صراع حل الكنيست
المحامي معاذ وليد ابو دلو
جو 24 :
اتضح وثبت ما تحدثت به من خلال مقالي المعنون (اسرائيل الى الثالثة) قبل اجراء الانتخابات الإسرائيلية الاخيرة ان الداخل الاسرائيلي مهلل وان اليمين الإسرائيلي يشهد صراعات داخلية .
بعد اقل من عام على انتخابات الكنيسيت الاسرائيلية الاخيرة والتي اجريت في شهر اذار الماضي وبعد ظهور النتائج التي تبين منها عدم قدرة نتنياهو (الليكود) من الحصول على عدد المقاعد التي تسمح له بتشكيل حكومة وهذا ما حدث ايضا للمنافس غانتس (ازرق ابيض) مما ادى الى ايجاد تحالف وائتلاف فيما بين نتنياهو و غانتس للخروج من المأزق وتشكيل حكومة ائتلافية مشتركة تقسم السلطة فيها بينهم بحيث يتراس نتنياهو الحكومة لمدة عام ونصف ومن ثم يخلفه غانتس في تشرين ثاني من العام المقبل 2021 .
وعلى الرغم من ذلك فانه من الواضح ان اسرائيل تتجه لأجراءانتخابات رابعة في اقل من عامين حيث ان المشاورات والاجتماعات تشير الى ان الكنيست سوف يصوت على حل نفسه لمرة جديدة ،بعد ظهور خلافات بين نتنياهو وغانتس وظهور انعدام ثقة و اتهامات بين زعيمي (ازرق ابيض والليكود) ومما راكم هذه الخلافات عدم تقديم الموازنة في اب الماضي وعدم الجدية في التعامل مع جائحة كورونا ،وهذا يتضح ايضا من خلال المظاهرات التي تخرج لتعبر عن عدم الرضى عن طريقة الحكومة بالتعامل مع هذه الجائحة ،بالإضافة الى ان المراقبين والكتاب والناشطين والمعارضة تتهم هذه الحكومة الائتلافية بانها اسوأ حكومة في تاريخ اسرائيل ،ان القوى السياسية داخل الكنيست متحمسة للحل وهذا واضح من خلال نشاط القائمة العربية على عكس الحركة الاسلامية التي لم تشارك في الاجتماعات والمشاورات ولا التصويت الاولي من أجل الحل .
لاشك ان غانتس لن يكون منافس قوي في الايام القادمة حيث ان الحكومة الائتلافية قد اضعفت ازرق ابيض واعتقد انه سوف يكون هناك تراجع كبير في عدد الواصلين للكنيست من حزب ازرق ابيض حال اجراء انتخابات مبكرة ،وعلى الطرف الاخر فان الليكود وزعيمه لن يكونا في حالة افضل خاصة بوصول بايدن للبيت الابيض ولكن نتنياهو سوف يعمل على ان يطبق المثل القائل (علي وعلى اعدائي ) أي انه سوف يقاوم حتى يصل للسلطة ورئاسة الحكومة بشكل منفرد حتى لو ادى ذلك الى عدم استقرار سياسي في اسرائيل ،وذلك لمواجهة اي معطيات مباغته من البيت الابيض ،وعليه فسوف نشهد نشاط ملحوظ في الساحة الاسرائيلية في قادم الايام.