتابع الى المشهد يقول أن نصف الشعب لن يصوت و لا حتى يثق بمخرجات مجالس النواب، فما بالكم في هكذا ظرف..
بهذا التعنت الحكومي نكون أمام مشكلة مستعصية، فتلك التركيبة القيادية ، لا نقول يصعب، بل ربما أيضاً من المستحيل التعامل معها،أن استمرت على نهج من سبقها من حكومات التردي ، نكتب بنبض الوطن علّنا نتمكن من إعادتها إلى جادة الصواب،قبل فوات الأوان، نكتب علّنا نتمكن من إعادة وصل ما تمزق من روابط بين نبض الشارع والقرار الإداري ( التخبطي)...
يلح علي هذا المثل بشدة، ولا أبالغ إذا قلت طوال ساعات يومي، وأنا أتابع مواقف وردود أفعال الكتاب والأطباء والمهندسين والمثقفين حتى البسطاء منا على كل ما يحدث لنا فيأتيني هاجس الإيمان مذكرا بقول رب العالمين (لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ) ..
اليوم على وزارة الصحة حمل ثقيل وخصوصا بعد حالة التردي التي وصل إليها القطاع الطبي ،والاختيار الحقيقي عليها أن لا تستمر بحركات الشو الإعلامي التي مورست في إدارة المشهد خلال (8)شهور من الأزمة (فقد بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى)..
اليوم على قادة المشهد في الوزارة ولجنة الأوبئة ممثلة بالدكتور نذير عبيدات و الدكتور الهياجنة مسؤول ملف كورونا أن يتم النظر إلى الأرض وحقائقها كما هي ، وأن لا تصر على ترجمة ماتراه بعيونها بل بعيون 10مليون مواطن ..
على وزير الداخلية أن يضرب بيد من حديد وإن يطبق القانون بحق كل مرشح مستهتر بأرواح البشر..
على دولة الرئيس إن كان يسمعنا ويشعر بحروف كلماتنا أن يحمي كرامتنا وصحتنا فهي آخر ما تبقى لنا في هذا الوطن..
حمى الله الاردن من الوباء والبلاء ومن جهل الجاهلين اللهم آمين يارب العالمين..