2024-11-26 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

أكثر كلمة يرددها السعوديون: "التغيير... التغيير التغيير"!

أكثر كلمة يرددها السعوديون: التغيير... التغيير التغيير!
جو 24 : في مملكة يقرر فيها الشيوخ ما يفعله الشبان، تبدو فورة الحيوية المفاجئة، التي بثها الملك عبد الله بن عبد العزيز، على شكل قرارات تغييرية متواصلة، خلال عام ونصف، أمراً جديراً بالملاحظة، في ظل رغبة ملكية في إعادة تجديد دماء الدولة، وتحريكها.

ولعبت التكنولوجيا دورًا هامًا في خطوات الإصلاح في البلاد، إذ لا يمكن تجاهل جماعات الضغط عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والبرامج الناقدة على موقع يوتيوب، والمسلسلات التلفزيونية، التي تنتقد المجتمع المحافظ، وسوء التخطيط الإداري في المملكة، وموضوعات الفقر، والفساد، خصوصا في البنية التحتية، والبطالة والأخطاء الطبية.

ويعدد السعوديون قائمة البرامج التي يعتبرونها متنفسا جديدا لمشاكلهم، مثل برنامج "الثامنة"، الذي يقدمه الإعلامي المعروف داوود الشريان، وينظر إليه على أنه صحيفة المشاكل اليومية للمواطن، إضافة إلى برنامج "يا هلا" الذي يقدمه علي العلياني، و"إتجاهات" نادين البدير، وبضعة برامج يوتوبية مثل "أكشن" و"ضربة حرة" و"روايا".

مساعد الثبيتي منتج نشرة "الرابعة" في قناة العربية، الأكثر رصانة، والتي يحرص مسؤولو البلاد الكبار على متابعتها، يعتبر أن التلفزيون، وبرامج النقد التلفزيوني، مثل "الثامنة"، ووسائل التواصل الاجتماعي، لعبت دورا هاما في دفع عجلة التغيير في المملكة.

ويضيف الثبيتي عن التغيير في بلاده: "الثامنة امتداد لنجاح التلفزيون في التغيير منذ مسلسل طاش ما طاش الذي ناقش قضايا لم يتمكن الإعلام السعودي من طرحها... برنامج الثامنة ساهم في التغيير ويمكن ملاحظة ذلك في ردود الفعل الرسمية على القضايا المطروحة".

وفي فضاءات الإنترنت، "تويتر"، على الأخص، وهو مقهى السعوديين المفضل، يمكن قراءة وجه جديد لهذه المملكة المحافظة، فقد زالت المحرمات، وأصبح النقد سمة لافتة، وخصوصا ملاك الأراضي الكبيرة، ورجال الدين المتشددين، وآخرين لا تذكر أسماؤهم إلا همسا. كما شهد ظهوراً كبيراً للمرأة، وتحولا إجتماعيا، يتمثل في تعمد النساء السعوديات إظهار وجوههن، بعد أن كن لا يتحدثن إلا من خلف حاجب، حجاب.

وتتفق منيرة المشاري، الروائية والكاتبة السعودية، مع الذين يقولون إن "التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي كانت سبب التغيير الحقيقي في وضع المرأة داخل المملكة".

وتقول المشاري عن المرأة والتكنولوجيا والتغيير في السعودية: "لقد منحتنا الفرصة لإظهار أنفسنا أولا في المشاركة والتواصل، وأصبح هنالك وضوح في هوية المرأة... هذا الانفتاح نتائجه إيجابية لأنه زاد من ثقة المرأة في قدراتها ومن وعي المجتمع وإيمانهم بدورها في صناعة التغيير".

وحاولت الرياض أن تجعل من الإنترنت "الهايد بارك" الخاص بها، تلك الحديقة الإنكليزية الغناء، التي يمكن فيها انتقاد كل شيء، حتى الملكة نفسها، إذ بدا المسؤولون الكبار، وأجهزة الأمن الداخلية، أكثر تسامحا مع مستوى الحرية المرتفع في الإنترنت، بدلا من التحرك في الشارع.

بيد أن شخصية الملك تحظى باحترام كبير، وشعبية واسعة، وبدا وكأن النقد السياسي ليس أولوية، على الأقل في المرحلة الحالية.

وبينما كان كثيرون يتوقعون أن تمتد نيران ما يسمى بالربيع العربي إلى المملكة، بعد أن أربكت جاراتها الأقربين، من دول الخليج، مضت الرياض خطوة أبعد في مجال التنمية، وإعادة الإعمار، وأصبح كثير من المسؤولين يخشون قرار إقالة، بينما ظل العرش الملكي في مأمن.

ومنذ تأسيسها على يد المحارب العظيم الملك عبد العزيز آل سعود، اعتادت السعودية العيش على صوت هزيم الرعد، ورجفات اهتزاز العواصف، فقد واجهت منذ ولادتها، بداية الثلاثينات من القرن الفائت، عدة أزمات كادت تهدد وجودها نفسه، لكن الملكية طورت خاصيتها الخاصة بالعبور الآمن دائماً.

من صراع عنيف داخل الأسرة في عهد الملكين سعود وفيصل، مروراً باحتلال الحرم في عهد الملك خالد، والأعمال الإرهابية، وانخفاض أسعار النفط، في عهد الملك فهد، وجدت الملكية السعودية أكثر من طريق، للبقاء على الضفة الآمنة، والحفاظ على استقرار مملكة ينظر لها على أنها قبلة المسلمين، وقائدة للعالم الإسلامي.

وبينما نجحت المملكة في القيام بمشاريع قياسية، خصوصا في مجال الطاقة، والبتروكيماويات، والطرق، في بلاد تعتبر الأقرب إلى كونها قارة، إلا أن تسويق المشاريع الداخلي لم يكن في المستوى المطلوب، في ظل تشكك البعض من جودة المشاريع، وطريقة تسويق الحكومة لمشاريعها التنموية.

ومن ضمن المتشككين تماضر اليامي، وهي كاتبة في صحيفة "البلاد" إحدى أقدم الصحف في المملكة، التي تعتقد أن "التسويق الحكومي لا يتطابق مع التنفيذ الموجود على الأرض". وتضيف: "بدأت الحكومة في التسويق بخطوات مدروسة وأكثر جدية لكن المجتمع أيضا أصبح أكثر وعيا ولا يغريه التسويق ولن يتفاعل إلا مع التغيير الملموس".

وفي مشاريع التنمية، تحولت المملكة الغنية بتريليونات لا تصدق من المال، في وقت يعاني فيه العالم من الكساد، تحولت البلاد إلى ورشة كبيرة، بل إن جدة، المدينة التجارية على ساحل البحر الأحمر، يجري إعادة إعمارها تحت قيادة حاكم متحمس، وعملي، وهو الأمير خالد الفيصل.

ويفكر المسؤولون السعوديون في عدة خطوات أكبر للتغيير، منها زيادة عدد المناطق الإدارية، وزيادة صلاحيات حكام المناطق.

ويقول الذين زاروا مجلس الملك، أو استمعوا إلى مستشاريه، أنه راغب في دفع مشروعي التنمية، والإصلاح، قدما، وتوفير فرص عمل للمواطنين، وكبح جماح غلاء المعيشة، وارتفاع الأسعار.

وأعلن العاهل السعودي أكثر من مرة، خصوصا في مجلس الوزراء، أن بعض المشاريع لا تنفذ، بل إن مسؤولين كبار لاحظوا غضبه حين زار جامعة "كاوست"، وقد كان يعتقد أن العمل بها قد بدأ، ولكنه لم يجد سوى الفراغ حين زارها ميدانيا.

ويتذكر جميع من رافقه في تلك الرحلة، كيف أن الملك الذي كان يحلم بمشروع هذه الجامعة لأكثر من عشرين عاما، لم يتحدث لساعات، وران صمت مهيب على المسؤولين والوزراء والأمراء المرافقين.

وعلى الرغم من الرغبة الشديدة في تجديد شباب الدولة، واتفاق جميع أركان الدولة على أنه واجب ملح، إلا أن جيل عبد الله، وهم المبتعثون، وخريجو عهده، لم يصلوا إلى مناصب قيادية حتى الآن.

وعلى المقلب الآخر يمكن أن تجد وزراء حققوا أرقاما قياسية من ناحية عدم الرغبة في التقاعد، فالوزير من دون حقيبة عبد العزيز الخويطر يعتبر أقدم وزير في العالم حتى الآن، وعمل مع جميع ملوك البلاد، باستثناء الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود.

(ايلاف)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير