دلالات زيارة الملك لمصر
جو 24 : تحمل زيارة الملك عبد الله الثاني إلى القاهرة السبت دلالات ورسائل عدة، خاصة أنها الزيارة الأولى من زعيم دولة عربية لمصر منذ عزل الرئيس محمد مرسي من قبل الجيش وتعيين عدلي منصور رئيسا مؤقتا.
وبينما تضع التصريحات الرسمية الزيارة في إطار التعاون المشترك، فإن مراقبين ذهبوا لاعتبارها 'متسرعة'، بينما اعتبرها الإخوان المسلمون في الأردن 'مغامرة سياسية'، خاصة أن الملك لم يزر القاهرة منذ الإطاحة بالرئيس المخلوع محمد حسني مبارك في فبراير/شباط عام 2011.
وتتحدث مصادر سياسية في العاصمة عمّان عن أن عبد الله الثاني أراد دعم التغيير السياسي في مصر والذي يصفه أنصار الرئيس المعزول وحلفاؤهم في جماعة الإخوان المسلمين في الأردن بـ'الانقلاب على الشرعية'، وهو موقف يتناغم مع الدعم السياسي والمالي الذي قدمته السعودية والإمارات لحلفاء نظام الحكم الجديد في القاهرة.
رغبة أردنية
كما يذهب البعض لاعتباره رغبة أردنية لإعادة إحياء معسكر الاعتدال العربي من الدول الأربعة، وهو المحور الذي تعرض لانتكاسة بعد الربيع العربي الذي شهد ولادة محور جديد في المنطقة تكوّن من مصر بعد انتخاب مرسي وتركيا وقطر مدعوما بالتيارات الإسلامية في المنطقة وأبرزها حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
في هذا السياق تحدث وزير الإعلام الأردني الأسبق سميح المعايطة عن أن زيارة الملك تتم في إطار الدعم السياسي لمصر بعد التغيير الأخير، موضحا أن بعض الدول 'قدمت دعما اقتصاديا، والأردن يقدم دعما سياسيا معنويا في سياق المحاولات لإعادة إحياء الدور المصري في المنطقة'.
ويضيف المعايطة في تصريح للجزيرة نت أن هذه الزيارة تمت بعيدا عن 'التفاصيل الداخلية، وتحاول دعم محور الاعتدال العربي، خاصة أن نظام الحكم الجديد في مصر بحاجة لمؤازرة من الدول العربية والعالم'.
وبرأي الوزير الأردني السابق فإن الدعم الذي قدمه الملك كان حقيقيا وليس نظريا بدليل أنه اصطحب معه وفدا رفيعا ضم قائد الجيش الأردني ورئيس الديوان الملكي ومدير المخابرات.
زيارة متسرعة
من جهته عبّر المحلل السياسي فهد الخيطان عن اعتقاده بأن 'الزيارة كانت متسرعة'، وقال إنها كان ينبغي لها أن تجري بعد فترة من الوقت.
ويرى الخيطان أيضا أن الزيارة وبهذه السرعة من ملك الأردن 'تكشف إلى أي حد كانت العلاقة الأردنية مع نظام مرسي متردية، وأن حجم الخلافات بين الطرفين كان كبيرا جدا، وأن الأردن يدعم بشكل حقيقي تدخل الجيش المصري الذي حسم الأمور في مصر'.
وتابع أن 'الزيارة تعبر عن مدى الخطر الحقيقي الذي كان يشعر به الأردن وأطراف عربية إزاء تشكل محور إقليمي جديد، وانتقال مصر من محور الاعتدال إلى محور تقوده جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة، وهو ما كان خطا أحمر لا يمكن القبول به بالنسبة لعمّان وعواصم خليجية'.
كما أكد الخيطان في حديثه للجزيرة نت أن على 'القوى الإقليمية -أيا كان موقفها من نظام مرسي وتدخل الجيش لعزله- أن تتدخل لمساعدة المصريين على تحقيق التوافق الوطني، وأن تبتعد عن الانتصار لطرف على حساب طرف آخر'.
مغامرة سياسية
وحمّل الخيطان جماعة الإخوان المسلمين في الأردن ومواقفها التي اتخذتها من العملية السياسية في الأردن جزءا من قلق الملك من الإخوان ودورهم في المنطقة وفي بلاده.
يأتي ذلك بينما عبّر الإخوان المسلمون في الأردن عن غضبهم من زيارة الملك الأردني للقاهرة ولقائه بالرئيس المؤقت عدلي منصور الذي تسلم مقاليد الحكم عقب عزل مرسي.
وذهب نائب المراقب العام للجماعة زكي بني ارشيد لاعتبار أن الزيارة 'مغامرة سياسية وتعبير عن استمرار المواقف الخاطئة والرهانات الفاشلة'.
وهاجم بني ارشيد في تصريح للجزيرة نت الزيارة، واعتبر أنها 'ارتهان لأجندات خارجية ضد مصالح الأردن'، معتبرا أن هذه 'الخطوة غير محسوبة، خاصة أن الملك سبق له أن هاجم مرسي ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان'.
ورأى القيادي الإخواني أن الزيارة 'ليست موفقة خاصة أن ثورة الشعب المصري مستمرة حتى تحقق أهدافها'، مضيفا 'هذه الزيارة تكشف زيف الادعاء بالديمقراطية وتشرعن الانقلابات العسكرية وفقدان الاستقرار السياسي وتؤسس لمرحلة غياب السلم المدني والأمن الوطني'. (الجزيرة نت)
وبينما تضع التصريحات الرسمية الزيارة في إطار التعاون المشترك، فإن مراقبين ذهبوا لاعتبارها 'متسرعة'، بينما اعتبرها الإخوان المسلمون في الأردن 'مغامرة سياسية'، خاصة أن الملك لم يزر القاهرة منذ الإطاحة بالرئيس المخلوع محمد حسني مبارك في فبراير/شباط عام 2011.
وتتحدث مصادر سياسية في العاصمة عمّان عن أن عبد الله الثاني أراد دعم التغيير السياسي في مصر والذي يصفه أنصار الرئيس المعزول وحلفاؤهم في جماعة الإخوان المسلمين في الأردن بـ'الانقلاب على الشرعية'، وهو موقف يتناغم مع الدعم السياسي والمالي الذي قدمته السعودية والإمارات لحلفاء نظام الحكم الجديد في القاهرة.
رغبة أردنية
كما يذهب البعض لاعتباره رغبة أردنية لإعادة إحياء معسكر الاعتدال العربي من الدول الأربعة، وهو المحور الذي تعرض لانتكاسة بعد الربيع العربي الذي شهد ولادة محور جديد في المنطقة تكوّن من مصر بعد انتخاب مرسي وتركيا وقطر مدعوما بالتيارات الإسلامية في المنطقة وأبرزها حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
في هذا السياق تحدث وزير الإعلام الأردني الأسبق سميح المعايطة عن أن زيارة الملك تتم في إطار الدعم السياسي لمصر بعد التغيير الأخير، موضحا أن بعض الدول 'قدمت دعما اقتصاديا، والأردن يقدم دعما سياسيا معنويا في سياق المحاولات لإعادة إحياء الدور المصري في المنطقة'.
ويضيف المعايطة في تصريح للجزيرة نت أن هذه الزيارة تمت بعيدا عن 'التفاصيل الداخلية، وتحاول دعم محور الاعتدال العربي، خاصة أن نظام الحكم الجديد في مصر بحاجة لمؤازرة من الدول العربية والعالم'.
وبرأي الوزير الأردني السابق فإن الدعم الذي قدمه الملك كان حقيقيا وليس نظريا بدليل أنه اصطحب معه وفدا رفيعا ضم قائد الجيش الأردني ورئيس الديوان الملكي ومدير المخابرات.
زيارة متسرعة
من جهته عبّر المحلل السياسي فهد الخيطان عن اعتقاده بأن 'الزيارة كانت متسرعة'، وقال إنها كان ينبغي لها أن تجري بعد فترة من الوقت.
ويرى الخيطان أيضا أن الزيارة وبهذه السرعة من ملك الأردن 'تكشف إلى أي حد كانت العلاقة الأردنية مع نظام مرسي متردية، وأن حجم الخلافات بين الطرفين كان كبيرا جدا، وأن الأردن يدعم بشكل حقيقي تدخل الجيش المصري الذي حسم الأمور في مصر'.
وتابع أن 'الزيارة تعبر عن مدى الخطر الحقيقي الذي كان يشعر به الأردن وأطراف عربية إزاء تشكل محور إقليمي جديد، وانتقال مصر من محور الاعتدال إلى محور تقوده جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة، وهو ما كان خطا أحمر لا يمكن القبول به بالنسبة لعمّان وعواصم خليجية'.
كما أكد الخيطان في حديثه للجزيرة نت أن على 'القوى الإقليمية -أيا كان موقفها من نظام مرسي وتدخل الجيش لعزله- أن تتدخل لمساعدة المصريين على تحقيق التوافق الوطني، وأن تبتعد عن الانتصار لطرف على حساب طرف آخر'.
مغامرة سياسية
وحمّل الخيطان جماعة الإخوان المسلمين في الأردن ومواقفها التي اتخذتها من العملية السياسية في الأردن جزءا من قلق الملك من الإخوان ودورهم في المنطقة وفي بلاده.
يأتي ذلك بينما عبّر الإخوان المسلمون في الأردن عن غضبهم من زيارة الملك الأردني للقاهرة ولقائه بالرئيس المؤقت عدلي منصور الذي تسلم مقاليد الحكم عقب عزل مرسي.
وذهب نائب المراقب العام للجماعة زكي بني ارشيد لاعتبار أن الزيارة 'مغامرة سياسية وتعبير عن استمرار المواقف الخاطئة والرهانات الفاشلة'.
وهاجم بني ارشيد في تصريح للجزيرة نت الزيارة، واعتبر أنها 'ارتهان لأجندات خارجية ضد مصالح الأردن'، معتبرا أن هذه 'الخطوة غير محسوبة، خاصة أن الملك سبق له أن هاجم مرسي ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان'.
ورأى القيادي الإخواني أن الزيارة 'ليست موفقة خاصة أن ثورة الشعب المصري مستمرة حتى تحقق أهدافها'، مضيفا 'هذه الزيارة تكشف زيف الادعاء بالديمقراطية وتشرعن الانقلابات العسكرية وفقدان الاستقرار السياسي وتؤسس لمرحلة غياب السلم المدني والأمن الوطني'. (الجزيرة نت)