ماذا في جراب القطامين غير تألقه في تشخيص المعيقات التي يعرفها "مراق الطريق"؟
جو 24 :
خاص - استعرض وزير العمل ووزير الدولة لشؤون الاستثمار، د. معن القطامين، واقع الاستثمار في الأردن قائلا إنه صعب جدا ومخيّب للآمال، فيما برر الوزير غيابه عن الظهور الفيديوي لرغبته بالابتعاد عن "السوالف" وتكريس أغلب وقته للفعل. واللافت، أن حديث القطامين عن صعوبة واقع الاستثمار بعد أربعة أشهر على تولّيه المسؤولية جاءت "سوالف" أيضا، وفي وقت كنّا ننتظر فيه أن يخرج علينا برؤيا وبرنامج عملي قابل للتطبيق يحلّ المشكلات ويفكك الأزمات التي يواجهها الاستثمار والمستثمرون.
هل يقبل القطامين بنسخته الأولى، المحلل الاقتصادي والناشط على شبكات التواصل الاجتماعي، أن يخرج مسؤول بعد أربعة أشهر باستعراض أبرز التحديات التي تواجه القطاع دون أن يكون في جعبته برنامجا وتصوّرا؟ ألن يكون هذا الظهور الفيديوي مادة دسمة للقطامين؟
كنّا ننتظر من الوزير الذي عرفناه من خلال مقاطع الفيديو وتحليلاته الاقتصادية وتشخيصه للمشكلات بدقة، أن يمتلك الوصفة المناسبة لكلّ ما نواجهه من أزمات، لا أن يمضي أربعة أشهر في التشخيص الذي يعرفه الجميع، فكلنا نعرف أن المستثمرين يعانون من البيروقراطية ونعرف مشكلة النافذة الواحدة ومشكلة الضرائب وارتفاع كلف الطاقة، لكن أين هو العلاج لهذه المشكلات؟!
القطامين يعرف جيّدا أثر الاستثمار على الاقتصاد الوطني، وكيف أن الاستثمار وحده هو ما يمكّن الحكومة من تحقيق نسبة النمو الاقتصادي الكبيرة المتوقعة في موازنة 2021، لكننا نريد أن نعرف السبيل إلى تحقيق تلك النسبة، ونريد أن نعرف أين هي بصمته في مشروعي قانوني الموازنة العامة وموازنة الوحدات الحكومية المستقلة؟ وهل فعل شيئا لتخفيف حدة الاعتماد على المساعدات والاقتراض الداخلي والخارجي وعوائد الضرائب؟ أم أنه سيمضي السنة المالية في اكتشاف العلّات التي تعانيها الموازنة أيضا؟
الحكومة توقعت أن يصل العجز في 2021 إلى 2.05 مليار دينار، لكن، وبعد انقضاء شهرين من هذه السنة، وفي ظلّ حالة عدم اليقين واحتمالية العودة إلى تشديد الاجراءات، يبدو أن العجز سيكون أكبر، وذلك نتيجة تراجع متوقع في الايرادات المحلية التي قدّرت الحكومة أن تكون 7.298 مليار دينار أي أكبر من الايرادات المحلية في العام الماضي بنحو 948 مليون دينار! ولا نعرف كيف سيتحقق ذلك مع علمنا أن جزءا من التحصيلات الضريبية في العام الحالي مرتبطة بالنشاط الاقتصادي في العام الماضي، فنحن ندفع ضريبة الدخل عن 2020 في 2021، وكلّنا يعرف حجم التراجع في مختلف القطاعات الاقتصادية العام الماضي.
الناس لا يهتمون بالكلام النظري، ولا يقتنعون بالحجج التي يسوقها المسؤولون لتبرير تأخرهم في تحقيق أي تقدّم، الناس يريدون انجازات آثارها ملموسة ومحسوسة، يريدون أفعالا حقيقية.. فكما يردد الوزير القطامين "باب السوالف يدخلونه ملايين, وباب الفعايل بس لأهل الفعايل".