عراقيون يقدمون خدمات طبية للحيوانات السائبة
جو 24 :
تجوب مجموعة من الشابات والشبان المناطق النائية في محافظة السليمانية (بإقليم كردستان العراق) بحثا عن الحيوانات السائبة في الشوارع وبين الأزقة والأحياء السكنية؛ ومنها الكلاب والقطط على وجه الخصوص، لتقديم الرعاية والخدمات الصحية والإسعافات الأولية وتوفير الطعام والمأوى لها.
ويتعامل أطباء بيطريون مع الحيوانات السائبة وفق إجراءات طبية احترازية خوفا من انتقال الأمراض المعدية والفيروسية والطفيلية، التي تصيب القطط والكلاب، إلى البشر، أبرزها داء الكلب (السعار) والجرب والأكياس المائية.
ويبحث المتطوعون في منظمة "باكو" المعنية برعاية الحيوانات عن الحيوانات السائبة ولا سيما الكلاب والقطط، وتقديم الطعام لها والإسعافات الأولية والعمليات الجراحية الطارئة.
وتُنقل المصابة منها بعد تعقيمها، ووضع علامات فارقة عليها؛ لتعرف أنها مصابة بمرض معد إلى عيادة طبية خاصة بالحيوانات، ومن ثم تنقل إلى بيئة آمنة خارج المدينة بعد شفائها بالكامل، وعمل مأوى خاص بها خارج المدينة بعيدا عن الأحياء السكنية.
وتقول الدكتورة لافين عبدالوهاب -وهي طبيبة بيطرية ومن الأعضاء المؤسسين للمنظمة- إن "عملنا ينطلق من المبادئ الإنسانية في ضرورة رعاية الحيوانات، والتعامل معها برفق لا العنف كما يحصل للأسف أمام أعيننا بدون أي مراعاة لها".
متطوعون
ويعود اهتمام المنظمة بالحيوانات لعام 2015 بعد تخرج عبدالوهاب من الجامعة ضمن تخصصها البيطري، وطموحها بتأسيس منظمة معنية برعاية الحيوانات مع مجموعة من زملائها -كما تقول للجزيرة نت- فانطلقت الفكرة بهذا العمل إلى أن حصلوا على إجازة رسمية من دائرة منظمات المجتمع المدني في كردستان عام 2018، وبدأت بممارسة نشاطها الإنساني، واستطاعت أن تكسب لحد الآن العشرات من المتطوعين بينهم أساتذة جامعات وطلبة يعملون مع أعضاء المنظمة في تقديم الخدمات الطبية للحيوانات السائبة.
واستفاد لحد الآن أكثر من ألف حيوان سائب من خدمات المنظمة المعنية برعاية الحيوانات، وأبرز هذه الإسعافات إجراء عمليات جراحية طارئة لها، ونقلها الى مكان آمن بعد بناء كوخ صغير لها في المناطق الصحرواية أو الخالية من السكان.
وأجرت المنظمة عشرات الزيارات الميدانية للمدارس في السليمانية لحث الطلبة، ولا سيما في المرحلة الابتدائية منهم على التعامل برفق مع الحيوانات، والابتعاد عن العنف؛ فضلا عن زيادة الوعي لديهم بأن الحيوانات مخلوقات لها حقوقها في بيئتنا، ويجب أن لا تعامل بعنف، مؤكدة ضرورة سن قوانين تحمي الحيوانات من العنف.
وتشير عبدالوهاب إلى أن واحدة من الحالات الغريبة التي مرّت بها أن كلبة حامل قطعت أكثر من 10 كيلومترات من مأواها إلى بيتها، وهي تعوي أمام باب منزلها في إشارة منها إلى أنها تمر بحالة ولادة، وتحتاج إلى مساعدتها، وفعلا نجحت في إنقاذها وتوليدها.
المصدر : الجزيرة