المشهد الإعلامي:شيزوفرينيا نيابيّة.. و"زملاء"يعشقون العبوديّة
جو 24 : تامر خرمه- حوار من طرف واحد تستنزف فيه ذاتك وأنت تشرح وجهة نظرك أملا بالوصول إلى نقطة مشتركة مع الطرف المقابل، وفي نهاية الأمر تدرك انك لم تقابل سوى هذه الذات، وأنّ "الطرف المقابل" هو مجرّد كتلة صلبة صمّاء تشغل الفراغ دون جدوى !!
هذا هو لسان حال من يلتقي المجلس النيابي الأردني في محاولة لتسليط الضوء على قضيّة ما وحلّها بالحوار والنقاش، حيث تأتي النتائج مناقضة بشكل مطلق لكلّ ما يدور في غرف الحوار، ضمن سياق معادلة شاذّة لا علاقة لمخرجاتها بمدخلاتها !!
في اللقاء الذي جمع ممثلي الصحف الالكترونيّة بالمجلس النيابي، أكد رئيس المجلس، سعد هايل السرور، وبلهجة لا تخلو من التحدّي أنّه كان ومازال نصير الحريّات الإعلاميّة. كما أن خالد بكار، رئيس لجنة التوجيه الوطني، قال في حريّة الصحافة ما لم يقله جميل في بثينة، وفي نهاية الأمر يصدر تصريح عن البرلمان يؤكد فيه التزامه بقانون المطبوعات العرفي بل ويخوّن كلّ من لا يلتزم بتطبيقه حرفيّا بما يضمن حجب الحقيقة واغتيال حريّة الرأي والتعبير !!
عبث اللقاءات الاستعراضيّة التي يعقدها المجلس النيابي يمكن تلخيصها على النحو التالي: خطاب نظريّ جميل ومنمّق، لا يخلو من الغزل الساحر بعدالة القضيّة المطروحة للنقاش، يقود إلى تصريحات ومواقف متلزمة تماما برغبات الخصم وأهوائه التي تتموضع في الطرف النقيض تماما لكل ما تتضمّنه هذه القضيّة.
كما قلنا فإنه لا يمكن وصف ما يجري سوى بالمعادلة الشاذّة، التي قد تفسّرها حالة النفاق السياسي، أو هيمنة المركز الأمني على دائرة الإعلام في مجلس النواب، أو ربما كلا السببين.
أن يخرج تصريح المجلس النيابي بما ينسجم تماما مع توجّهات ومواقف السلطة التنفيذيّة، بل وبما يناقض كلّ ما أورده النوّاب في خطاباتهم وتعهّداتهم، مسألة تظهر دائرة الإعلام التي تصيغ مثل هذه التصريحات على أنّها مجرّد فرع للمركز الكائن في منطقة الجندويل، وإن لم يكن هذا هو التفسير المنطقي لما يحصل، فإن التفسير الوحيد المتبقّي هو حالة الشيزوفرينيا النيابية التي تفصل تماما كلّ ما يصدر من قول عن المواقف والأفعال.
وما يزيد الطين بلّة هو قدرة النواب على التماهي تماماً مع صمت الجدران وصلابتها، وعدم التفاعل الإنساني مع قضايا وهموم الشعب الذي لا شرعيّة لهم دونه، فرغم بشاعة المعاناة التي تعصف بالزملاء العاملين في "العرب اليوم"، ورغم عدم قدرة بعضهم على شراء الحليب لأطفاله وعدم امتلاكه لأجرة وسيلة النقل التي تمكّنه من الوصول إلى عمله، فإن "نواب" الشعب اكتفوا بعبارات مقتضبة أطلقوها كوعد غير ملزم، ولم تصدر عن المجلس العتيد أيّة مبادرة لحلّ قضيّة "العرب اليوم"، سواء فيما يتعلّق ببعدها السياسي ومحاولات تصفية الإعلام، أو ببعدها الإنساني المتّصل بقضايا العاملين الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ أربعة أشهر !!
والأنكى من تناقض البرلمان وتنصّله من مسؤوليّاته هو عداء بعض الصحف الالكترونيّة لمهنة الصحافة وتوجيه سهامهم نحو الذات، عبر إفراد مساحة معتبرة للتصريحات المجتزءة التي صدرت عن المجلس النيابي بما يخدم توجهات السلطة في تصفية حريّة الصحافة وحجب الحقيقة عن الناس !!
صحف عشقت العبوديّة ونظّرت لها باعتبارها فلسفة حياة، بالنسبة للبعض المتواطئ ضدّ نفسه وضدّ مهنة الصحافة.
وفي نهاية الأمر.. فمن حقّ المواطن الأردني أن يتوجّه لسلطته "العتيدة" بالتساؤل التالي: إذا كنت عاجزة عن حلّ قضيّة الإعلام، والقضايا العمّاليّة، كقضيّة متضرّري خصخصة "أورانج" وغيرها، وقضايا الأيتام، وموظّفي وزارة التنمية الاجتماعيّة، وموظّفي دائرة الجمارك المضربين عن العمل.. و... و(..) فمن هو المعني بحلّها، وما هي مبرّرات وجود مثل هذه السلطة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ؟!!
هذا هو لسان حال من يلتقي المجلس النيابي الأردني في محاولة لتسليط الضوء على قضيّة ما وحلّها بالحوار والنقاش، حيث تأتي النتائج مناقضة بشكل مطلق لكلّ ما يدور في غرف الحوار، ضمن سياق معادلة شاذّة لا علاقة لمخرجاتها بمدخلاتها !!
في اللقاء الذي جمع ممثلي الصحف الالكترونيّة بالمجلس النيابي، أكد رئيس المجلس، سعد هايل السرور، وبلهجة لا تخلو من التحدّي أنّه كان ومازال نصير الحريّات الإعلاميّة. كما أن خالد بكار، رئيس لجنة التوجيه الوطني، قال في حريّة الصحافة ما لم يقله جميل في بثينة، وفي نهاية الأمر يصدر تصريح عن البرلمان يؤكد فيه التزامه بقانون المطبوعات العرفي بل ويخوّن كلّ من لا يلتزم بتطبيقه حرفيّا بما يضمن حجب الحقيقة واغتيال حريّة الرأي والتعبير !!
عبث اللقاءات الاستعراضيّة التي يعقدها المجلس النيابي يمكن تلخيصها على النحو التالي: خطاب نظريّ جميل ومنمّق، لا يخلو من الغزل الساحر بعدالة القضيّة المطروحة للنقاش، يقود إلى تصريحات ومواقف متلزمة تماما برغبات الخصم وأهوائه التي تتموضع في الطرف النقيض تماما لكل ما تتضمّنه هذه القضيّة.
كما قلنا فإنه لا يمكن وصف ما يجري سوى بالمعادلة الشاذّة، التي قد تفسّرها حالة النفاق السياسي، أو هيمنة المركز الأمني على دائرة الإعلام في مجلس النواب، أو ربما كلا السببين.
أن يخرج تصريح المجلس النيابي بما ينسجم تماما مع توجّهات ومواقف السلطة التنفيذيّة، بل وبما يناقض كلّ ما أورده النوّاب في خطاباتهم وتعهّداتهم، مسألة تظهر دائرة الإعلام التي تصيغ مثل هذه التصريحات على أنّها مجرّد فرع للمركز الكائن في منطقة الجندويل، وإن لم يكن هذا هو التفسير المنطقي لما يحصل، فإن التفسير الوحيد المتبقّي هو حالة الشيزوفرينيا النيابية التي تفصل تماما كلّ ما يصدر من قول عن المواقف والأفعال.
وما يزيد الطين بلّة هو قدرة النواب على التماهي تماماً مع صمت الجدران وصلابتها، وعدم التفاعل الإنساني مع قضايا وهموم الشعب الذي لا شرعيّة لهم دونه، فرغم بشاعة المعاناة التي تعصف بالزملاء العاملين في "العرب اليوم"، ورغم عدم قدرة بعضهم على شراء الحليب لأطفاله وعدم امتلاكه لأجرة وسيلة النقل التي تمكّنه من الوصول إلى عمله، فإن "نواب" الشعب اكتفوا بعبارات مقتضبة أطلقوها كوعد غير ملزم، ولم تصدر عن المجلس العتيد أيّة مبادرة لحلّ قضيّة "العرب اليوم"، سواء فيما يتعلّق ببعدها السياسي ومحاولات تصفية الإعلام، أو ببعدها الإنساني المتّصل بقضايا العاملين الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ أربعة أشهر !!
والأنكى من تناقض البرلمان وتنصّله من مسؤوليّاته هو عداء بعض الصحف الالكترونيّة لمهنة الصحافة وتوجيه سهامهم نحو الذات، عبر إفراد مساحة معتبرة للتصريحات المجتزءة التي صدرت عن المجلس النيابي بما يخدم توجهات السلطة في تصفية حريّة الصحافة وحجب الحقيقة عن الناس !!
صحف عشقت العبوديّة ونظّرت لها باعتبارها فلسفة حياة، بالنسبة للبعض المتواطئ ضدّ نفسه وضدّ مهنة الصحافة.
وفي نهاية الأمر.. فمن حقّ المواطن الأردني أن يتوجّه لسلطته "العتيدة" بالتساؤل التالي: إذا كنت عاجزة عن حلّ قضيّة الإعلام، والقضايا العمّاليّة، كقضيّة متضرّري خصخصة "أورانج" وغيرها، وقضايا الأيتام، وموظّفي وزارة التنمية الاجتماعيّة، وموظّفي دائرة الجمارك المضربين عن العمل.. و... و(..) فمن هو المعني بحلّها، وما هي مبرّرات وجود مثل هذه السلطة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ؟!!