الهاشمية تعقد ندوة دولية بعنوان "الّلغة العربية في وسائل التواصل الاجتماعي"
جو 24 :
برعاية رئيس الجامعة الهاشمية الأستاذ الدكتور فواز العبدالحق الزبون، عَقَدَت اللجنة الثقافية بكلية الآداب ندوة علمية دولية بعنوان "اللغة العربية في وسائل التواصل الاجتماعي" بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية عبر تقنية التواصل المرئي zoom. تحدث فيها الأستاذ الدكتور عبدالقادر الفاسي الفهري أستاذ اللسانيات بجامعة محمد الخامس وجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بأبوظبي، والأستاذ الدكتور وجيه فانوس أستاذ الأدب المقارن والأدب الحديث بالجامعة اللبنانية، وقدم الندوة الأستاذ الدكتور عمر عبد الله الفجاوي أستاذ الأدب الجاهلي بالجامعة الهاشمية.
ورحب الأستاذ الدكتور الزبون رئيس الجامعة باسمه واسم الجامعة الهاشمية بالعالمين المتحدثين والمشاركين الذين مثلوا مختلف الدول والجامعات العربية، وقال إن اللغة العربية تستحق أن ننتدي من أجلها ونبحث فيها فهي صاحب الجلالة وهي وجدان الأمة ووعاء الفكر مؤكدا "أن الإبداع لا يتم إلا باللغة الأم"، وذكر رئيس الجامعة الهاشمية أن اللغة العربية بحاجة إلى تخطيط وسياسات شاملة، وعلى الجامعات دور كبير ومهم في تكوين سياسات لغوية وتخطيط لغوي.
وقال الأستاذ الدكتور عبد القادر الفاسي الفهري "لقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تغيير جذري للنهج الذي نتفاعل به مع الآخر وتوصيل المعلومة أو الخبر أو الرأي، كما قد أضحت اللغة التي كانت إلى عهد قريب أداة تواصل أولى، جزءا فقط من هذه البيئة الجديدة للتواصل فلم تحتل المكانة التي ألفناها. فقد عادت نصوصًا قصيرة وسريعة وصوتية أو مكتوبة ومتقطعة ومليئة بالأخطاء أحيانا، وأضاف أن اللغة العربية تتأثر بتعدد المنصات الرقمية ودخول الأرقام والحروف إلى لغة الخطاب والتواصل من حيث دخول تراكيب وأنماط تواصلية جديدة.
كما عرض مجموعة من الإحصاءات عن انتشار اللغة العربية عبر الإنترنت للعام الماضي 2019 مشيراً إلى أن اللغة العربية هي رابع لغة مستعملة عبر الشابكة بما يزيد على (230) مليون مستعمل، وتحتل موقعها هذا بعد اللغة الإنجليزية والصينية والإسبانية. ومن حيث استخدام المنصات التواصلية بين العرب، أوضح أن نسبة المستخدمين 44%، واليوتيوب 37%، ولينكدين وإنستغرام أقل من 2% لكليهما. وقال إن هناك تفاوتً بين الدول العربية في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي حسب طبيعة الوسيلة واللغة السائدة فيها وغيرها من الأسباب.
وأضاف أنه حدثت قفزة كبيرة في عدد العرب المستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي خلال السنوات الماضية داعيا إلى الاستفادة من هذه الوسائل التواصلية الجديدة في مجال نشر اللغة والثقافة.
وقال إن صورة اللغة العربية إيجابية في شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بالرغم من وجود بعض السلبيات، فهناك حضور عربي كبير على الإنترنت، مشيرًا إلى أنه لا بد من تجويد المحتوى العربي ولا بد من إدارة لغوية مجتمعية واعية ومخططة للاستمرار في تحسين محتوى العربية على المنصات المختلفة.
وقال الأستاذ الدكتور وجيه فانوس أستاذ الأدب المقارن في الأدب الحديث في الجامعة اللبنانية إن لسان الضاد يجمعنا من أعماق التاريخ إلى الحاضر، مشيدا برعاية رئيس الجامعة لهذه الندوة، فهذا لقاء في اللغة في صميم الأمة ووجدانها وماضيها وحاضرها ومستقبلها، وتحدث عن مفهوم اللغة قائلًا إن النص القرآني هو مرجع اللغة العربية، والقرآن الكريم لم يذكر كلمة (لغة) بل أورد كلمة (لسان)، وأضاف من هنا قد رجعت إلى كتاب لسان العرب لابن منظور فوجدت كلمة (اللغة) من اللغو التي معناها الكلام الزائل أو الحديث المتحول أو المتغير ولذلك كانت لغة قريش تختلف أو تتحول عن لغات العرب الآخرين، ولهذا لم يستخدم النص القرآني كلمة لغة بل لسان، مؤكدا أن اللغة هي الحياة المتغير المتطورة المتحولة، فكل أداة أو تقنية تدخل حياتنا العلمية آو العملية أو اليومية تفرض أسلوبًا جديدًا لها، فوسائل التواصل الاجتماعي الرقمية فرضت أساليب تعبير وتخاطب وتواصل مختلفة فاللغة اليوم تتغير بفضل التغير في الأدوات والتقنيات والعلوم وغيرها.
وقال الدكتور فانوس: إن اللغة العربية تتطور، أما اللسان العربي فهو ثابت ومحفوظ بالقرآن الكريم، ومع ذلك فلا بدّ أن نعرف القواعد العربية من النحو والصرف لنحافظ على اللسان العربي.
وطرح أساتذة اللغة العربية واللغويات مجموعة من الأسئلة والملاحظات والأطروحات اللغوية والإدارية والعلمية المتنوعة.