استمرارية "التعليم عن بعد"... تهديدٌ يتربص بأصحاب القرطاسية والمكتبات
جو 24 :
"نحن منتأمل انو ترجع المدارس تفتح في الفصل الثاني، لأنه قطاعنا اتدمر بسبب التعليم عن بعد" هذا حال لسان أصحاب المكتبات في عمان بعد أن أُغلقت المدارس منذ منتصف شهر آذار الماضي، فهم يعوّلون على عودتها في الفصل المقبل لإنعاش قطاعهم الذي تكبد خسائر فادحة وصلت الى ما يقارب ال 120 مليون دينار، وانتشالهم من انحدار اقتصادهم.
ومع بدء اقتراب الموسم الدراسي الجديد الذي تنشط فيه الحركة على سوق القرطاسية ويدر الربح على أصحابها، ما زالت وطأة "التعليم عن بعد" تفرض سطوتها على أصحاب المكتبات رغم التخفيضات التي شهدها السوق في الفترة الأخيرة.
يقول (الثلاثيني) يزن أحد أصحاب المكتبات البسيطة في منطقة جبل النزهة ل"المرصد العمالي الأردني"، "أن مستقبل قطاعنا مرهون باستمرارية التعليم عن بعد، فنحن لم نعد نتحمل أعباء قرار إغلاق المدارس الذي ليس له أي قيمة كونه لم يؤدي الى تحسن الوضع الوبائي في الأردن" حسب تعبيره.
وأضاف يزن أن القطاع كان متضرراً بالأصل قبل جائحة فيروس كورونا "المستجد" بسبب إضراب المعليمن الذي استمر لأكثر من شهر في العام الماضي، موضحاً "انا الي موسمين متضرر... والموسم الجاي اذا ما فتحت المدارس بفكر أبيع المحل أو أحوله لمحل إكسسوارات لأنه بطل معي مصاري أطعمي عيلتي".
وبالرغم من تصريحات وزارة التربية والتعليم قبل أيام عن احتمالية عودة المدارس في الفصل المقبل، إلا أن مخاوف أصحاب المكتبات أصبحت تشكل هاجساً أمام استمرارية "التعليم عن بعد"، فالتخبط في القرارات جعلت القطاع في "حيرة" للتجهيز للعام الدراسي القادم، إذ يقول يزن "إحنا محتارين من القرارات اللي بتطلع، مش عارفين وين نروح ببضاعتنا، مش عارفين نجهز للفصل الجاي ولا لا".
يزن الذي لم يدفع ايجار محله منذ أربعة أشهر أصبح عاجزاً عن تأمين إحتياجات عائلته في أيام الحظر، ولم يعد قادراً على تسديد الفواتير التي تراكمت عليه بسبب تضرر القطاع، متأملاً من الحكومة أن تعيد فتح المدارس في العام الدراسي الجديد.
لم يقتصر تهديد العمل في هذا القطاع على استمرار إغلاق المدارس فحسب، بل إن هنالك شركات ومؤسسات كالدوائر الحكومية والجمعيات أصبحت غير مهتمة بشراء مستلزماتها من المكتبات التي تبيع بسعر الجملة بسبب التحول إلى عقد الاجتماعات عبر تقنية المرئي والمسموع عن بعد.
إن عزوف هذه الشركات والمؤسسات عن شراء مستلزماتها "زاد الطين بله" وفق تعبير أحد أصحاب المكتبات التي تبيع بسعر الجملة، والذي أبدى استيائه قائلاً "ضربيتن عالراس بتوجع... الشركات بطلت تشتري والأهالي بطلت تشتري".
وأضاف أن البضائع تكدست بشكل كبير نتيجة عدم الإقبال على أي نوع من القرطاسية، موضحاً "الإشي الوحيد اللي ماشي هاي الأيام هو تصوير الورق وطباعته فقط، لكن المستلزمات المدرسية والفنية مثل البراية والمحاية وأقلام التلوين والدفاتر توقفت بشكل تام".
وتابع "ما في حل غير نستنى قرار رسمي من الحكومة لأنه احنا مصيرنا متعلق بالفصل الجاي، وإذا ضلت المدارس مسكرة رح نضطر نرمي بضاعتنا بالشارع".
حالة إرباكٍ وخوف يعيشها أصحاب المكتبات بسبب ضبابية قرارات عودة المدارس، فلم يبق للعام الدراسي الجديد سوى شهرٍ ونصف وسط آمالٍ معلقة بسؤال واحد "هل ستعود المدارس في العام المقبل أم لا؟".
هذا السؤال لم يتم الإجابة عليه بعد، فقطاع أصحاب المكتبات مهددٌ بالإنهيار ما ان استمرت الحكومة بعدم الإلتفات لهم وتقديم حلولٍ تخرجهم من هذا النفق المظلم.
يقول نقيب تجار القرطاسية والمكتبات أشرف قعوار ل"المرصد العمالي" أن هذا القطاع يعتمد بشكل كلي على المواسم الدراسية ويعتبر مكملاً للتعليم، في حين يوجد ما يقارب ال 2500 مكتبة في جميع أنحاء المملكة.
وتابع قعوار أن عدم وجود قرار رسمي بشأن عودة المدارس في العام المقبل شكّل حالة ارباك لدى أصحاب المكتبات في شراء البضاعة من الموزعين، مشيراً أن هذا الموسم شهد تراجعاً ملحوظاً في نسبة المبيعات حيث وصلت الى 70% مقارنة بالعام الماضي.
وأضاف أن الأهالي أيضاً لم يتوجهوا حتى الآن لشراء القرطاسية لأبنائهم تجهيزاً للعام الدراسي الجديد خوفاً من إبقاء التعليم "أونلاين" واستمرار إغلاق المدراس.
ويجيب قعوار عن سؤال المرصد العمالي له حول اجراءات النقابة في حال استمر إغلاق المدارس "سنطالب الحكومة بتعويضات وإعفاءات لأصحاب المكتبات للتخفيف عليهم، كما سنطالب بتخفيض الضريبة على قرطاسية الطالب والتي تصل نسبتها الى 35%، مشيراً ان هذه النسبة عالية جداً على صاحب المكتبة في الوضع الحالي".
(المرصد العمالي)