لقاح كورونا: ما هي نسب التطعيم في الشرق الأوسط؟
تتسابق دول العالم للحصول على أكبر كمية ممكنة من جرعات لقاح كورونا بعد أن بات من شبه المؤكد أن لا علاج لمرض كوفيد-19 ولا أمل بالخروج من النفق المظلم الذي دخلته البشرية منذ نحو عام إلا عبر تلقيح أكبر عدد ممكن من السكان مما يمهد السبيل أمام عودة الحياة تدريجيا إلى سابق عهدها ودوران عجلة الاقتصاد العالمي من جديد.
ورغم أن اغلب الشركات والجهات المصنعة لهذه اللقاحات هي إما أوروبية أو أمريكية، إلا أن حتى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يواجهان مشاكل في الحصول على الإمدادات التي تحتاجها من اللقاحات.
وحسب إحصاءات شبكة بلومبيرغ الإخبارية تم حتى الآن إعطاء أكثر من 60 مليون جرعة لقاح في 55 دولة وبمتوسط يومي بلغ ما يقارب 3 ملايين جرعة.
وحسب بيانات المركز العالمي للبيانات تأتي إسرائيل على رأس الدول السباقة إلى تطعيم سكانها للوقاية من كوفيد-19، إذ بلغت نسبة التلقيح اكثر 39 في المئة من السكان وتليها دولة الإمارات العربية المتحدة التي وصلت النسبة فيها الى نحو 24 في المئة وتليها المملكة المتحدة بنسبة 8.6 وبعدها البحرين بنسبة 8.5 في المئة.
يذكر أن عدد سكان البحرين وإسرائيل والامارات يعد متواضعا نسبياً إضافة الى صغر مساحتها مما يساعد في الوصول إلى السكان بشكل أسرع، ويخفف من التعقيدات والمصاعب اللوجستية من ناحية نقل اللقاحات أو تخزينها.
كما تلعب البنية التحتية وجودة الخدمات الصحية دوراً كبيراً في إيصال اللقاح الى أكبر عدد ممكن من السكان وبأسرع وقت حال توفره.
ففي إسرائيل، على سبيل المثال، جميع السكان مسجلون لدى واحدة من ثلاث مؤسسات صحية مستقلة تتلقى التمويل من الدولة وبالتالي هناك سجل صحي كامل لكل مواطن مما يسهل الوصول إليه وتقديم اللقاح له.
وتجري حملة التلقيح في إسرائيل على مدار الساعة وعلى مدار الأسبوع.
ويمثل نقل اللقاحات وتخزينها، ولا سيما لقاح فايزر/بيونتيك الذي طُرح قبل غيره، تحدياً إضافيا للدول النامية والفقيرة إذ يجب تخزينه في درجات حرارة 70 تحت الصفر.
عقود توريد
أما من ناحية العقود التي أبرمتها دول الشرق الأوسط مع الشركات المصنعة لهذه اللقاحات فإن إسرائيل تأتي على رأس القائمة من حيث كميات اللقاحات بالنسبة لعدد السكان، إذ تغطي الكميات المتعاقدة عليها 185 في المئة من السكان. والشركات التي تعاقدت معها إسرائيل هي فايزر/ بيونتيك واكسفورد/ استرازينيكا و موديرنا وأركتوروس.
واستلمت مصر 100 ألف جرعة من لقاح سينوفارم الصيني عبر دولة الإمارات العربية المتحدة، لكنها لم تبدأ بعمليات التلقيح بعد.
ووافقت روسيا على إمداد مصر بـ 25 مليون جرعة من لقاح Sputnik V سبوتنيك في المستقبل القريب.
وقالت وزيرة الصحة، هالة زايد، في أواخر نوفمبر / تشرين الثاني الماضي إن مصر ضمنت ما يكفي من لقاح فايزر/ بيونتيك لتلقيح 20 في المائة من سكانها البالغ عددهم 100 مليون نسمة.
وقالت زايد إن نسبة 30 في المئة أخرى من السكان سيتم تغطيتها بلقاح أكسفورد/ أسترا زينيكا.
وقال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في الآونة الأخيرة إن المصريين قد يضطرون إلى الانتظار حتى يوليو/ تموز المقبل لبدء حملة تلقيح جماعية.
وانضمت مصر إلى مشروع كوفاكس Covax للحصول على كمية من اللقاحات المجانية في إطار المبادرة الدولية التي تقودها منظمة الصحة العالمية لإمداد الدول الفقيرة بما تحتاج من لقاحات.
أما الأردن فقد باشر في 13 يناير/ كانون الثاني بحملة تلقيح بعد أن استلم أول دفعة من لقاح شركة فايزر/بيونتيك، كما تلقى الدفعة الأولى من اللقاح الصيني سينوفارم بعد الترخيص باستخدامه من قبل الجهات المختصة.
وتعاقدت الجزائر مع روسيا على شراء كمية من اللقاح الروسي سبوتنيك 5 إلى جانب لقاح صيني من المتوقع استلامه بنهاية الشهر الحالي.