2025-12-17 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

ليس دفاعا عن مروان المعشر!

ليس دفاعا عن مروان المعشر!
جو 24 :

كتب -د.حسن البراري - ما أن كشف الدكتور مروان المعشر عن رغبته في العودة إلى الاردن لتأسيس تيار سياسي جديد توطئة لترخيص حزب سياسي حتى بدأت سهام النقد والتجريح والشيطنة تطال الرجل الذي لم يعرف عنه فسادا عندما كان في موقع المسؤولية، ونرى ان هناك تسرعا من قبل السياسيين الذين اتهموا الرجل بأنه ساهم في تدمير مؤسسات الدولة فقط لأنه اشار الى ان البرلمان الحالي ربما لن يكمل مدته.


واشارة البعض بأن مراون المعشر هو "برادعي" الأردن لتنطوي على جهل في مسيرة الرجل وفي مقاصده وفي السياقين المصري والاردني، فالبرادعي هو نتاج سياق مغاير عاد الى مصر لتغيير النظام اما المعشر فهو ابن الدولة الاردنية وخدم بها لأكثر من عشرين عاما وكل ما يطالب به هو اصلاح النظام، وهذه المطالب لا تجعل منه برادعي بل تجعل منه اردني وطني يريد الافضل لبلده، فالرجل لديه افكار يحق للآخرين الاختلاف معها لكن لا يحق لاحد منعه من التعبير عنها حتى لا يكون الارهاب الفكري والمكارثية الجديدة امران اعتياديان في بلد تعددي (..) ..

المعشر رجل دولة من الطراز الاول ، ورغم استقراره لمدة طويلة في "السيستم" وانتقاله من موقع رسمي الى آخر الا انه لم يركن الى حالة الاعتمادية الكاملة او الرهان الكامل على عودته لاحد مراكز صنع القرار ، الرجل "اخذها من قصيره" كما يقول اخواننا المصريين وخرج من الحكومة دون جلبة ولكنه لم يلزم بيته انتظارا لموقع جديد او لترؤس عطوة او جاهة -كما يفعل غيره -بل عمل في مواقع هامة وافضل ما انجزه في هذه الفترة هو انه بدأ يكتب بشكل جريء وواضح ولاهداف واضحة، ولم يتآمر لا على الدولة ولا على المجتمع.

شخصيا شهدت للرجل مناظرة في واشنطن بينه وبين الاستراتيجي الاسرائيلي المعروف غيورا ايلاند وفيه دافع مروان عن مقاربة الاردن في السياسة الخارجية وكان لكلامه واسلوبه الهاديء اثر رأيته على وجوه اكثر من ٥٠٠ شخص حضروا المناظرة. ولا اعرف كيف هدم الرجل مؤسسات الدولة وهو يدافع عنها في كل المحافل. ربما غاب عن البعض ان نقد الاداء الرسمي في موضوع الاصلاح لا يجعل من الشخص المنتقد خارجا عن الصف!.

وقصة اخرى في مسيرة الرجل ينبغي تعميمها وهي عندما بدأت اسرائيل في بناء جدار الفصل العنصري، كان للمعشر رأي معروف وهو ان الجدار سيقوض فرص حل الدولتين وهذا بنظره كان سيلحق ضررا كبيرا بالامن القومي الاردني، وتزعم مقاربة الذهاب الى محكمة العدل الدولية لاستصدار قرار واعتمدت المحكمة على المرافعة الاردنية ذات الخمس نقاط التي خطها مروان ويومها حقق الاردن انتصارا اثار فزع الاسرائيليين الذين احتجوا على مروان المعشر وبعدها غادر المعشر الخارجية.

الملك كلف المعشر بأهم ملف في الاصلاح وهو الاجندة الوطنية التي تمكن الرجل من انجازها لأن الرجل لديه قناعة تامة بأن الاصلاح السياسي والاقتصادي هما من ضرورات بقاء الاردن مزدهرا، وواصل المعشر الليل بالنهار بالرغم من معارضة بعض اعضاء اللجنة التقليديين وبعض الليبراليين الذين كانوا يتربصون له في الديوان الملكي، وبعد ان فرغ الرجل من الاجندة وجرى وضعها على الرف وظهر باسم عوض الله في مباردة كلنا الاردن للانقضاض على مخرجات لجنة الاجندة الوطنية خرج مروان من كل المواقع التنفيذية .

لا افهم لماذا يعاب على من كان يعمل بالوظيفة العامة العمل بالسياسة، وكيف يكون هناك هجمة مبرمجة ضد اردني كان وزيرا واعلن عن رغبته في تأسيس تيار سياسي؟! ربما اكثر ما ازعجهم هي كتابات مروان المعشر في واشنطن، حيث كتب عن الاصلاح بالاردن وعن الممارسات الخاطئة وانتقد قانون الانتخابات واعتبر البرلمان غير ممثل. ولم يتجاوز الرجل خطا احمرا واحدا وربما هذا كان احد انتقاداتي لكتاباته لأنه يقف عند النخب الحاكمة ولا ينتقد رأس الدولة، وقد كتبت مقالا في السابق مختلفا مع دراسة له عن معيقات الاصلاح. ومع ذلك لا يمكن انكار ان المعشر يمثل حالة سياسية ايجابية وقادرة على اخراجنا من ثنائية الدولة والاسلاميين- وهي الثنائية المقيتة التي لا تمنح الاردن خيارا ثالثا!

هناك ما يشير الى ان الذين ينالون من الرجل لا يقومون بذلك خشية على البلد وأمنها واقتصادها وازدهارها ولكن خشية مما يمثله مروان المعشر وخشية من تأطير الشارع لخلق افق سياسي جديد يقضي على فرصهم في البقاء السياسي.

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير