jo24_banner
jo24_banner

شماغ الوزير..!

د. مفضي المومني
جو 24 :
أثار ظهور وزير العمل بالشماغ الأحمر في مقابلة تلفزيونية مجموعة من المساجلات والتعليقات، والمداخلات… وشغل الموضوع الكثيرين عبر وسائل الإتصال الإجتماعي، وكانه (عامل عمله)، فالبعض وصمه بالوطنية والبعض ذهب بعيداً وأنكر عليه أردنيته، والبعض لوح بالمنتنه..!

ومع أن اللباس يبقى موضوع حرية شخصية إلا أن هنالك قصر نظر عند البعض، إذ يستنكر ون على الأردني إظهاره وتباهيه بأردنيته ولو بالشماغ الأحمر، وهنا اضحك كثيراً واتعجب، فقد كنا بلاد الشام وحدة واحدة وبلاد العرب اوطاني… ، ومكر بنا الإستعمار لندافع عن حدود اصطنعتها إتفاقية سايكس و بيكو سيئة الذكر، تم تكريس فرقتنا، فاصبحنا دول وكيانات، سهل عليهم تفريقنا وتهميشنا، وبرمجتنا لندافع عن تفرقنا أكثر من وحدتنا.

بحثت عن أصل الشماغ… وأقتبس(يعود تاريخ لبس الشماغ و أصل الشماغ الاحمر كما يطلق عليه في السعودية، إلى حضارات ما بين النهرين في العراق قديماً حيث وردت كلمة شماغ في اللغة السومرية، وهي تتكون من مقطعين اش ماخ بمعني غطاء الرأس وكانت أنماط توزيع الألوان على الشماغ تُحاكي شباك الصيد أو سنابل القمح كما يعتقد الباحثون في الملابس التقليدية.) ورغم هذا التعريف… فإنني أثق كثيراً بما تربينا عليه وشاهدناه منذ صغرنا ونتذكره وعاش بمخيلتنا، والدي وجدي لأمي وكثيرين من قريتنا كانوا وما زالوا يعتمرون الشماغ الأبيض، والذي يعتبره أخواننا الفلسطينيون رمزاً لفلسطينيتهم ووطنيتهم، وكذلك الشوره البيضاء، وكان اهل الاردن وفلسطين وبلاد الشام يلبسون القمباز والثوب وفوقه الشماغ الأبيض والعقال، وكان الشماغ الأحمر للمناسبات والأعياد، وكان بعض الموسرين يلبسون القمباز الأبيض الحريري الموشح بالكحلي ويسمونه( صايات بهلسه) وكان قماشه يأتيهم من الشام، ولا أعرف أصل الكلمة، المهم تجمعنا عروبتنا ووحدة الدم والدين والهدف والمصير ولو فرقونا إلى حين، ولن يفرقنا الشماغ ابيضاً كان أم أحمراً… ! ولا يزاود على الأردني كائن من كان، الأردن بيت العرب الدافئ، ولا يمّن على أحد بذلك، أعطوني بلد عدد المهاجرين فيه بعدد سكانه وهم أخوة عرب يعيشون بيننا يقاسموننا لقمة عيشنا وزادنا وزوادنا وهوائنا وسمائنا، بكل حب وإحترام، الأردني يعتز بأردنيته عندما يكون العنوان الأردن، وبفلسطينيته عندما يكون العنوان فلسطين، وبعربيته وقوميتيه عندما تكون القضية عروبية.

 شماغ الوزير لبسه ليقيه البرد، هكذا قال، وربما لم يشأ أن يقول أكثر… وهو المفوه الذي ينتظر منه الناس بعضاً مما كان يتحفنا به، ونتمنى أن تحدث هذه الوزارة الفرق، وبعدها (شماغاتكو عندي يالربع). … 

حمى الله الأردن.
تابعو الأردن 24 على google news