إلى السادة النواب.. ربّ كلمة قالت لصاحبها دعني!
جو 24 :
محرر الشؤون المحلية - قيل في المثل العربي الشهير: ربّ كلمة قالت لصاحبها دعني، وتُنسب قصة المثل إلى أحد ملوك حمير والذي خرج في يوم مع مرافقه والحرس إلى الصيد، فجلس الملك على صخرة ملساء، فقال له نديمه "لو أن شخصا ذُبح على هذه الصخرة، إلى أين سيصل دمه؟" فقال الملك اضربوا عنقه ليرى إلى أين يصل دمه.. وأطلق العبارة التي صارت مثلا شعبيا "ربّ كلمة قالت لصاحبها دعني".
هذا المثل القديم ينطبق تماما على بعض أعضاء مجلس النواب ممن يطلقون تصريحات وعبارات وتغريدات لا لزوم لها، بل وتخلق مشاكل كبيرة في المجتمع الأردني..
جيّد أن النائب غازي الذنيبات سارع لاصدار بيان توضيحي حول حديثه في لقاء وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات خلال زيارة الأخير مستشفى الكرك الحكومي، فالأمر لم يكن يحتمل التجاهل والتجاوز والاعتماد على القول أن ذاكرة الناس ثلاث أيام وثلث، كما أن الحادثة كادت تتسبب بشرخ كبير في العلاقة بين الأهل في الجنوب لولا أن الأردنيين يتمتعون برجاحة عقل تجعلهم يتجاوزن عن سفاسف الأمور.
لا شكّ أن النائب الذنيبات وقع في الزلل وأن التعبير خانه، حتى لو كانت النوايا طيّبة كما يقول، فالأصل أن لا يذهب لعقد المقارنات بين المحافظات على وجه يُثير حفيظة الأهل هنا أو هناك، خاصة أن جميع محافظاتنا تعاني التهميش الرسمي وتئن تحت وطأة سوء التنمية وسوء توزيع المكتسبات.
صحيح أن النائب يترشّح ضمن دائرة انتخابية محددة، لكنّه وبمجرّد أداء اليمين الدستوري يصبح ممثلا لكلّ الأردنيين من عقربا إلى العقبة، ولا يُفترض خلال المطالبة بحقوق أبناء دائرته الانتخابية أن ينتقص من حقوق الآخرين.
ما يجب أن يعيه جميع النواب، أن لا بقعة في هذا الوطن تسمو على أخرى، فالتقسيمات الادارية للمناطق ليست ميزة على الإطلاق؛ أن تكون في المركز لا يعني أنك أفضل من قاطني الأطراف، وأن تكون ابن مدينة لا يعني أنك أفضل من ابن القرية، وأنك تكون ابن العاصمة لا يعني أنك أفضل من ابن المحافظة أو القرية أو البادية.
نوابنا مطالبون بوزن كلامهم قبل التفوّه به، فالأردن فيه ما يكفي من المشكلات، ولا ينقصها تجديف نائب انتقص من القبيلة، واستعراض نائب آخر كاد أن يُحدث شرخا في المجتمع عن دون قصد..
تابعو الأردن 24 على 
