jo24_banner
jo24_banner

إلى الحكومة لماذا "حوفة الدار"، واين دور النواب؟

نايف المصاروة
جو 24 :


سأبدأ لأعرف أولا، معنى الحوف..وأصلها، حافَ: (فعل) حافَ / حافَ على يَحِيف ، حِفْ ، حَيْفًا ، فهو حائِف ، والمفعول مَحيف - للمتعدِّي.
حافه/ حاف عليه: جارَ ومالَ وظلمَ في حكم ، عكسه أنصفه.
حوفة الدار.. بالمفتوح تعني الجور والتعدي على سيادة الوطن والمساس بكرامة أهله، وهو ما تم بالأمس القريب، إذ حاف بعض بنو صهيون ديارنا، ونجسوا طهارة أرضنا، من خلال مشاركة متسابقين إسرائيليين صهاينة أنجاس في "رالي باها الأردن الدولي" الذي اقيم في العقبة والذي انطلق يوم الخميس الماضي واستمر ليوم الجمعة رغم قرار منع التجمعات وإجراءات الحظر الشامل يوم الجمعة.

شكلت المشاركة الاسرائيلية بهذه الفعالية، استفزازا لمشاعر الأردنيين، باعتبارها زيادة سافرة في التطبيع مع العدو الصهيوني، ولأنها نظمت وأقيمت قبل يومين من الإحتفاء بذكرى الكرامة، فهل من الكرامة وجود أي صهيوني على ارض الاردن؟

ولا أدري إن كان موعد تلك الفعالية صدفة، ام انه أمر مقصود، مع الإشارة الى ان السباق والمشاركة ايضا تمت من قبل ولعدة مرات.

الحكومة الموقرة وصاحبة الولاية العامة، تطالبنا بضرورة التقيد بإجراءات السلامة والوقاية، والإلتزام بقانون الدفاع،ونحن نوافقها ونتقيد وندعوا للتقيد.

لكن السؤال.. هل التجمعات في تلك الفعالية، يوم الخميس وخرق الحضر يوم الجمعة، ألا يشكل ذلك مخالفة لقانون الدفاع؟
ام انه امر مسموح به ولفئة مخصوصة،" ومشان عين تكرم مدينة، "ومن هي تلك الفئة؟
وهل تم فحصهم والتاكد من سلامتهم قبل الفعالية مثلا؟

ثم كيف ولماذا تقبل الحكومة مشاركة الصهاينة،بهذه الفعالية وفي هذا التوقيت بالذات، حيث أعلنت دويلة عصابة الإحتلال الصهيوني عن الشروع بإقامة المستوطنات، وهدم المزيد من المساكن في القدس وغيرها، وبالامس القريب.. الغى سمو ولي العهد زيارة للصلاة في المسجد الاقصى بسبب تدخلهم وتعديلهم على برتوكول تلك الزيارة.

اليس مشاركة الصهاينة بهذا التوقيت ونحن نحتفي بذكرى الكرامة امر فيه إهانة واستفزاز للمشاعر والكرامة؟

وعندي سؤال.. بالمشرمحي... ما بزبط هالسباق.. وما بصير اسمه سباق.. إلا بمشاركة هالانجاس... فبلاش منه!
فما وقفت على نكسة سباق الدرجات، فهم اي بني صهيون وأذنابهم.. سبب في كل نكساتنا.

الأمر الآخر هو الإعلان عن اتفاقية التعاون الدفاعي بين الأردن وأمريكا والتي أقرتها الحكومة في 17 شباط/فبراير الماضي، وصدرت الإرادة الملكية بالموافقة عليها لتنشر في الجريدة الرسمية وتصبح سارية المفعول، دون أن تعرض على مجلس الأمة بشقيه النواب والأعيان.

للحق انا لم اطلع على تفاصيل تلك الإتفاقية، ولكن من خلال ما تم نشره او الإعلان عنه، فإنه يتضح ان تلك الإتفاقية تتضمن "" بأن يوفر الأردن أماكن حصرية للقوات الأمريكية تشمل 15 موقعا، وهذه الأماكن يتحكم الجانب الأمريكي بالدخول إليها، ويجوز لهذه القوات حيازة وحمل الأسلحة في الأراضي الأردنية أثناء تأديتها مهامها الرسمية.

وتوجب الاتفاقية على الأردن السماح للطائرات والمركبات والسفن بالدخول وحرية التنقل في الأراضي الأردنية والمياه الإقليمية والخروج منها بحرية تامة دون دفع الرسوم والضرائب.

وتوجب أيضا على الأردن - في حال طلبت السلطات الأمريكية - إصدار لوحات مؤقتة- مجانا للمركبات التابعة للولايات المتحدة ولأفرادها والمتعاقدين معها، بشكل لا يمكن تمييزها عن تلك اللوحات المؤقتة الصادرة للشعب الأردني عموما.

والأمر المستغرب والمفجع ان الاتفاقية تنص على أنه لا يحق للقضاء أو الادعاء العام الأردني التحقيق أو التعامل مع أي حالة وفاة تقع في المناطق المخصصة للقوات الأمريكية،كما تضمنت تلك الإتفاقية السماح باستخدام طيف الراديو والاتصالات السلكية واللاسلكية بدون رقابة أردنية!

بالعودة الى الدستور والتي نصت المادة الأولى منه على ان "المملكة الأردنية الهاشمية دولة مستقلة ذات سيادة، ملكها لا يتجزأ ولا يُنزل عن شيء منه".
ومن خلال الإطلاع على ما تم نشره، عبر وسائل الإعلام، فإن الإتفاقية فيها مساس واضح بالسيادة الوطنية، وهنا أسال، هل يسمح القانون والنظام والكونغرس والشعب الامريكي، لجيشنا او اي جيش آخر بأن توقع اتفاقية مشابهة لتلك الاتفاقية التي وقعت.. . مثار الجدل. ؟

الحكومة... وقبل عدة ايام، وبعد حادثة مستشفى السلط وما نتج عنها من وفيات، أعلنت أنها تشعر بالخجل، وانها كلما عملت على تعميق او تجذير الثقة مع العامة، أتى ما يزعزعها، وهنا أسأل....من الذي يزغزع الثقة، اهم عامة الناس أم السلطة التنفيذية!
وهل توقيع هذه الإتفاقية... وبهذه الصيغة وما جاء بها من انتقاص للسيادة الوطنية ألا يشعركم بالخجل؟
والسؤال الآخر.... يا ترى هل بقي من الثقة بقية ؟

وبما ان الإتفاقية تم توقيعها، ولم تعرض على مجلس الأمة،وهو مايعني عدم دستوريتها، لتعارضها مع الفقرة (2) من المادة (33) من الدستور والتي تنص على ان "المعاهدات والاتفاقات التي يترتب عليها تحميل خزانة الدولة شيئا من النفقات، او مساس في حقوق الاردنيين العامة او الخاصة، لا تكون نافذة الا اذا وافق عليها مجلس الامة، ولا يجوز في أي حال ان تكون الشروط السرية في معاهدة او اتفاق ما مناقضة للشروط العلنية".

أعود للدستور ايضا.. وأذكر بنص المادة 51، والتي تنص على أن" رئيس الوزراء والوزراء مسؤولون امام مجلس النواب مسؤولية مشتركة عن السياسة العامة للدولة كما ان كل وزير مسؤول امام مجلس النواب عن اعمال وزارته" .

لأقول.... بعض السادة النواب وعند انطلاقة اعمال المجلس، قالوا او قال بعضهم، بأنهم سيسعون الى إعادة الهيبة للمؤسسات الدستورية، وإعادة ثقة الناس بها، وقبل أيام وقعت مذكرة لطرح الثقة بالحكومة، لا يعلم عن مصيرها!

للعلم.. ردود.. وزير الخارجية بالأمس في مجلس النواب، جاءت متأخرة، ولم تقنع من سمعها، والأصل أن يتم احاطة السادة النواب بتلك الإتفاقية، للإطلاع عليها ومن ثم تكون المناقشة بشأنها،ولأن ذلك لم يتم.
والسؤال للسادة النواب...كيف تكون إعادة الهيبة والثقة بالمؤسسات الدستورية، وها نحن نسمع أن توقيع تلك الإتفاقية، تم بعيدا عن مجلس النواب وليس من خلاله، فكيف ولماذا، ومن وقعها، وأين دوركم، وما هو ردكم؟

وهنا اعود للتذكير فقط... بما اعلنت عنه وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"في بداية العام الحالي، عن إضافة إسرائيل إلى منطقة عمليات القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية (سينتكوم) المسؤولة عن الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

وقد جاء في البيان، أنه تم إدخال تعديلات على خطة القيادة الموحدة، منها نقل إسرائيل من منطقة عمليات القيادة الأوروبية للقوات الأمريكية إلى منطقة عمليات القيادة المركزية.

وأن سبب هذا التعديل هو "الانفراج في العلاقات السياسية بين إسرائيل وجيرانها العرب، في أعقاب اتفاقات أبراهام، التي وفرت فرصة استراتيجية للولايات المتحدة لتوحيد الشركاء الأساسيين في مواجهة الأخطار المشتركة في الشرق الأوسط"، مما سيوفر فرصا إضافية للتعاون بين شركاء القيادة المركزية مع الحفاظ على التنسيق المكثف بين إسرائيل وحلفائنا الأوروبيين".

وزيادة من الشعر بيت.. فإن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية كانت قد نشرت في وقت سابق بأن إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب تخطط لإضافة إسرائيل إلى منطقة عمليات "سينتكوم" بدلا من القيادة الأوروبية.

وتشير التقارير إلى أن إضافة إسرائيل لمنطقة عمليات "سينتكوم" ستسمح بتطوير التنسيق بين إسرائيل والإمارات والبحرين، وربما دول أخرى في المنطقة في حال تطبيعها للعلاقات مع إسرائيل لاحقا، يعني زغردي يااا انشرااااح!

مو اسم الله عليهم... ولطشه وجن وفالج.. لأنه ستكون إسرائيل الدولة الـ21 في منطقة عمليات القيادة المركزية التي تتولى الدور الأكبر في العمليات في العراق وسوريا وأفغانستان والخليج،وربما دولا أخرى.. أخرى.. يعني... بركاااات السلام والتطبيع، والمستفيد هي إسرائيل، والخاسرون كثر،ويا الله أنك تجيرنا من الآيذات..... وأكتفي لأنه الضغط ارتفع!
 
تابعو الأردن 24 على google news