العلم يؤكد.. الحليب البقري مهم للأمهات أثناء الرضاعة
كشفت دراسة علمية، أن أطفال الأمهات اللاتي يشربن كمية أكبر من حليب البقر أثناء الرضاعة الطبيعية هم أقل عرضة للإصابة بالحساسية.
ودرس باحثون من السويد 508 حالات لأمهات جدد وأطفالهن، وتوصلوا إلى أن أمهات الأطفال الذين يعانون من الحساسية في عمر العام شربن كميات قليلة من الحليب البقري، بحسب ما نشرته "ديلي ميل" البريطانية نقلًا عن دورية Nutrients.
كما سبق أن تم إجراء دراسات حول العلاقة بين الحليب والحساسية، لكن تعد الدراسة الأخيرة هي الأولى من نوعها التي تجري اختبارات وتحاليل للتعرف على آثار الحليب البقري على دم وحليب الأمهات.
تأثير مباشر
وتقول الباحثة البروفيسورة آن صوفي ساندبرغ، المتخصصة في علم التغذية، إن "النظام الغذائي للأم يمكن أن يعد عاملًا ذا تأثير مباشر، حيث إنه من الشائع على نطاق واسع في الوقت الحاضر بالنسبة لبعض الأمهات تجنب شرب الحليب، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الاتجاهات والمخاوف السائدة، والتي يرتبط بعضها بالأساطير حول النظام الغذائي".
وتوضح أنه يمكن تفسير نتائج الدراسة من خلال ما يسمى "فرضية النظافة"، قائلة: إنه "في أثناء مرحلة التطور المبكر للطفل، يوجد ما يسمى نافذة زمنية حيث يكون تحفيز الجهاز المناعي ضروريًا للطفل لتطوير القدرة على تحمل الأطعمة المختلفة.
ووفقًا لـ"فرضية النظافة"، فإن الاتصال المبكر بالعديد من الكائنات الحية الدقيقة يمكن أن يكون بمثابة بداية لـتكوين نظام المناعة لدى الطفل. ولكن مع انخفاض انتشار الكائنات الحية الدقيقة في الوقت الحاضر في مجتمعنا الأكثر نظافة وصحة، يمكن أن تؤدي المواد، التي يتم تناولها من خلال نظام الأم الغذائي، إلى تكوين طريقة أخرى لتحفيز نضج جهاز المناعة لدى الرضيع".
ووفقا للبروفيسور ميا سترافيك، أستاذ الهندسة البيولوجية بقسم علوم الغذاء والتغذية في جامعة تشالمرز للتكنولوجيا السويدية، كانت الطريقة التي تم بها الحصول على البيانات في الدراسة الجديدة أكثر قوة من الأبحاث، التي اعتمدت فقط على تحليل نتائج الاستبيانات.
ويقول الباحث وعالم الأوبئة الجزيئية البروفيسور مالين بارمان، من جامعة تشالمرز أيضًا: "بغض النظر عن كيفية نظرنا إلى البيانات وتفسيرها، توصلنا إلى نفس النتيجة"، ولكن ماتزال الآليات الكامنة وراء هذا التأثير الوقائي للحليب ضد الحساسية غير واضحة.
كما يوضح أن "إحدى الفرضيات هي أن حليب البقر يحتوي على عنصر ما ينشط جهاز المناعة لدى الطفل ويساعده على تطوير القدرة على التحمل. و يمكن العثور على هذا السبب غير المعروف حتى الآن في دهون الحليب أو في محتواه من البروتين. ولكن يمكن أيضًا أن يكون الحليب نفسه محايدًا فيما يتعلق بجهاز المناعة".
ومثل هذا الاستنتاج من شأنه أن يشير إلى أن المستويات العالية من الدهون المتعددة غير المشبعة في النظام الغذائي للأم يمكن أن يمنع نضج الجهاز المناعي للطفل في سن مبكرة.