غزة: خطر يهدد صحة المواليد جرّاء نفاد مواد “فحص مخبري”
تتراكم عينات فحوصات "الفينيل كيتون” (مرض وراثي) الخاص بالأطفال حديثي الولادة، داخل المختبر المركزي التابع لوزارة الصحة الفلسطينية، في مدينة غزة، جرّاء نفاد مواد الفحص المخبري الخاص به.
وأعلنت الوزارة، في 4 يناير/ كانون ثاني الجاري، نفاد مخزون مادة الفحص المخبري الخاصة بـ "الفينيل كيتون”، والمعروف اختصارا بـ”P.K.U”.
وحذّرت الوزارة من مضاعفات "سلبية وخطيرة جرّاء التأخر في إجراء تلك الفحوصات، قد تصل إلى حدّ إصابة الطفل بالتخلّف العقلي”.
ويستخدم هذا الفحص، وفق الوزارة، لتحديد معدل "الأحماض الأمينية الضرورية لنمو وتكوين الدماغ، وتطوّر الإدراك لدى الأطفال”.
وأعربت أمهات حوامل، في أحاديث منفصلة للأناضول، عن تخوفهن من استمرار نفاد هذه الكميات، الأمر الذي يهدد صحة أطفالهن.
كما طالبن بضرورة توفير مواد الفحص المخبري لضمان سلامة أطفالهن.
وفي حديثه لوكالة الأناضول، قال عميد مشتهي، مدير دائرة المختبرات في الوزارة، إن العينات الخاصة بفحوصات "P.K.U” تتراكم داخل المختبر، جرّاء نفاد مواد الفحص الخاصة بها.
وتابع: "لا بد من فحص هذه العينات، في الوقت المناسب، لضمان سلامة الأطفال حديثي الولادة”.
وأوضح أن هذه العينات تصل المختبر من مراكز "رعاية الأمومة والطفولة”، المنتشرة في محافظات قطاع غزة، سواء الحكومية أو التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا”.
وبيّن أن المختبر المركزي هو "المختبر الوحيد الذي يجري هذا النوع من الفحوصات في قطاع غزة”.
واستكمل قائلا: "وزارة الصحة هي الجهة الوحيدة التي تقوم بإجراء فحوصات المسح الشامل للأطفال حديثي الولادة، وهما فحصين مهمين الأول (P.K.U)، والثاني متعلق بقصور الغدة الدرقية”.
وشهريا، يجري المختبر المركزي نحو 5 آلاف فحص مخبري، لكل نوع من تلك الفحوصات.
يقول مشتهى إن وزارته تحصل على مواد الفحص المخبري الخاص بالمسح الشامل من عدة جهات، وهي منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف”، ووزارة الصحة في رام الله.
لكن ما يصل الوزارة بغزة من هذه المواد لا يشكّل "رصيدا استراتيجيا، ما يتسبب بحالة دائمة من الشح في توفّرها”.
واستكمل قائلا: "بين الفينة والأخرى تنفد هذه المواد من المخازن، ونعاني أزمة حقيقية تشكل خطرا على صحة الأطفال”.
ويرجّح مشتهى أن التأخر في إدخال مواد الفحص قد يرجع "إلى أزمة جائحة كورونا”.
كما يذكر أن للحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة للعام الـ14 على التوالي، يشكّل عائقا أمام توريد هذه المواد إلى مخازن الوزارة بغزة.
وبفعل سنوات الحصار الإسرائيلي على غزة، يعاني القطاع الصحي من نقص "حاد” في الأدوية والمستلزمات الطبية، الأمر الذي يشكّل تهديدا لحياة المرضى، بحسب بيانات صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، ومؤسسات حقوقية.-(الأناضول)