تعرف على كواليس إنقاذ السفينة العملاقة في 6 أيام
جو 24 :
في زمن قياسي ضرب كافة التوقعات حول طول أمد أزمة السفينة البنمية، نجحت جهود هيئة قناة السويس بعد 6 أيام فقط في إنقاذ "إيفر غيفن" التي كانت جانحة في مجرى القناة.
في زمن قياسي ضرب كافة التوقعات حول طول أمد أزمة السفينة البنمية، نجحت جهود هيئة قناة السويس بعد 6 أيام فقط في إنقاذ "إيفر غيفن" التي كانت جانحة في مجرى القناة.
وكانت تقديرات شركات عالمية وخبراء دوليين في الملاحة البحرية ترى أن أزمة السفينة البنمية الجانحة بقناة السويس لن تنتهي قبل أسبوعين إلى 3، وتعددت سيناريوهات التعامل مع الأزمة وكان أخطرها تفريغ الحمولة وهو السيناريو ذات الكلفة الأكبر، خصوصا للشركة المالكة للسفينة.
وأعلنت هيئة قناة السويس في بيان لها تعويم سفينة الحاويات الضخمة التي سدت قناة السويس لقرابة أسبوع يوم الاثنين، وقالت إن حركة الملاحة في الممر المائي تم استئنافها.
ووصف عدد من خبراء النقل البحري، ومسئولون كبار سابقين في هيئة قناة السويس، نجاح عمليات تحريك وتعويم السفينة الجانحة في 6 أيام فقط بأنه إنجاز كبير لهيئة قناة السويس، وأوضحوا أنه بمجرد تعويم السفينة وإمكان تحريكها استأنفت سيرها بسرعة تبلغ 1.5عقدة.
ويري اللواء بحري محفوظ مرزوق، نائب رئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس سابقاً، أن مسئولي القناة نجحوا في إدارة الأزمة بتوقيتات قياسية في التنفيذ، وباحترافية عالية بدليل أننا لم مصر لم تلجأ لمساعدات من عدة دول عرضت عليها ذلك.
ويوضح مرزوق، في حديث لـسكاي نيوز عربية، أن هيئة قناة السويس اختارت السيناريو الذي لا يستغرق وقتا طويلا، وجرى تنفيذه بمعدلات قياسية، وتضمن إزالة الأتربة، والرمال، والحصى التي "حُشرت" مقدمة السفينة فيه، مع تواجد القاطرات، والعمل على مدار 24 ساعة يومياً على فترات باستغلال حالة المد والجذر.
وتطابق العمل على الأرض مع ما صرح به أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، في مؤتمره الصحفي حول تطورات العمل لإنقاذ السفينة.
ويشير نائب رئيس "اقتصادية قناة السويس" السابق، إلى أن بوادر حل الأزمة كانت قبل يومين، حين نجح رجال قناة السويس في تحريك مقدمة السفينة يميناً ويساراً، وكذلك الجهة الخلفية، لكن لم يكن هناك مساحة كافية لـ"التعويم"، وكان ذلك مؤشر على أن جهود الانقاذ تسير في الطريق الصحيح.
تخطيط علمي
ولفت مرزوق إلى أن هيئة قناة السويس استعانت بمنهج علمي في التفكير والتخطيط لإدارة الأزمة، حيث استغلوا فترة زيادة جاذبية القمر، ما يعني أن المد سيكون عاليا، وبالفعل عندما اقترب من 2 متر، ساهم في نجاح جهود الانقاذ بعد أيام من العمل الجاد.
وأكد الربان محمد فوزي، خبير النقل البحري ومدير مراقبة الحركة الملاحية في هيئة قناة السويس سابقاً، أن إنجاز رجال هيئة قناة السويس في إدارة الأزمة سيُدرس، وسيسجل على مُحاكي التدريب الخاص بهيئة قناة السويس، للتدريب على تعويم السفن العملاقة في أي منطقة في القناة حال تعرضها للجنوح مستقبلاً.
ويضيف فوزي، في حديث لـسكاي نيوز عربية، أن البعض كان يتوقع أن تستمر الأزمة لأسابيع طويلة، لكن بفضل الله، ورجال مصر المخلصين نجحنا في حل الأزمة في «وقت قياسي» يُقدر بـ6 أيام فقط.
ويوضح أن الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، نجح برفقة رجال الهيئة من خبراء ومرشدين ومهندسين وغيرهم في وضع مخطط لمواجهة الأزمة وحلها في أقل وقت ممكن، وعملوا بحس وطني، وضمير وولاء على مدار الـ24 ساعة.