الحضور الاعلامي لحكومة بشر الخصاونة.. عبيدات والهياجنة يبددان تعهدات الرئيس!
جو 24 :
محرر الشؤون المحلية - واضح أن وزارة الصحة لا تدرك أهمية بناء جسور الثقة مع الأردنيين في هذه المرحلة الحساسة من مواجهة وباء كورونا، خاصة وأن هناك لقاحا قادما لا يثق به كثير من المواطنين، وهو ما يستلزم تعاطيا اعلاميا احترافيا وغير اعتيادي.. وبالتأكيد مختلفا عن القائم حاليا..
النهج الاعلامي الذي يسير عليه مسؤولو الوزارة، وتحديدا الوزير الدكتور نذير عبيدات والأمين العام لشؤون الأوبئة ومسؤول ملف كورونا الدكتور وائل هياجنة، لن يُثمر على الاطلاق، فالأصل في هذه المرحلة الانفتاح على وسائل الاعلام وضمان تدفق المعلومات إليها جميعا وتقف على مسافة واحدة منها، بعيدا عن هوى وميول هذا المسؤول أو ذاك!
من غير المعقول أن يتعامل الوزير عبيدات والهياجنة مع خبر مثل اطلاق منصّة التسجيل لتلقي لقاح كورونا بمبدأ التسريب لوسائل اعلام دون غيرها، فهذا ليس خبرا ثانويا على الهامش، بل يُفترض أنه خبر رئيسي يجري العمل على تحضير حملات اعلامية ضخمة للترويج له، خاصة وأن اهتمام الأردنيين بأخبار وباء كورونا ازداد بعد ظهور السلالة الجديدة، وهذا يحتاج ظهورا اعلاميا مختلفا ومدروسا.
ربما لا يدرك الوزير وأمينه العام حجم الشكّ الذي يساور الأردنيين جراء استمرار انخفاض أعداد الاصابات اليومية وأعداد الوفيات، خاصة وأنهم يلاحظون كيف تسجّل محافظة مثل الطفيلة ومعان (0) اصابات في يوم، وفي اليوم التالي يكون عدد الاصابات بالعشرات، وكيف يسجل لواء الرمثا اصابات تعدّ على أصابع اليد الواحدة وفي اليوم التالي تكون بالعشرات أو المئات، وكيف يتجاوز عدد الاصابات في اربد ما تسجله عمان، ثم في اليوم التالي تنخفض بشكل غير منطقي دون أي تفسير..
كلّ هذا الواقع يستلزم من عبيدات والهياجنة انفتاحا كاملا على كافة وسائل الاعلام، والتعامل معها بشكل مؤسسي ومهني، بعيدا عن المزاجية والعشوائية التي تربك أي مجتمع في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى الاستقرار وبناء جسور الثقة.
يمكننا اليوم أن نرجع إلى تصريحات رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة في اطلالته الاعلامية أمام الصحفيين خلال المؤتمرات الصحفية التي انعقدت في رئاسة الوزراء، لنجد أن الرئيس تعهد وأكد في جميعها على مبدأ الانفتاح على وسائل الاعلام كلّها، وترحيبه بالناقدين وغيرهم على حدّ سواء، إلا أن الواقع يبدد كل تلك التعهدات والوعود، تماما كما ذهب كلّ الحديث عن العدالة والشفافية هباء بعد التعيين المثير للجدل في رئاسة الوزراء وما تبعه من صمت رسمي مريب ازاء تساؤلاتنا في الاردن24 وتساؤلات الاردنيين عبر منصات التواصل الاجتماعي.
المنطق يقول إن الحكومات تبني على التجارب الايجابية وتحاول دائما تنميتها، أما في حالتنا الأردنية، فالأمر مختلف تماما، الحكومات تبحث عن أي تجربة ناجحة وتقوم بهدمها، والحديث هنا عن الحضور الاعلامي في عهد الدكتور عمر الرزاز، والمهنية والمؤسسية في التعاطي مع وسائل الاعلام، سواء من وزير الدولة لشؤون الاعلام الأسبق أمجد العضايلة أو وزير الصحة الأسبق د. سعد جابر والذين كانا على تواصل مباشر ودائم مع الأردنيين عبر وسائل الاعلام كافة.. ولعلّ الجميع يلمس الفرق بين الحضور الاعلامي لوزيري الاعلام والصحة في الحكومة السابقة والحالية..
هذه الحكومة، وقبل أن تتمّ مئة يوم، مازالت تباغتنا بالخيبة تلو الأخرى، ويبدو أنها ستظلّ تتغنى بالمستشفيات الميدانية التي تشير الأرقام والتصريحات إلى أننا قد لا نحتاجها بعد اصابة نحو ثُلث الأردنيين بفيروس كورونا واكتسابهم مناعة طبيعية..