jo24_banner
jo24_banner

رحلة غيرت حياتها للأبد..قصة حب تجمع مضيفة بضابط وكالة المخابرات المركزية على متن طائرة

رحلة غيرت حياتها للأبد..قصة حب تجمع مضيفة بضابط وكالة المخابرات المركزية على متن طائرة
جو 24 :

-في سبتمبر/ أيلول عام1970، كانت جوسلين نوفاسكي تعمل كمضيفة طيران رئيسية في رحلة تابعة لخطوط "بان أمريكان العالمية" بين باريس ونيويورك، عندما تغيرت حياتها إلى الأبد.

 

وخلال عامين من عملها في خطوط "بان أمريكان العالمية"، كانت الفتاة البالغة من العمر 23 عاماًقد أقامت صداقات في جميع أنحاء العالم، وقدمتالخدمةللمشاهير بما في ذلك عضو فرقة "البيتلز"رينغوستار، وظهرت مع زميلاتها المضيفات على صفحات مجلة "باري ماتش" الفرنسية.

قصة حب تجمع مضيفة بضابط وكالة المخابرات المركزية على متن طائرة
جوسلين في فاس بالمغرب عام 1969.Credit:Courtesy Jocelyne Harding
قصة حب تجمع مضيفة بضابط وكالة المخابرات المركزية على متن طائرة
استمتعت نوفاسكي، التي ترتدي قميصاً باللون الأحمر، وزميلاتها أيضاً برحلات السفاري في نيروبي خلال فترات التوقف.Credit:Courtesy Jocelyne Harding
قصة حب تجمع مضيفة بضابط وكالة المخابرات المركزية على متن طائرة
نوفاسكي مع صديقتها مالا، التي كانت أيضاً على تعمل على متن الرحلة التي التقت فيها نوفاسكي بتايلورCredit:Courtesy Jocelyne Harding
قصة حب تجمع مضيفة بضابط وكالة المخابرات المركزية على متن طائرة
أصبحت جوسلين نوفاسكي مضيفة طيران لـ"خطوط خطوط بان أمريكان العالمية" مباشرة بعد التخرج.Credit:Courtesy Jocelyne Harding
 
قصة حب تجمع مضيفة بضابط وكالة المخابرات المركزية على متن طائرة
نوفاسكي وتايلور في ديسمبر/ كانون الأول من 1970، بعد بضعة أشهر من لقائهما الأولCredit:Courtesy Jocelyne Harding
قصة حب تجمع مضيفة بضابط وكالة المخابرات المركزية على متن طائرة
نوفاسكي وتايلور في يوم زفافهما بتاريخ 28 مارس/ آذار 1971.Credit:Courtesy Jocelyne Harding
قصة حب تجمع مضيفة بضابط وكالة المخابرات المركزية على متن طائرة
لقطة تجمع نوفاسكي وتايلور في عام 2014.Credit:Courtesy Jocelyne Harding

 

وكانت نوفاسكي تقضي فترات التوقف في استكشاف المغرب، والذهاب برحلات السفاري في نيروبي، وركوبالخيل على شواطئ بربادوس، والسباحة في ليبيريا، وتصفح أكشاك المجوهرات في العاصمة اللبنانية بيروت.

 

كما تتذكر، حدثت حياة نوفاسكي المهنية تقريباًعن طريق الصدفة.

وتخصصت نوفاسكي في علم الأحياء في كلية ماونت سانت فنسنت بمدينة نيويورك الأمريكية، وكانت تطمحإلى أن تصبح طبيبة.

ولكن قبل التخرج مباشرة، طرقت صديقة باب غرفة سكنها، وأخبرتها أن شركة الطيران المشهورة تجري مقابلات لتوظيف مضيفات طيرانفي مكاتب ناطحة سحاب مانهاتن.

وأصرت صديقة نوفاسكيعلى أن يذهبا معاً للمقابلة.

ووجدت نوفاسكينفسها تتذكر الإعلانات التجارية اللامعة: "مضيفتك تعرف طريقها حول العالم، كما لو كنت تعرف طريقك حول المبنى".

وبهدف أن تتأهلن حتى تصبحن مضيفاتطيران تابعة لـ"خطوط بان أمريكان العالمية"، تحتاج المرشحاتإلى شهادة جامعية والتحدث بلغة ثانية. وكانت والدة نوفاسكي كندية فرنسية، لذا فقد استوفت الشرطين.

وعُينت نوفاسكي،وفي غضون أسابيع من التخرج، وخضوعها لتدريب صارم، بدأت العمل في أول رحلة لها على متن طائرة "بوينغ727" إلى ناسو، في جزر الباهاما.

ولم تصبح نوفاسكي طبيبة، ولم تنظر إلى الوراء أبداً.

وقالت نوفاسكي لـ CNN: "لقد كانت أفضل وظيفة"، موضحة: "لم تكن وظيفة،بل عملاً نابعاًمن الحب".

وفي سبتمبر/ أيلول من عام 1970، كان الحب هو آخر ما يخطر على بال نوفاسكي، إذ كانت قد أنهت علاقة مع طيار قبل ستة أشهر، وكانت تستمتع باستكشاف العالم مع صديقاتها، والتركيز على حياتها المهنية.

وفي ذلك الخريف، أدت المخاوف المتزايدة بشأن عمليات اختطاف الطائرات في أعقاب أحداث 6 سبتمبر/ أيلول 1970، إلى وضع الخطط لبرنامج رسمي للأمن الجوي.

وفي غضون ذلك، عُين الأفراد المؤهلين من منظمات مثل وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي في رحلات الطيران.

وأثناء عودتها إلى مطار جون إف كينيدي الدولي من باريس في منتصف سبتمبر/ أيلول، تذكرت نوفاسكيأنه تم إخطار طاقمهاأن اثنين من ضباط الأمن سينضمان إلى طاقم الطائرة،أحدهما في الدرجة الاقتصادية والآخر في الدرجة الأولى.

وكانت نوفاسكيتُشرف علىمقصورة الدرجة الاقتصادية، وكانت الطائرة على استعدادللإقلاع، بعدما استقلجميع الركاب طائرة "بوينغ707"، وهي طائرة ركاب ضيقة البدن تستخدمها "خطوط بان أمريكان العالمية" منذ عام 1958.

ولكن، تأخر ضابطاالأمن، الأمر الذي أثار انزعاج نوفاسكيبعد أنعلمت أن السبب هو أنهما كانا يشتريانالأوشحة الباريسية، لإثارة إعجاب الفتيات.

وعند وصوله أخيراً على متن الطائرة، قدم ضابط الأمن المسؤول عنالمقصورة الاقتصادية نفسه وكان يدعىتايلور هاردينغ، ويرتديبدلة وربطة عنق بأناقة، ويحمل معطفاًعلى ذراعه.

وتتذكر نوفاسكيعلى الفور أنها صُدمت بسحره ومظهره الجميل، ولكنها لم تكن مهتمة بإقامة علاقة ولم تعتقد أنه كان مهتماًبها بجدية، إذ كانت تعملمع مضيفات سويديات، وكانت الفتيات السويديات مذهلات للغاية، ولمتفكرحتى في التنافس ضدهن، على حد تعبيرها.

وجلس تايلور في مقعده في الصف الثاني، وأقلعت الطائرةلتودع أضواء باريس، وتحلق عبر المحيط الأطلسي.

ومن المفترض أن يندمج الضابط مع الركاب، لذلك قدمت نوفاسكيلهالخدمة كما تفعل مع أي راكب آخر، ولكن على عكس كل راكب آخر، حاولتايلور إجراء محادثة مع نوفاسكي في كل مرة تأتي فيها إليه.

وتتذكر نوفاسكي: "لقد كان يتقن الغزل"، معتقدة أنه يفعل ذلك فقطليجذب انتباهزميلاتها المضيفات.

وعندما بدأت الطائرة في التحليقفوق المحيط، شرعت نوفاسكيمع زميلاتهافي تقديم خدمة طعام العشاء،وواصلتايلور محاولةإشراكها في محادثة كلما مرت بجواره.

وبعدأنقامتبمراجعتها المعتادة للمقصورة،نظرت إلى تايلور،ولم يكن ينظر إليها في تلك اللحظة، ولكنها شعرت أنها تسمرت في مكانها، وفجأة فكرت: "أتساءل كيف سيكونالزواج منه؟"، ثم سرعان ما استبعدت فكرة الزواجبهذا الرجل الذي لا تعرفه حتى.

وفي تلك اللحظة صُدمت من هذا اليقين الغريب بأن المستقبل مع تايلور لم يكن محتملاً فحسب، بل حتمياً.

وفي وقت لاحق، كانت نوفاسكيتجلسفي مقدمةالطائرة، عندما جلس تايلور بجانبهاوسألها أن تخرج معه في موعد.

فأجابته نوفاسكي: "أنا لا أواعد الركاب، وربما أنت متزوج على أي حال".

وعندما أبدت نوفاسكيعدم اهتمامها، أخرجتايلور جواز سفره الذي يثبت عدم ارتباطه.

وعندها شعرت نوفاسكي بالارتياح، ولكنها كانت لا تزال قلقة بشأن مواعدة شخص بالكاد تعرفه. وشعر تايلور بذلك أيضاً، وعاد إلى مقعده.

وعندما اقتربت الطائرة من نيويورك، كانوقت تقديمآخر خدمة للمشروبات، وكانت نوفاسكيتحمل إبريق شاي في يدها، وإبريق قهوة في اليد الأخرى.

ووصلت إلى تايلور، الذي طلب القهوة.

وتتذكر جوسلين قائلة:"بينما كنت أسكب القهوة في فنجانه، نظر إليّ بتلك العينينالزرقاوتينالمذهلتين.وبطبيعة الحال، سكبت القهوة في فنجانه. ولسوء الحظ،صببت الشاي في حجره".

وشعرت نوفاسكيبالخوف، وهرعت لتحضر له مناديل القماش، ثمأخبرها تايلور أنه لا داعي للقلق، وقال لها: "الآن عليك أن تخرجي معي".

 

وتهربت نوفاسكيمن السؤال وذهبت إلى زميلتهامالا، التي كانت تقدم الخدمةفي الدرجة الأولى، واقترحت مالا دعوةضابطي أمن الرحلة إلى حفلة الطاقم التي كانت تخطط لها في شقتها في منطقة كوينز بعد الهبوط.

ووافقت نوفاسكيوعادت إلى المقصورةالاقتصادية، لتخبر تايلور وتسرع في تزويدهبالعنوان قبل اتخاذ الاستعدادات للهبوط.

وبعد الهبوط، لم تستطع نوفاسكيرؤية تايلوروسط الحشد، وشعرت بخيبة أمل أثناء توجههامن مطار جون كينيدي إلى منزل مالا.

وفي الحفل، لم يكن لتايلور أيأثر. ثم قرعجرس الباب، وإذابتايلور يدخل ومعهزميله ضابط الأمن.

وتحدث الثنائي نوفاسكيوتايلورلمدة ثلاث ساعات تقريباً عن طفولتهما،وعائلاتهما، وأحلامهما، وسفرياتهما،ولكن الأمرالوحيد الذي لم يطرحه تايلور كانطبيعة عمله في وكالة المخابرات المركزية.

وتتذكر نوفاسكي قائلة:"في نهاية الأمسية،نظر إلي وقال: هل تتزوجيني؟ وفي لحظة من الوضوح والاطمئنانأجبت أجل".

وبعد الحفلة، عادت نوفاسكيإلى منزل والديها في نيويورك، حيث لم تستطع إلا أنتخفي الخبرالمصيري.

وفي اليوم التالي، أتىتايلورلرؤية نوفاسكيومقابلة والديها.

ولميمضتايلور أو نوفاسكيالكثير من الوقت في مدينة نيويورك قبل أن يتوجهافي رحلة عملهما التالية،هوإلى طهران وهي إلى روما.

وفي روما، كان لدى نوفاسكيخطط لقضاء عطلةمع رجل كانت تواعده خلال رحلات التوقف في إيطاليا، ولكن عند وصولهاتواصلتمعه، وأخبرته أنها لن تتمكن من مقابلته.

وبدلاً من ذلك، أمضت نوفاسكي عطلة نهاية الأسبوع في روما مع مالا وزميلاتها المضيفات، بالتجولفي أنحاء المدينة، ورمي العملات المعدنية في نافورة تريفي، والاستمتاعبوجباتالمعكرونة.

وعند عودتهاإلى نيويورك، تواصل معهاتايلور على الفور. وقضيا كل وقتهما معاًعندما لم يكونا مسافرين للعمل.

وفي شهر أكتوبر/ تشرين الأولمن ذلك العام، بعد أسابيع قليلة من لقائهما، عرضتايلور الزواج على جوسلينمرة أخرى، وأجابته بنعمعلى وجه اليقين.

وفي ليلة عيد الميلاد عام 1970، قابلها تايلور في مطار جون إف كسنيدي، وهويحمل معه خاتم الخطوبة.

وتزوج الثنائيفي مارس/ آذار عام1971 في كنيسة كلية ماونت سانت فنسنت. ولقضاء شهر العسل، سافرا إلى فيجي، حيث استفاد الثنائيمن الخصم الذي حصلت عليه نوفاسكيللسفر في الدرجة الأولى، وقضاء ثمانية أيام منالاسترخاء.

وبعد عودتها إلى الولايات المتحدة، انتقلت نوفاسكيإلىفيرجينيا، حيث كان يقيم تايلور، لكنها بقيت تسافرمننيويورك.

وواصلت نوفاسكي عملها مع "خطوط بان أمريكان العالمية" لمدة عام بعد زواجها،بعد تغير اللوائحللسماح للمرأة المتزوجة بمواصلة العمل ضمن طاقم الطيران.

ولكنها تركت الشركة في عام 1972، عندما انتقلت مهماتتايلور إلى تايلاند، وسرعان ما تبنت المغامرة الجديدة للحياة في جنوب شرق آسيا، تليها فترة في هاواي. ورزقالزوجانبمولودهما الأول، وهي فتاة، بينما كانا يعيشان في هونولولو.

واستقر الزوجانبعد ذلك في فرجينيا لفترة، وأنجبا طفلة ثانية هناك، ولكن قبل فترة طويلة كانا يعيشان في فرانكفورت، ألمانيا.

وخلال مارس/ آذار2021، يُبلغتايلر من العمر80 عاماً، بينما تُبلغ نوفاسكي من العمر74 عاماً، ويكونا قد أتماخمسة عقود من الزواج.

وتقول نوفاسكي: "لا أصدق أن50 عاماً مرتبالفعل".

وبالإضافة إلى ابنتيهما، لدى الزوجان الآن 5أحفاد، وتقول نوفاسكيإنكل فرد في العائلة يحب السفر،حيث قضت إحدى بناتهماعقدين في فرنسا، وإسطنبول ووارسو، والأخرى تقضي عاماًفي السفربعد التخرج.

وقد أدت جائحة فيروس كوروناإلى تواجد الأسرة في الولايات المتحدة في الوقت الحالي، ولكن على الرغم من عقود من السفر، لا يزال لدى نوفاسكي وتايلورأماكن يرغبان فيزيارتها، وهيبوتانوأستراليا.

ويعاني تايلور الآن من بعض المشاكل في الذاكرة، ومع ذلكلا يزال يتذكر باعتزاز تلك الرحلة المهمة عام 1970 من باريس إلى نيويورك.

وتتذكر نوفاسكي قائلة:"لقد كانت رحلة رائعة لن أبدلهابأي شيء"، موضحة: "انتهى بي الأمر بالحصول علىتلك الأوشحة الباريسيةالتي اشتراها تايلور قبل أن يصعد على متن الرحلة التي التقينا فيها".

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير