سامي بوعجيلة ممثل فرنسي تونسي يتخطى القوالب النمطية
-نجح سامي بوعجيلة الفائز الجمعة بجائزة أفضل ممثل خلال حفلة توزيع جوائز سيزار، أبرز المكافآت المخصصة للأعمال السينمائية الفرنسية، في الخروج من الأدوار النمطية المتصلة بأصوله التونسية بفضل مشاركاته في أفلام سينما المؤلف.
وقال الممثل لدى نيله الجائزة عن دوره في فيلم "بيك نعيش”، "لطالما ساد انطباع لديّ بأن الأدوار هي التي تختارنا لا العكس”.
ومع سلسلة أدوار لافتة في العقود الثلاثة الماضية، انتزع بوعجيلة تقديرا كبيرا في الأوساط السينمائية. وقد نال جائزة أفضل أداء تمثيلي في مهرجان كان السنيمائي عن دوره في فيلم "بلديون” للمخرج رشيد بوشارب سنة 2006.
كما فاز بجائزة سيزار أفضل دور ثانوي في فيلم "لي تيموان” لأندريه تيشينيه (2007)، ثم تُوّج أخيرا بجائزة أفضل ممثل ضمن مكافآت "أوريزانته” في مهرجان البندقية السينمائي عن دوره في "بيك نعيش” سنة 2019.
وقال بوعجيلة في مقابلة مع وكالة فرانس برس سنة 2011 لمناسبة طرح فيلم "عمر قتلني”، "لم أشعر يوما أني أؤدي شخصية شخص من أصل مغاربي. هذه الادوار جزء مني. أمضيت عقدين من الزمن وأنا أحاول التخلص من القوالب النمطية، لذا لن أفعل ذلك اليوم”.
وأضاف "لا أريد أن أصبح ناطقا باسم مجتمع معين، أنا ممثل أولاً”.
وأتيح لسامي بوعجيلة المولود في 12 أيار/مايو 1966 في مدينة غرونوبل جنوب شرق فرنسا لمهاجرين تونسيين، أن يكتشف السينما في سن مبكرة بفضل والده الدهان الذي كان يصطحبه وشقيقه لمشاهدة أفلام الويسترن الأميركية وأعمال بروس لي.
وبعد تلقيه تدريبا رياضيا على السباحة يعود إليه الفضل في لياقته البدنية، نال شهادة في التعليم المهني من دون اقتناع كبير بهذه الحرفة، قبل أن يجد طريقه في مجال المسرح "من طريق الصدفة”.
وأوضح بوعجيلة لمجلة "ليزانروكوبتيبل” الثقافية "كنت أشعر على المسرح أنني في مكاني الصحيح، حيث يجب أن أعبّر وأبني نفسي وأنمو وأكسر الحواجز وأخرج من العقد. أكثر مكان شعرت فيه بذلك كان المسرح”.
التحق بوعجيلة بمعهد الكونسرفاتوار في غرونوبل ثم بكلية سانت اتيان للفنون المسرحية، أحد أبرز مراكز الفنون الدرامية في فرنسا، وفيها تدرّب على يد أخصائيين. وتعلّم أعمال الكبار في هذا المجال من أمثال شكسبير وماريفو وكولتيس.
بعد تلقيه اتصالا من وكيل فني في باريس، حصل على أول دور له سنة 1991 بشخصية شاب واسع الحيلة من الضواحي في فيلم "لا تون” لفيليب غالان.
وقد واجه صعوبات في مسيرته في العاصمة الفرنسية، إذ يقول إن ملامحه العربية كانت تحصره في أدوار محددة بما يحول دون تقدمه خلافا لزملائه في المهنة.
وقد فتح له فيلم "باي باي” للمخرج كريم دريدي سنة 1995 آفاقا جديدة. وهو خطا أولى خطواته في هوليوود مع فيلم "ذي سيدج” لإدوارد زويك سنة 1998 مع دينزل واشنطن، إذ أدى دور رجل مشتبه بضلوعه في أعمال إرهابية.
وقال بوعجيلة عن هذه التجربة في تصريحات لمجلة "تيليراما”، "المشاركة في عمل هوليوودي كانت أمرا رائعا لكنها كانت محطة موقتة. وللاستمرار بها كان يتعين الالتصاق بكليشيهات شتى وهو ما لم أكن قادرا على فعله”.
وتوالت بعدها تعاوناته السينمائية مع أسماء بارزة، من أرنو ديبلوشين في فيلم "ليو”، وعبد اللطيف كشيش في "خطأ فولتير”، إلى أوليفييه دوكاستل وجاك مارتينو اللذين قدما له أول دور كرجل مثلي يبحث عن والده في فيلم "درول دو فيليكس”.
وقد لفت الانتباه خصوصا بتعاونه مع أندريه تيشينيه في "لي تيموان” الذي أدى فيه دور مهدي وهو شاب يكتشف المثلية الجنسية في أوج تفشي فيروس الإيدز. (أ ف ب)