كورونا.. لماذا يصاب ويموت بعض الشباب ويعيش آخرون؟
جو 24 :
رغم أن العلماء أحرزوا تقدما كبيرا في فهم فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19 فإن أمامهم العديد من الألغاز التي يجب فك شفراتها قبل التغلب على المرض.
ونقدم هنا 10 ألغاز ما زالت بحاجة للكشف والفهم بشأن فيروس كورونا المستجد:
1- لماذا يصاب ويموت بعض الشباب ويعيش آخرون؟
أحد أكثر الجوانب المحيرة حول مرض كوفيد-19 كيف أن بعض الشباب الأصحاء يصابون بالفيروس ويتطور المرض لديهم إلى مضاعفات وخيمة قد تنتهي بالوفاة، في حين لا تظهر حتى أعراض خفيفة على آخرين.
ويعتقد العلماء أن الاختلافات الجينية الصغيرة بين الأشخاص قد تلعب دورا في تفسير ذلك، وذلك وفقا لتقرير نشرته ذي إندبندنت.
وتشير دراسات منشورة في مجلة نيتشر (nature) وساينس (Science) إلى عامل رئيسي يؤثر على ما إذا كان مرض كوفيد-19 لدى الشخص المصاب قد يهدد حياته، وهو وجود نقص في بروتينات الإنترفيرون، وعلى وجه التحديد النوع الأول من الإنترفيرون "آي إف إن-آي" (IFN-I).
وقد يحدث هذا النقص نتيجة الطفرات الموروثة في الجينات التي تشفر جزيئات الإشارة الرئيسية المضادة للفيروسات، أو من خلال تطوير الأجسام المضادة التي ترتبط بـ"آي إف إن-آي".
والإنترفيرون هو مرسال جزيئي يحفز الدفاعات المناعية ضد الفيروسات الغازية، ويلعب دورا حيويا في الدفاع عن الجسم.
وقد وجد العلماء أن الطفرات النادرة لدى بعض الأشخاص قد تجعلهم غير قادرين على توفير الإمدادات الكافية من الإنترفيرون التي يحتاجونها لتحفيز استجابات مناعية فعالة لمرض كوفيد-19.
ويوضح الرسم في الأسفل 9 من أبرز أعراض فيروس كورونا، ولمعرفة القائمة التفصيلية لأعراض عدوى كورونا اضغط على هذا الرابط.
2- كم عدد الأشخاص المصابين؟
رغم نشر الكثير من الإحصائيات عن عدد الأشخاص المصابين بفيروس كورونا فإن تلك المعطيات غير كافية للحصول على صورة واضحة عن مدى انتشار الفيروس، لأننا نجهل عدد الأشخاص المصابين الذين لم تظهر عليهم الأعراض، بالإضافة إلى النقص الفادح في عدد الاختبارات مقارنة بعدد السكان، وذلك وفقا لتقرير نشرته صحيفة "لوبس" (L'Obs) الفرنسية للكاتب جان بول فريتز.
ومن الصعب -حسب الكاتب- تحديد عدد المصابين، لأن الكثير من الأشخاص قد تظهر عليهم أعراض طفيفة ويعتقدون أنهم ضحايا نزلة برد موسمية بسيطة.
والأمر الخطير هو أن الأشخاص الذين لا يعانون من أي أعراض لن يبذلوا جهدا لتجنب نقل العدوى للآخرين لأنهم يجهلون إصابتهم بالفيروس.
3- ما هي الفترة التي تبقى فيها معديا؟
أظهرت العديد من الدراسات أن العدوى تختلف من فرد لآخر، وأن هناك أشخاصا "لهم قدرة فائقة على العدوى"، لكن العلماء ما زالوا يجهلون على وجه الدقة الفترة التي يظل فيها المريض معديا، وفقا للكاتب فريتز.
ويرجح العلماء أن المصاب يمكن أن يبقى معديا لمدة تتراوح بين يوم و3 أيام قبل ظهور الأعراض الأولى، وهي الفترة الأخطر، ثم يستمر احتمال نقل العدوى لمدة أسبوع تقريبا، أي أننا يمكن أن ننقل الفيروس خلال فترة تمتد لـ10 أيام.
4- هل نحن محصنون بعد الإصابة بكوفيد-19؟ وإلى متى؟
أوضح الكاتب أن هناك تباينا في مواقف المتخصصين والخبراء بشأن هذه المسألة، حيث أظهرت بعض الدراسات أن "الأغلبية العظمى من الأشخاص (أكثر من 90%) الذين تظهر عليهم أعراض خفيفة أو معتدلة يظهرون استجابة مناعية قوية ومستقرة نسبيا ضد الفيروس لمدة 5 أشهر على الأقل"، وهذا من شأنه أن يقلل فرص إصابتهم بالعدوى مرة ثانية.
في المقابل، يحذر خبراء من تزايد حالات الإصابة بالعدوى مرة أخرى.
وتؤكد كارين لاكومب رئيسة قسم الأمراض المعدية في مستشفى سانت أنطوان بباريس أن الأعداد الحقيقية لأولئك الذين أصيبوا بكوفيد-19 مرة ثانية أكثر بكثير مما تم توثيقه رسميا، مشيرة إلى أنه من الصعب جدا معرفة الأعداد على وجه الدقة، خاصة أن الكثيرين لا تظهر عليهم أعراض.
وتعتبر المعلومات المتعلقة بالمدة التي يبقى فيها الجسم محصنا ضد العدوى بعد الإصابة بالمرض أمرا بالغ الأهمية، ويؤثر ذلك على فعالية اللقاح مستقبلا.
5- ما هو دور الأطفال في انتشار الفيروس؟
يبدو هذا السؤال محوريا لمعرفة مدى وجاهة قرار إغلاق المدارس، لكن لا يمكن أن نعرف تحديدا إلى أي مدى يمكن للأطفال المصابين الذين لا تظهر عليهم أي أعراض أن ينقلوا العدوى لزملائهم في الفصل ثم لعائلاتهم في المنزل.
وتظهر الإحصائيات أن الأطفال أقل عرضة للإصابة بالمرض، ونادرا ما يصابون بأعراض حادة، ولكن هناك تساؤلات حول نسبة الفحوصات الإيجابية عند الأطفال، وهل هي أعلى من البالغين على الرغم من أن معظمهم لا تظهر عليهم أي أعراض، وأيضا حول ما إذا كان يمكن للأطفال نقل العدوى حتى دون ظهور أعراض، واحتمالية نقلهم العدوى حتى بعد اختفاء الأعراض إن وجدت.
تشغيل الفيديو
6- هل توجد علاجات فعالة؟
حتى اللحظة، لا يوجد علاج فعال لمرض كوفيد-19، ويستخدم الأطباء بشكل أساسي الأدوية التي تخفف الأعراض، والتي لم تثبت فعاليتها علميا إلى الآن.
ويؤكد الكاتب أن الكثير من الآمال وضعت على عدد من العلاجات الواعدة التي تطورها المختبرات في شتى أنحاء العالم، لكن أغلبها كان مخيبا ولم يحقق النتائج المأمولة.
7- هل من المأمول الحصول على لقاح قريبا؟
يعتبر اللقاح هو الحل المنتظر لمكافحة الوباء، ولكن من بين 198 لقاحا قيد التطوير هناك 11 فقط في المرحلة الثالثة من التجارب حاليا، وستستغرق هذه المرحلة المزيد من الوقت لأنه يجب أن يكون هناك عدد كاف من الأشخاص الذين تلقوا التلقيح وخالطوا حالات إيجابية أخرى للتحقق من فعاليته.
بعد ذلك، سيتعين على السلطات الصحية التحقق من سلامتهم قبل البدء بإنتاج اللقاح.
وبالنسبة للعلماء فإن من المحتمل أن يتم تطوير أكثر من لقاح فعال، وأن تكون لكل لقاح نقاط قوة، كما يعتقد الخبراء أن لقاحا واحدا لن يكفي لمجابهة الوباء في أنحاء العالم، على الأقل في البداية، لأن عمليات الإنتاج بأعداد كبيرة ليست بالمهمة السهلة.
والسؤال الذي يطرح أيضا هو عن قدرة اللقاح على أن يحتفظ بفعاليته مع مرور الوقت، خاصة أن فيروس كورونا المستجد أظهر قدرة كبيرة على التطور وتغيير سلوكه.
تشغيل الفيديو
8- من أين أتى فيروس كورونا؟
وفقا للكاتب، لا أحد يشك في أن أصل فيروس كورونا المستجد -واسمه العلمي "سارس كوف 2"- يعود إلى الخفافيش، وقد استبعد أغلب العلماء احتمال أن يكون قد تم تطويره في المختبرات، لكن المسار الذي سلكه للوصول إلى البشر هو الأمر الذي لا يزال مثيرا للجدل.
ويؤكد عالم الفيروسات إتيان ديكرولي أن "فيروس سارس كوف 2 أقرب وراثيا إلى السلالات الفيروسية التي كانت تنتقل بين الخفافيش، وقد اكتسب مؤخرا القدرة على الخروج من منشئه الحيواني الطبيعي".
ومن المرجح -حسب الكاتب- أن يستغرق الأمر بعض الوقت قبل معرفة مصدر الفيروس على وجه الدقة على غرار فيروسات أخرى لا يزال مصدرها مجهولا، مثل إيبولا الذي مر ما يقارب 45 عاما منذ اكتشافه.
9- موجة أم موجات؟
هل سيختفي فيروس كورونا بعد الموجة الثانية؟ أم أن العالم سيواجه موجات متواصلة؟ وفي هذا الشأن حذر المجلس العلمي الفرنسي -وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية- من أن أوروبا معرضة لموجات أخرى من كوفيد-19 العام المقبل، في حين تسعى القارة للتعامل مع ثاني موجة قاتلة من الإصابات بفيروس كورونا.
وقال المجلس الفرنسي في بيان صدر في وقت متأخر الجمعة إن الموجة الثانية التي تجتاح أوروبا قد تتلاشى بحلول أواخر ديسمبر/كانون الأول أو أوائل عام 2021.
وقال المجلس إنه حتى إن كان فرض إغلاقات جزئية في جميع أنحاء أوروبا سيخفض معدل الإصابات الجديدة فمن المرجح حدوث موجات إضافية من العدوى في غياب لقاح.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن الأسبوع الماضي إغلاقا على مستوى البلاد حتى الأول من ديسمبر/كانون الأول المقبل، مستشهدا بنتائج توصل إليها المجلس العلمي الذي يضم كبار خبراء الأوبئة في فرنسا ويقدم المشورة للحكومة بشأن السياسة الصحية.
وحذا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون حذوه السبت، معلنا إغلاقا جزئيا لمدة شهر في إنجلترا يشمل كذلك المطاعم والحانات، على أن يبدأ الخميس.
وتبنت ألمانيا إجراءات مماثلة، مع توجيه الناس في جميع أنحاء البلاد للبقاء في منازلهم وإغلاق جميع الحانات والمطاعم والمسارح ودور السينما.
وفرضت إسبانيا حظر التجول الليلي، ومن المتوقع أن تعلن الحكومة الإيطالية قيودا جديدة.
تشغيل الفيديو
10- ماذا عن إستراتيجية الإغلاق المتقطع؟
وفقا للمجلس العلمي الفرنسي، فإن "الأمر متوقف على الفيروس نفسه وبيئته والإجراءات التي ستتخذ للحد من انتشاره ومستوى الامتثال لها".
لكن في غياب لقاح -إذ من غير المتوقع أن يتاح على نطاق واسع حتى بعد مرور أشهر من بدء العام الجديد- فإن من المحتمل حدوث مزيد من موجات تفشي الوباء.
وقال المجلس "الأرجح أن هذه الإجراءات -حتى إن تم تحسينها- لن تكون كافية لتجنب موجات أخرى، قد تكون لدينا بالتالي عدة موجات متتالية خلال نهاية الشتاء وبحلول ربيع 2021″.
المصدر : إندبندنت + الجزيرة + الفرنسية + الصحافة الفرنسية + وكالات