دريد لحام ينهار في بيروت!
جو 24 : فاطمة عبدالله - يتمسّك المرء بالأمل حتى يشعر بأن الموت اقترب، ثم يلتحق بمن يدركون الخلاص. الموت قريب جداً في سوريا، يساوي الصغار بالكبار في اختزال الرعب. دريد لحام في "سنعود بعد قليل" بمثابة التشبّث بالمكان حين تشاء الظروف للمرء ان يتشرّد.
توزّع أبناؤه الستة في بيروت، وكلٌ على طريقته يجعل اللجوء اسلوب حياة. نجدنا نختار الكلام عن شخصيات مسلسل كتبه رافي وهبي ووقعه المخرج الليث حجو لكونها واقع حال. والحال، كما تعلمون، فقر وقهر وسقوط وخيبة.
يحرّك العمل في اتجاه العقل، وثمة من يتحرّك في اتجاه الغرائز. دريد لحام في دور نجيب أبو سامي، شخصية تحتفظ بالفقد لنفسها. المخرج يتعامل مع الشخوص بطريقة روائية. ما نراه في "سنعود بعد قليل" ربّ أسرة يتفكك. يحلو وصف التفكك لكونه محض رفض. الوحدة في سوريا تشبه أغنية تُهدى لأرواح الأطفال.
سعاله المخيف كان السبب في اللجوء الى لبنان طلباً للعلاج واحتضان الأولاد. نحلل الشخصية قبل احاطتها بالعناصر السردية. يعمل أبو سامي في صنع اطارات (برواز) الصور. نرى علاقة مع الخشب، فيما أبناء بلده يُدفنون من دون توابيت. كل شيء في الماضي كان رائعاً: الزوجة التي أصبحت صورة، وأغنيات فيروز.
يصل بيروت ليجد الكون من حوله منهاراً. أبناؤه الذي رسم لهم في رأسه صورة ملوّنة، هم أشباه كائنات. كبيرهم سامي (عابد فهد) يعيش على نفقة زوجته وأهلها. في بيتها وفي ممتلكاتها. لم يكن نفسه يوماً، ولم يتخطَ كونه فرداً في جماعة منهارة. كريم (باسل خياط) هجرته زوجته لينا (سلافة معمار) بعدما اكتشفت خيانته لها مع ريم (كارمن لبّس). ما أتت من الشام لتنهار. أتت لتستمر، ولكن مفاهيم الاستمرار ليست واحدة.
نتابع تفكك العائلة اسوة بالأوطان. ابنته دينا (نادين الراسي) تُطرد من منزل زوجها عاصم (بيار داغر) لأنه حين سافر وتركها وحيدة وجدت في أحدهم حاجة الى الامتلاء. امتلاء أم انتماء؟ لعلّه لا فارق! وميرا (غيدا نوري) التي لم تنل من الوطن سوى الخيبات، وضعت صورتها على اعلان لملابس داخلية، فيما والدها يظن انها جاءت الى لبنان للتخصص في الفن والمسرح، وتقديم "مسرحية ملتزمة للكاتب الانكليزي وليم شكسبير"، كما يكرر كلما التقى أحدهم وقدّم له أولاده بواسطة الصور.
فرضت الحرب في سوريا البحث عن مكان مختلف، فاندفع فؤاد (قصي خولي) ليعوّض خسائره من العمل في مجال الشحن. تنتظره احاطة غامضة، ولا سيما ان الذين يتعامل معهم بذريعة التجارة أشبه بمافيا تستغلّ البسطاء من أجل ملايين الدولارات. يبقى الرسام التشكيلي راجي (رافي وهبي) الابن التائه في المكان والألوان وقرار الرغبة في البقاء أو في الشعور الذي يكنّه لإثنتين: الأولى متزوجة والثانية دون الثامنة عشرة. سينهار دريد لحام في بيروت أمام أولاده الستة وهم جميعاً على وشك الانتهاء.
يطغى الوفاء على شخصية أبو سامي، للزوجة التي ذهبت قبل ان ترى الدماء والدمار، وللأسرة المتحدة في الصورة الجماعية التي بقيت هناك، في دكانه في الشام. أمور كثيرة ستتغيّر في الشخصية التي ظلّت عفوية مرحة، بينما تسمع في نبرة الطبيب احتمال سرطان. الرحلة من بيروت الى الشام اكتشاف للفارق بين الصورة والواقع: مرهقة وتتطلب شيئاً من الوقت. في تلك الرحلة، اشترط سائق التاكسي على أبو سامي عدم التدخين والكلام في السياسة. ضحك وكأنه يقول: خذني الى أولادي واطلب ما تشاء.
توزّع أبناؤه الستة في بيروت، وكلٌ على طريقته يجعل اللجوء اسلوب حياة. نجدنا نختار الكلام عن شخصيات مسلسل كتبه رافي وهبي ووقعه المخرج الليث حجو لكونها واقع حال. والحال، كما تعلمون، فقر وقهر وسقوط وخيبة.
يحرّك العمل في اتجاه العقل، وثمة من يتحرّك في اتجاه الغرائز. دريد لحام في دور نجيب أبو سامي، شخصية تحتفظ بالفقد لنفسها. المخرج يتعامل مع الشخوص بطريقة روائية. ما نراه في "سنعود بعد قليل" ربّ أسرة يتفكك. يحلو وصف التفكك لكونه محض رفض. الوحدة في سوريا تشبه أغنية تُهدى لأرواح الأطفال.
سعاله المخيف كان السبب في اللجوء الى لبنان طلباً للعلاج واحتضان الأولاد. نحلل الشخصية قبل احاطتها بالعناصر السردية. يعمل أبو سامي في صنع اطارات (برواز) الصور. نرى علاقة مع الخشب، فيما أبناء بلده يُدفنون من دون توابيت. كل شيء في الماضي كان رائعاً: الزوجة التي أصبحت صورة، وأغنيات فيروز.
يصل بيروت ليجد الكون من حوله منهاراً. أبناؤه الذي رسم لهم في رأسه صورة ملوّنة، هم أشباه كائنات. كبيرهم سامي (عابد فهد) يعيش على نفقة زوجته وأهلها. في بيتها وفي ممتلكاتها. لم يكن نفسه يوماً، ولم يتخطَ كونه فرداً في جماعة منهارة. كريم (باسل خياط) هجرته زوجته لينا (سلافة معمار) بعدما اكتشفت خيانته لها مع ريم (كارمن لبّس). ما أتت من الشام لتنهار. أتت لتستمر، ولكن مفاهيم الاستمرار ليست واحدة.
نتابع تفكك العائلة اسوة بالأوطان. ابنته دينا (نادين الراسي) تُطرد من منزل زوجها عاصم (بيار داغر) لأنه حين سافر وتركها وحيدة وجدت في أحدهم حاجة الى الامتلاء. امتلاء أم انتماء؟ لعلّه لا فارق! وميرا (غيدا نوري) التي لم تنل من الوطن سوى الخيبات، وضعت صورتها على اعلان لملابس داخلية، فيما والدها يظن انها جاءت الى لبنان للتخصص في الفن والمسرح، وتقديم "مسرحية ملتزمة للكاتب الانكليزي وليم شكسبير"، كما يكرر كلما التقى أحدهم وقدّم له أولاده بواسطة الصور.
فرضت الحرب في سوريا البحث عن مكان مختلف، فاندفع فؤاد (قصي خولي) ليعوّض خسائره من العمل في مجال الشحن. تنتظره احاطة غامضة، ولا سيما ان الذين يتعامل معهم بذريعة التجارة أشبه بمافيا تستغلّ البسطاء من أجل ملايين الدولارات. يبقى الرسام التشكيلي راجي (رافي وهبي) الابن التائه في المكان والألوان وقرار الرغبة في البقاء أو في الشعور الذي يكنّه لإثنتين: الأولى متزوجة والثانية دون الثامنة عشرة. سينهار دريد لحام في بيروت أمام أولاده الستة وهم جميعاً على وشك الانتهاء.
يطغى الوفاء على شخصية أبو سامي، للزوجة التي ذهبت قبل ان ترى الدماء والدمار، وللأسرة المتحدة في الصورة الجماعية التي بقيت هناك، في دكانه في الشام. أمور كثيرة ستتغيّر في الشخصية التي ظلّت عفوية مرحة، بينما تسمع في نبرة الطبيب احتمال سرطان. الرحلة من بيروت الى الشام اكتشاف للفارق بين الصورة والواقع: مرهقة وتتطلب شيئاً من الوقت. في تلك الرحلة، اشترط سائق التاكسي على أبو سامي عدم التدخين والكلام في السياسة. ضحك وكأنه يقول: خذني الى أولادي واطلب ما تشاء.