"رغم إهمالها".. منارة الفاروق الأثرية بالعراق عامرة بزوارها
ما زالت منارة جامع "الفاروق" الأثرية المشيدة وسط مدينة "هيت" 170كم غرب العاصمة العراقية بغداد عامرة تستقبل المصلين والزائرين من داخل المدينة وخارجها، وذلك رغم شكاوى بعض السكان من "إهمال" الحكومة لها.
وتعد هذه المنارة واحدة من أبرز المعالم الأثرية في محافظة الأنبار، حيث يعود تاريخها وفقاً لعلماء التاريخ إلى ماقبل الإسلام.
ويقول أستاذ التاريخ محمد الهيتي في حديث للأناضول إن "منارة الفاروق كانت قبل الاسلام منارة تستخدم لأغراض عسكرية في مراقبة الجيوش التي كانت تهاجم المدينة وأن الخليفة عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) أعاد بنائها لتكون مئذنة لجامع الفاروق الذي يفضله أهالي مدينة هيت لبعده التاريخي".
ويصل ارتفاع منارة الفاروق إلى مئة متر ويمكن مشاهدتها من جميع أرجاء المدينة، وبقطر ثلاث أمتار عند القاعدة وترتفع بشكل اسطواني، بينما تشكل مدرجاتها التي توصف بالمميزة، فتشكل كل أربعة منها سلماً يأخذ شكلاً دائرياً بزاوية قائمة.
من جانبه، يقول المؤرخ العراقي عبد الرزاق الهيتي في حديثه مع مراسل الأناضول ، "يعتقد أن تاريخ إنشاء المنارة يعود الى 4000 سنة قبل الميلاد وأن عيون القير الموجودة فيها استخدمها البابليون في بناء مدينتهم وبرجها الشهير".
ويضيف قائلاً، إن "منارة الفاروق تعتبر واحدة من أكثر من عشرين موقعاً أثرياً فضلاً عن بقايا القلعة القديمة وسورها الذي يمثل الحصن المنيع للقلعة، وأبوابها الشهيرة الأربعة وهي باب السنجة والغربي والشرقي والسور".
وإلى جانب الاهتمام الذي يوليه أهالي مدينة "هيت" للمنارة، فإنها تحظى أيضاً باهتمام من قبل الزائرين لها من خارج المدينة.
ومن داخل "هيت" يتحدث أحد سكانها، عبد الوهاب الشمري، قائلاً: "المدينة تتميز بمعالم تاريخية قديمة ولكن هذه المعالم مهملة من قبل الحكومة ولم تشهد أي اهتمام بها، ناهيك عن تعرضها للتخريب والتصدع بسبب قدمها".
ووفقاً لأهالي المدينة فقد ساهم الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 بشكر كبير في تدمير الكثير من المناطق الأثرية.
ويقول عبد الرحمن الدليمي أحد أبناء "هيت" إن القوات الأمريكية ساهمت في تدمير جانب كبير من قلعة المدينة إثر استخدامها القنابل المدمرة والآليات العسكرية الخضمة التي كانت تمر في المناطق الأثرية.