وجهة نظر: لص الدراجات الذي صار يملك فيراري !
" عندما كان طفلًا"ـ امتلك زلاتان دراجة صغيرة، كانت تمثل العالم بالنسبة له، يلعب بها ويذهب ليقضي طلبات أسرته، سُرقت الدراجة من أمام بيته، ليجن جنون الصبي، ويتحول إلى أكبر لص للدراجات في مدينته !". وسط حياة صعبة وأجواء كئيبة، عاش النجم الشهير طفولته البائسة. في مركز الشبان والفئات السنية بنادي مالمو، بدأ ابرا مشواره مع كرة القدم، الطفل الفاشل الذي يتحول إلى علامة كروية جديدة .
ضم الفريق الصغير لاعبين من الطبقة المتوسطة والغنية في المدينة المعروفة، كان الفتي الصغير صاحب الأنف الكبير هو أفقرهم وأعدمهم. يأتي زملائه كل يوم بالسيارات الفارهة إلى الملعب بينما هو يذهب بدراجة مسروقة قد وضع عينه عليها قبل أن يخطفها. يعيش أفراد الفريق في مباني فارهة أما زلاتان ينام في أطراف المدينة مع المهاجرين والأتراك والأفارقة .
لنا أن تتخيل كيف كانت حياة الغجري السويدي، أجواء غير مثالية ساهمت في تكوين شخصيته القوية وطباعه الغريبة. لعب كادبرا في مختلف الأندية الايطالية الكبيرة بعد بدايته الحقيقية مع أياكس في هولندا حيث مصنع الأبطال ومنبع الكرة الشاملة. ترك ابرا كل شيء حوله حينما سمع وكيل أعماله رايولا يقول له أن برشلونة يريده، وقتها أحس اللاعب بأن العالم يتوقف به وأخيرا" تبتسم له الحياة ليذهب الي النادي الذي يحلم به منذ سنوات .
تحول زلاتان مع برشلونة الي لاعب أكثر هدوء، ترك المشاكل جانبا" وأصبح كالحمل الوديع الذي يشكله جوارديولا كيفما يشاء. سارت الأمور علي النحو الذي أراده الجميع حتي منتصف الموسم، انخفض أداء الساحر السويدي وبدأت المشاكل تظهر بينه وبين بيب. انتهي الموسم علي قرار مفاجيء وخبر كالصاعقة، المدرب لا يريد ابراهيموفيتش، وبرشلونة يعرضه للبيع. حلم ابرا تحول الي كابوس .
لقد اضاع الفيلسوف حلمي، هكذا قال الغجري في وصف المدرب الكاتلوني الشهير. ابرا حقًا" أحب البارسا، تغير من أجل النادي وتقاليده، استمع الي نصائح الجميل ولم يفتعل المشاكل مع زملائه، وافق علي مرافقة دكة البدلاء ولم يتذمر. فعل كل ذلك من أجل التأقلم وكسب رضا المدير الفني حتي ينجح في موسمه الثاني، الرهان الحقيقي علي امكانياته الفذة. فكر زلاتان بتلك الطريقة بينما قرر جوراديولا إنهاء الأمور مبكرًا" .
مرت السنون ولم ينس الفنان ما فعله الكاتلوني، بيب أراد أن يحوله الي فيات بينما هو يجري بسرعة الفيراري، السيارة الفارهة التي يملكها ويسابق الريح عندما يقودها. المتابع الجيد لابرا وتاريخه مع اللعبة يدرك جيدا شره وعطش اللاعب الدائم الي الانتقام، الفكرة التي تروقه ويستمتع بها. ينتقل من نادي الي اخر دون أن يهتم بمشاعر الجماهير، فقط ارضاء غرور زلاتان الطفل المشاغب القابع بداخله، والذي لم يبتعد عنه ولو للحظة طوال مشواره المتتابع مع كرة القدم .
الأخبار القادمة من أسبانيا تؤكد أن ادارة ريال مدريد تفكر بشكل جدي في التعاقد مع ابرا، تعثر المفاوضات مع كافاني ومغالاة ادارة الليفر بالنسبة لسواريز، أمور أجبرت النادي الملكي علي الاهتمام بالنجم الأوحد للنادي الباريسي في فرنسا. أيضا" اقتراب سان جيرمان من ضم نجم نابولي كافاني وتحول أنشيلوتي الي مدريد، عوامل اضافية تساعد من سرعة اتمام الصفقة المنتظرة. السويدي غير مرتاح بالشكل الأمثل في فرنسا، والريال يبحث عن مهاجم كبير، العلاقة ستكون مثالية إلى حد كبير .
بالنظر الي ذكريات سارق الدراجات، وتاريخه السيء في الكامب نو، النادي الذي أجبره علي الرحيل. ابرا هو الذي يترك الفرق لكن في كاتلونيا حدث العكس، برشلونة لفظه خارج جنته. أفكار متباعدة لكنها تتفق في النهاية، جانب خفي في شخصية زلاتان يؤكد أنه سيحاول التحليق في البرنابيو - اذا صدقت التكهنات - واللعب تحت شعار الميرينجي خلال الموسم القادم، القصة لا تتعلق فقط بكرة القدم بل بالثأر الذي لم ينته بعد .!
