"كورونا يقتل نفسه بالطفرة الجديدة وينتهي خلال شهرين"؟ إليكم الحقيقة
جو 24 :
يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي، وايضا مواقع اخبارية عربية، خبرا يزعم أن "فيروس#كورونايقتل نفسه بالطفرة الجديدة، وسينتهي خلال شهرين، وذلك بالاستناد الى دراساتحديثة، نشرتها أخيرا جامعة كاليفورنيا".غير أن هذه المزاعم لا صحة لها. جامعة كاليفورنيا لم تنشر أخيرا دراسة عن "انتهاء فيروس كورونا خلال شهرين". والامر يتعلق باستنتاج توصلت اليه "جمعية المهندسين الوراثيين الأردنية" يرجح امكانية "زوال كورونا في أقل من شهرين بحسب معدل طفرات الحذف". غير أن خبيرين رائدين في علم الفيروسات سألتهما "النهار" لا يوافقان على هذا الاستنتاج. FactCheck#
دققت من أجلكم
الوقائع:منذ ايام،تضج مواقع اخبارية عربية (هنا،هنا،هنا،هنا،هنا...)، وحسابات وصفحات، لا سيما في الفيسبوك ( ،هنا،هنا...) وتويتر ( ">هنا، " target="_blank">هنا، " target="_blank">هنا...) بـ"بشرى" مزعومة بعنوان "جامعة كاليفورنيا: فيروس كورونا يقتل نفسه بالطفرة الجديدة وسينتهي خلال شهرين مثل نهاية سارس". ووفقا للمزاعم (من دون تدخل أو تصحيح)، "كشفت دراسات حديثة حول سلالات فيروس كورونا المُستجد الجديدة الناتجة عن حدوث طفرات في تكوينه، وأرعبت العالم خاصة مع سرعة إنتشاره، أن احدي تلك الطفرات أضعفت الفيروس في مواجهة الجهاز المناعي للإنسان وستؤدي الي نهاية الفيروس خلال شهور. وكان من بين تلك الدراسات، دراسة منشورة بتاريخ 12 يناير 2021، أجراها قسم البيولوجيا الجزيئية والخلوية بجامعة كاليفورنيا ومعهد كاليفورنيا للعلوم البيولوجية الكمية بكاليفورنيا وقسم الفيزياء الحيوية الجزيئية والتصوير الحيوي المتكامل، ومختبر لورانس بيركلي الوطني...".
كذلك، زعم المنشور أن الدراسة "أكدت أن زوال الفيروس أمر واقعي، وحتى السلالات الجديدة منه سواء البريطانية أو الجنوب أفريقية هي أضعف وستزول كذلك. وقد اعتمد الباحثون على دراسة منطقة الـ ORF8 في فيروس كورونا، التي تعد أهم المناطق في RNA الفيروس، فهي التي تحدد درجة خطورته وفتكه...".
التدقيق:
هل اصدرت جامعة كاليفورنيا ومختبر لورانس بيركلي هذه الدراسة في 12 كانون الثاني 2021، كما يتم زعمه؟
كلا، لم تنشر الجامعة او المختبر اي شيء بهذا الخصوص.
البحث، باستخدام كلمات مفاتيح، يقود الى "جمعية المهندسين الوراثيين الأردنية" التي نشرت في صفحتها في
، في 16 كانون الثاني 2021، استنتاجا بأنه "بقي من عمر الفيروس اقل من شهرين كي ينتهي بحسب معدل طفرات الحذف"، على ما كتبت.ونجد في منشورها حرفية النص المتناقل ابتداء من فقرة: "اعتمد الباحثون على دراسة منطقة الـORF8 في فيروس كورونا...".وبالتالي، هذا دليل على عدم صحة الزعم ان مصدر الدراسة هو جامعة كاليفورنيا.
باختصار،ما قالههؤلاءالخبراء الأردنيون في العلوم الجينية الوراثية إن مؤشرات تقنية داخل الخلايا البشرية التي تسلل إليها فيروس كورونا في أجساد المصابين تبين أن الوباء في طريقه إلى الاختفاء في غضون شهرين. وأوضحت أن إمكانية زوال الفيروس، بما فيه سلالاته الجديدة كالبريطانية والجنوب إفريقية، خلال شهرين إمكانية واقعية.
وقد استندوا في ذلك الى "درس منطقة الـORF ذات الأهمية البالغة في الفيروس، والتي يتحدد ضمنها مستوى قوته ومدى خطورته". وأرفقوا منشورهم بروابط لدراسات استندوا اليها (هنا،هنا،هنا،هنا،هنا).
تعرّفجمعية المهندسيين الوراثيين#الاردنيةJSGE بنفسها أنها "تسعى للنهوض بقطاع هندسة الجينات والتقنيات الحيويه ونشر الوعي بين مختلف فئات المجتمع حول اهمية هذه التخصصات، وتعنى بتخصصات الهندسة الوراثية- التكنولوجيا الحيوية- التقنيات الحيوية- والعلوم الجنائية في الاردن وحال طلابها وخريجيها...". ومقر الجمعية في عمان.
- استنتاج في غير محله -
غير أن الاستنتاج الذي توصلت اليه الجمعية الأردنية لا يوافق عليه خبيران لبنانيان رائدان في علم الفيروسات اطلعا على مضمون المنشور الذي نشرته الجمعية.
* زراقط:لا يمكن توقع تطور كورونا
ويقول الدكتور حسن زراقط، وهو استاذ وباحث في علم الفيروسات المدير المساعد في مركز أبحاث الأمراض المعدية في كلية الطب بالجامعة الأميركية في بيروت، إنه "رغم أن الجمعية الاردنية استندت الى داتا صحيحة، الا انها خصلت الى استنتاجات غير دقيقة".
ويضيف: "لا يمكن توقع تطور فيروس كورونا. هذا الامر مستحيل. كذلك، لا يمكن القول إن الفيروس سيواصل فقدان اجزاء من بروتين ORF باستمرار، وبالتالي سيفقد قدرته على الانتشار".
ويوضح أن "احدى اهم الدراسات التي لجأت اليها الجمعية الاردنية هي دراسة لمجلة The Lancet العلمية، نشرت في تشرين الاول 2020. اليوم، نحن في كانون الثاني 2021. والطفرة الجديدة من الفيروس التي انتشرت في بريطانيا خير دليل على أن الفيروس لديه القدرة على الانتشار في شكل أسرع، وانه لم يفقد اي قدرة على الاصابة والحاق الضرر والتسبب باصابات حادة. بالعكس، لإنه ينتشر في شكل أسرع، فإنه يتسبب بإصابات أكثر. وبالتالي، ستكون لدينا وفيات أكثر. وهذا أمر خطير".
ويقول: "كلعماء فيروسات، نتوقع مع انتشار الفيروس في شكل كبير بين الناس، وبهذه السرعة الكبيرة، ولمدة طويلة، اي منذ نحو عام، أن يستمر في الانتشار، لا بل سيستوطن بين البشر، ولن يختفي، بعكس السارس الذي انتشر في شكل محدود ولفترة معينة".
ويلاحظ أن "هناك خصائص كثيرة مختلفة بين السارس الاول وفيروس كورونا الذي نتعامل معه حاليا، والتي أدت الى الانتشار المختلف له".ويقول: "الأمر الخطير في هذه النظرية (الاردنية) انها تروج لنظرية أخرى تقول بالتشجيع على انتشار الفيروس أكثر، لتتكون منه طفرات جديدة تنتشر، وتتسبب بالقضاء على الفيروس. ومن هنا ستأتي فكرة الامتناع عن التطعيم، انطلاقا من أن الفيروس سيقضي على نفسه. واذا ربطنا النقاط ببعضها البعض، نرى أننا عدنا الى نظرية المؤامرة".
*ملحم: لا يمكن الجزم...
وتعلّق الدكتورة ندى ملحم، وهي أستاذة مشاركة في الأمراض المعدية في كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت وباحثة في علم الفيروسات والأمراض الجرثومية وعضو في اللجنة الوطنية للأمراض الانتقالية في وزارة الصحة اللبنانية، على استنتاج الجمعية الأردنية.
وبالاطلاع على المنشورات في الدراسات الخمس التي استندت اليها الجمعية، تشرح: "الدراسة الأولى (هنا)، لا علاقة لها بكوفيد- 19، انما تتناول كيفية تطور الطفرات داخل الفيروسات، مع تحليل تاريخي لهذا التحور وتأثيره على لياقة الفيروسات، لا سيما الزيكا والانفلونزا، وايضا السارس... ما اقترحته الدراسة ان هناك نوعا معينا من التمدد لجزء من الكود الجيني وتحور في بروتين النتوء الشوكي، هو اقتراح مقدّم. وقد ذكرت مجلة Nature الرائدة أن الاقتراحات التي تضمنتها الدراسة غير مثبتة".
وتنتقل ملحم الى الدراسة الثانية (هنا)، لتشير الى "أنها لم تخضع لعملية مراجعة النظراء والخبراء للنشر (Peer Review Process). وتلاحظ أن الدراسة "تتضمن بدورها اقتراحات وفرضيات غير مثبتة حتى الآن".
الدراسة الثالثة (هنا) "دراسة وبائية قائمة على الملاحظة (observational study)، والتي اشارت الى ان المتغير الدلتا 382 (ايVariant Delta 382) مرتبط بمرض أخف شدة"، على ما توضح ملحم. وتقول: "الآثار السريرية الملحوظة في هذه الدراسة والمرتبطة بهذا المتغير أو الحذف بالـORF8 قد يكون لها تأثير مستقبلي على تطور العلاجات للكوفيد- 19".
وبالنسبة الى الدراسة الرابعة (هنا)، "فقد نُشرت العام 2018، لكن لا علاقة لها بكوفيد-19، بل بالسارس"، على قولها، مشيرة الى أن الدراسة تتطرق ايضا الى حذف (29 Nucleotide deletion) في الـORF8 Open Reading Frame. وقد لوحظ ان هذا التغيير الجيني في السارس كان طاغيا. ورغم ذلك، يبقى غير واضح ما اذا كان هذا الحذف أدى الى تأقلم السارس ونهايته".
كذلك، تضع الدراسة الخامسة (هنا) "فرضية انه من الممكن ان هذا الحذف يؤدي الى فيروس مسبب لمرض أقل شدة"، وفقا لملحم. لكنها تلاحظ مجددا أن "هذا الدراسة لم تحصل على مراجعة من هيئات المنشورات العلمية". وشددت على انه "من المبكر الجزم بهذه الداتا المبكرة".
وتقول ملحم: "ما استنتجته الجمعية الأردنية يرتكز على عدد من الدراسات التي أجريت على السارس، رغم التشابه الجيني بين الفيروسين وانتمائهما الى العائلة ذاتها، اضافة ان ثلاث دراسات اعتمدتها الجمعية لم تحصل على مراجعة من هيئات المنشورات العلمية. ولذلك، لا يمكن الجزم بنتائج هذه الدراسات ومصير كوفيد- 19".
وتنبه الى ان "تأثير اي نوع من الطفرات على سلوك كوفيد- 19 وقدرته على الانتشار أو التأثير على حدة المرض يتطلب دراسات معمقة". وتختم: "كوفيد-19 وجد ليبقى".
وتنبه الى ان "تأثير اي نوع من الطفرات على سلوك كوفيد- 19 وقدرته على الانتشار أو التأثير على حدة المرض يتطلب دراسات معمقة". وتختم: "كوفيد-19 وجد ليبقى".
النتيجة: كلا، لم تنشر جامعة كاليفورنيا أخيرا دراسة عن "انتهاء فيروس كورونا خلال شهرين". النص المتناقل هو استنتاج توصلت اليه "جمعية المهندسين الوراثيين الأردنية" يرجح امكانية "زوال كورونا في أقل من شهرين بحسب معدل طفرات الحذف". لكن الخبيرين في علم الفيروسات الدكتور حسن زراقط والدكتورة ندى محلم لم يوافقا على هذا الاستنتاج.
النهار