jo24_banner
jo24_banner

بعد غياب 3 سنوات في مكة.. من الحبيب رزق شهاب الذي ألغى مطار جاكرتا عشرات الرحلات بسبب عودته للبلاد؟

بعد غياب 3 سنوات في مكة.. من الحبيب رزق شهاب الذي ألغى مطار جاكرتا عشرات الرحلات بسبب عودته للبلاد؟
جو 24 :
في مشهد يندر حدوثه، عشرات الآلاف من الإندونيسيين يتوجهون إلى مطار جاكرتا منذ مساء الاثنين ويستمر توافدهم حتى صباح اليوم الثلاثاء انتظارا لوصول القيادي المعروف الحبيب محمد رزق شهاب أبرز شخصيات الحراك الإسلامي الشعبي المعارض، أو ما يعرف بحراك "الثاني من ديسمبر" عائدا من السعودية، حيث بقي فيها أكثر من 3 سنوات.

وعند وصول شهاب تم تأجيل أو إلغاء عشرات الرحلات الجوية في مطار جاكرتا، بسبب ازدحام الطرق المؤدية للمطار، وبعد ساعات من سير موكبه من المطار حطت رحاله في منزله بضاحية بيتامبوران وسط جاكرتا، حيث المقر الرئيسي للجبهة الدفاعية الإسلامية، التي أسسها مع غيره منذ أكثر من 22 عاما، وصارت جماعة ضغط مؤثرة السنوات الأخيرة.

الأعداد التي استقبلت شهاب (من أصل عربي حضرمي) تجاوزت التوقعات، معيدة للأذهان المظاهرات المليونية التي قادها عام 2016، ومهدت لإسقاط حاكم جاكرتا السابق (المرشح عن التحالف الحاكم) باسوكي تشاهيا بورناما، وفوز مرشح المعارضة الوطنية والإسلامية آنذاك أنيس باسويدان في أبريل/نيسان 2017، حيث تعد المظاهرات تلك الأكبر في تاريخ إندونيسيا المعاصر.

حينها أغرق مؤيدو التيار الإسلامي والوطني المعارض شوارع وسط جاكرتا، كل ذلك قبل أن تتوتر علاقة شهاب بأطراف في التحالف الحاكم، حيث سعى البعض لمحاكمته في قضايا اعتبرها مؤيدوه كيدية، فاختار حينها السفر خارج البلاد، وهناك سعت أطراف في جاكرتا لم يسمها إلى إبقائه بعيدا عن الساحة السياسية الإندونيسية.

 مشهد سياسي مختلف
وقد شهدت جاكرتا اليوم عودة لحضور حشود كبيرة من الحراك الإسلامي الشعبي من مختلف المحافظات، لم يكن بمقدور قيادات أخرى جذب هذا العدد من مؤيدي الحراك في غياب شهاب.

يقول أحمد صبري لوبيس رئيس الجبهة الدفاعية الإسلامية إن عودة شهاب تحمل للبلاد "أملا كبيرا في تغيير ومواجهة للظلم في جوانب ممارسة الحكم والسياسة وفي كل مجالات الحياة".

وتأتي عودة شهاب إلى إندونيسيا، في ظل مشهد سياسي مختلف عما كان عليه الحال عندما غادرها عام 2017، فالمعارضة البرلمانية تقلصت عددها في مجلس الشعب، إثر انتخابات العام الماضي التي أعلن شهاب خلالها تأييده لمرشح المعارضة، وهو بعيد عن المشهد في مكة المكرمة آنذاك، وبعد تلك الانتخابات توسع التحالف الحاكم، وتراجعت قوة المعارضة بشكل ملحوظ.
 كما تشهد البلاد حراكا عماليا وطلابيا معارضا لبعض سياسات الدولة، وقوانين أقرت، أبرزها قانون التوظيف الجديد، لكنه حراك مازال أضعف من أن يحدث تغييرا أو تأثيرا في الواقع السياسي، مع عدم وجود قيادات مؤثرة تقوده، أو دعم من أي من الأحزاب بشكل مباشر أو من الطبقة الوسطى حتى الآن.

وهذا ما يفسر ترحيب معارضين بقدوم شهاب بصفته شخصية كاريزمية مؤثرة قد تمنح أي حراك شعبي عنصر قوة مؤثرا، ومنهم تحالف حراك إنقاذ إندونيسيا (حديث التأسيس) الذي رحب في بيان له بعودة شهاب، وطالب الحكومة بضمان أمن وسلامته حسب الدستور، مؤكدا أن أمن وسلامة شهاب من مسؤولية الدولة، وجاء الترحيب على لسان قيادات في حزب العدالة والرفاه المعارض، والذين يعدون الحزب الأقرب سياسيا للحراك الشعبي الإسلامي المعارض.

من جانبه قال الأمين العام لمجلس العلماء الإندونيسي أنور عباس إن شهاب ظاهرة قيادية تجاوزت شهرته غيره من القيادات الوطنية، مشيرا إلى ولاء أتباعه له في ظل استمراره في أداء دوره بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقال عباس إن هناك من يكرهه ويعاديه من قبل أطراف معينة لكنه لا يبدو خائفا من مواجهتهم.

 ثورة أخلاقية
وكان قبل وصول شهاب قد انتشرت في جاكرتا لافتات ترفع صورا له، في مناسبات عديدة كعيد الاستقلال وغيره، وبعضها رفع شعار "الثورة الأخلاقية" التي كانت حاضرة في أول خطاباته في أحد الشوارع المؤدية إلى منزله، ثم كرر ذلك في كلمة داخل منزله بحضور عدد من العلماء والشخصيات الدينية والحبائب (من السادة الأشراف الحضارمة) مؤكدا أن تقديم الشكر للحكومة يكون عندما تقوم بعمل جيد و"لسنا أعداء للحكومة ولا الدولة ولا الجيش ولا الشرطة لكننا أعداء للظلم والنفاق والغش، وكل السلوكيات السيئة والجرائم".

ونفى شهاب أنه يتنافس من أجل منصب سياسي تنفيذي أو برلماني، مؤكدا أنه ليس هدفه السعي مسعى الأحزاب السياسية، وقال إن الثورة التي يدعو إليها مستلهمة من سيرة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، وليست ثورة عنيفة بل سلمية، وتسعى للتغير الكلي والجذري، داعيا لهجرة في الأخلاق وسلوكيات الدولة والمجتمع، مشيرا إلى أنه تلقى دعوات للبدء في جولة دعوية تجوب ربوع البلاد يبدأها الجمعة المقبلة.

 
22 عاما من مسيرة الجبهة الدفاعية
أسس شهاب الجبهة الدفاعية الإسلامية عام 1998، وهي مسجلة كمنظمة اجتماعية، كانت تركز نشاطها على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجاه بعض السلوكيات المجتمعية، وكان لها حضور ملموس في العمل الإنساني بمناطق الكوارث منذ تسونامي آتشه لعام 2004 وحتى تسونامي بالو لعام 1998، وفي غير ذلك خلال عشرات الكوارث والأحداث الإنسانية، إلا أن دورها توسع للاهتمام بالقضايا السياسية الساخنة، حتى باتت جماعة ضغط لها فروعها ومؤيدوها في محافظات البلاد.

اعلان
يشار إلى شهاب ولد لإحدى أسر السادة الحضرمية في 24 أغسطس/آب 1965، وهو ابن الحبيب حسين شهاب، أحد الشخصيات الحضرمية المعروفة، وبعد إنهائه الثانوية في جاكرتا تابع دراسة البكالوريوس في معهد العلوم الإسلامية والعربية بجاكرتا لمدة عام، قبل أن يحصل على منحة دراسية في جامعة الملك سعود، حيث تخصص في الفقه وأصوله، وتخرج عام 1990.

وأنهى شهاب الماجستير من جامعة ملايا بكوالالمبور في موضوع لفت انتباه كثيرين عن "أثر البانتشاسيلا- وهي مبادئ أيديولوجية الدولة الإندونيسية- على تطبيق الشريعة الإسلامية" واستفاد من بعده عن الساحة السياسية لإنهاء الدكتوراه عن "مناهج التمييز بين الأصول والفروع عند أهل السنة والجماعة" وجاءت رسالته كما قال عند وصوله إلى منزله اليوم في أكثر من ألف صفحة.

المصدر : الجزيرة

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير