واقع الخدمات الصحيّة يغرق في شربة ماء!
جو 24 :
شكاوى عديدة وردت للأردن24 حول تراجع مستوى الخدمات الصحيّة المقدّمة للمواطنين في المستشفيات التابعة لوزارة الصحّة (المستشفيات الحكوميّة والجامعيّة) سواء فيما يتعلّق بمرضى الكورونا أو غيرهم ممّن يعانون أمراضا أخرى.
ورغم تصريحات المسؤولين المتوالية حول رفع سويّة الخدمة الصحيّة التي تقدّم للمرضى، إلاّ أن الشكاوى ترد يوميّا حول تراجع مستوى الخدمات في هذا القطاع الحيوي. آخر هذه الشكاوى كان ما تعرّض له مريض مسنّ في أحد المستشفيات.
الرجل نقل يوم أمس الإثنين لتلقي العلاج في المستشفى، بعد أن ساورت أهله شكوك بإصابته بمرض الكورونا، إثر ظهور الأعراض عليه.. وبالفعل تمّ تشخيص حالته سريريّا بإصابته بالمرض، ولكن كان لا بدّ بالطبع من إجراء فحص الـ PCR للتأكد تماما، وإعطائه العلاج المناسب.
نتيجة الفحص لم تظهر إلاّ في وقت متأخر للغاية من ليل اليوم الثلاثاء، وتحديدا قبل منتصف الليل بقليل، ما يعني ضياع يوم كامل كان بإمكان المريض تلقّي العناية الطبيّة اللازمة خلاله، خاصّة وأنّه بلغ من العمر عتيّا، وكلّ لحظة بالنسبة له تعني الكثير!
الأنكى من هذا أن الرجل طوال انتظاره كان يطلب شربة ماء.. دون جدوى.. ساعات من مناشدة الكوادر الصحيّة لم تجد لتروي ظمأ المريض، حتّى اضطرّ اهله في النهاية إلى طلب "واسطة" من خارج المستشفى، لحمل العاملين على منحه شربة الماء!!
واقع مؤسف بل ومخجل، يفنّد كثيرا من التصريحات حول الارتقاء بالمنظومة الصحيّة، ويضع كافّة المسؤولين أمام محاكمة شعبيّة لن ترحم أحدا في قادمات الأيّام.
نعلم أن الإرهاق الذي تتعرّض له الكوادر الصحيّة سينعكس حتما على أدائها.. ونعرف حجم التضحية التي تبذلها هذه الكوادر.. وما تتعرض له من ضغط نفسي هائل، وأيام عمل طويلة.. لكن من حق المواطن تلقي الخدمة التي يستحقّها.. لذا فإن المطلوب هو حلّ المشكلة من جذورها.. فلا يمكن تحسين الخدمة الصحيّة التي يتلقّاها الأردنيّون، دون تحسين ظروف العمل لهذه الكوادر، وهنا تفرض الضرورة والمسؤوليّة نفسيهما على أجندة وزارة الصحّة وحكومة الخصاونة.