"محروسة".. أم مصرية تضرب مثالاً في الكفاح رغم الإعاقة
جو 24 :
سيدة مصرية تحمل عبئاً كالجبال، وتقابل واقعها الصعب بالكفاح والجد والابتسامة، هذه هي السيدة محروسة سالم، التي لم تمنعها إعاقتها الحركية من تربية أبنائها والكفاح من أجل رزقهم ورزق زوجها المريض.
فكما يرمز لمصر دائما بسيدة ويطلق عليها "المحروسة" أنجبت مصر "محروسة" بمئة رجل، نشأت في قرية ريفية تعتبر الإعاقة "عيبا" حيث يخبئ الناس أبناءهم من المعاقين في المنزل لتفادي العار، وهذا كان مصيرها، والسبب شلل الأطفال الذي أصابها في رجليها. ورغم هذه النشأة الصعبة كبرت محروسة بقلب كبير وصلب يتحمل كل ضربات الدنيا الموجعة وصعوبات الحياة.
تزوجت وعمرها 22 عاماً من زوج وصفته محروسة بـ"أعظم رجل في العالم"، أرجع لها ثقتها في نفسها وكان يقول لها دائما "الإعاقة إعاقة فكر وأنت مش ناقصك حاجة"، فكان لها السند والظهر.
أنجبت نورهان وأحمد، وبعد فترة قصيرة أصيب الزوج بالصرع وبعض الأمراض الصدرية وضمور في الرئة، ما اضطرها إلى النزول إلى العمل لتأمين لقمة العيش لها ولأبنائها وزوجها المريض رغم إعاقتها واستخدامها لكرسي متحرك.
تقول محروسة: "اشتغلت في كل شيء طلباً للرزق، في البداية كنت أزحف على الأرض لغسل السجاد ونشره مقابل بضعة جنيهات، ثم اشتريت "تروسيكل" لتوصيل البضائع بمساعدة أبنائي".
كانت محروسة دائمة التفكير في العمل وطرق أفضل لكسب الرزق، فبدأت في الأعمال اليدوية بمنزلها، ونالت أعمالها الاستحسان ووصلت بعض أعمالها اليدوية للبيع في فرنسا، بحسب قولها.
ثم جاءت مرحلة أخرى قررت فيها محروسة أن تستغل قدراتها في المطبخ وبيع الوجبات الساخنة، لتنزل من بيتها فجراً وتستقل "التروسيكل" حتى "سوق العبور" الشهير لتشتري الخضراوات وتنقلها إلى منزلها وتجهز الوجبات، ثم تنزل مرة أخرى لتوصيلها إلى منازل عملائها بنفسها.
وتضرب محروسة المثل في التفاؤل والرضا رغم كل صعوبات حياتها غير المحدودة فتقول: "طول ما في نفس وشغل يقبلني سأعمل بابتسامة وبكل الحب والرضا".
ورغم كل الصعوبات التي يعيشها ذوو الاحتياجات الخاصة عموماً، وأصحاب الإعاقات الحركية من مستخدمي الكراسي المتحركة بشكل خاص، في مصر ومعظم الدول العربية، من قلة التجهيزات في الشوارع والأرصفة والمواصلات العامة والأبنية المختلفة، تؤكد محروسة أن "الشغل مش عيب، وأعتمد على نفسي بشكل كامل دون مساعدات أو إعانات من أحد".
العربية نت