في ذكرى رحيله.. منزل عرفات يتحول إلى مزار
مع اشتداد أزمة كورونا في غزة وتوقف المسيرات والاحتفالات، أحيا الفلسطينيون بغزة ذكرى وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات "أبو عمار"، من خلال زيارة بيته بمدينة غزة، ليطلعوا على جزء من تفاصيل حياته.
وخلال الأيام الماضية وصلت شخصيات رسمية وفصائلية، إضافة إلى مئات المواطنين إلى منزل الرئيس غرب مدينة غزة لإحياء ذكرى استشهاده.
ويقول موسى الوزير مدير مؤسسة الشهيد ياسر عرفات بغزة لـ معا إن منزل الشهيد القائد أبو عمار رمز وطني لكل فلسطيني، وفي كل عام بذكرى استشهاده يكون مكتظا بالزوار من فصائل وقوى وطنية وأبناء الشعب الفلسطيني للإطلاع على جزء من حياته البسيطة.
ويضيف، "عندما عادت منظمة التحرير الفلسطينية إلى أرض الوطن عام 1994م كان الرئيس أول العائدين، فسكن فندق فلسطين على شاطئ بحر غزة لثلاثة أشهر، ثم طلب منه الأخوة بحركة فتح أن يكون له منزلا خاصا به بعيدا عن الفندق، فأخذ هذا المنزل كإيجار، حتى أن صاحب هذا المنزل رفض ولكن الرئيس أصر أن يكون هذا المنزل بعقد إيجار وفي نهاية ١٩٩٤ دخل أبو عمار إلى هذا المنزل وبقي منزله حتى استشهاده".
ويتابع، في أواخر عام ٢٠٠٠م تم شراء هذا المنزل، ورفض الرئيس أبو عمار أن يسجل هذا المنزل باسمه شخصيا، وسُجل باسم صندوق الاستثمار الفلسطيني ومن ثم انتقلت ملكية هذا المنزل من صندق الاستثمار الفلسطيني بإقرار من الرئيس محمود عباس إلى مؤسسة ياسر عرفات.
ويوضح أن هذا المنزل بسيط متواضع، ميزته الوحيدة أن الشهيد أبو عمار عاش وكان ينام فيه ولكن أبو عمار لم يكن له حياة خاصة كباقي الناس، فكان فقط يأتي إلى هذا المنزل بعد منتصف الليل ويخرج مع بداية النهار ويعود إلى مكتبه في المنتدي ويبقي إلى اليوم التالي وهكذا.
وأكد أن أحد الأهداف الرئيسية لمؤسسة ياسر عرفات هي المحافظة على إرث وتراث ياسر عرفات وعلى الأماكن التي كان له حضور ووجود دائم بها كمثل هذا المنزل في قطاع غزة.
وحول المقتنيات الموجود في هذا المنزل، يضيف، "هذه الهدايا الرمزية والأوسمة هي جزء يسير مما كان يقدم للرئيس أبو عمار من زعماء وقادة العالم ومن أفراد الشعب الفلسطيني في الشتات و في كل مكان ولكن هي هدايا رمزية معبرة ذات قيمة معنوية كبيرة، وأيضا جائزة نوبل للسلام".
ونوه إلى أن مؤسسة ياسر عرفات انشئت بعد استشهاد الشهيد ياسر عرفات عام ٢٠٠٥ وتحول منزل الشهيد إلى مزار عام ٢٠١٦ وتم إعادة وتاهيل المنزل عام ٢٠١٣.
وأشار إلى أن مؤسسة ياسر عرفات تحافظ على هذا المنزل من خلال بث الروح الوطنية لأبناء الشعب الفلسطيني، حتى يستطيعوا تكملة المشوار وتعريفهم أيضا بالتاريخ الوطني الفلسطيني العابق بالدماء والتضحيات، مضيفا أن هذه مسؤولية المؤسسة والمجتمع والفصائل والمدارس للاستمرار في هذه المسيرة حتى يتم تحقيق أهداف الشهداء والأسرى والأسيرات.