لعنة "قميص الأساطير" تطارد نجوم الأهلي المصري.. فما القصة؟
جو 24 :
يتحدث البعض حول العالم عما يسمى لعنة الفراعنة، والتي وفقا للأسطورة الشائعة، تصيب أي شخص يزعج إحدى مومياوات المصريين القدماء في مقابرهم، الأمر الذي ازداد الإيمان به بعد اكتشاف مقبرة "توت عنخ آمون" بالأقصر عام 1922، الذي تبعه وفاة عدد كبير من مكتشفيها بعد تعرضهم لحوادث غريبة، وفقًا للتقارير التاريخية.
وعلى الرغم من أنه ليس هناك ما يؤكد ذلك بالفعل، وهل كانت كل تلك الوفيات وراءها لعنة الفراعنة، أم كان الأمر مجرد مصادفات واردة الحدوث، لكن هناك لعنة أخرى تشبه نظيرتها الفرعونية، تُكتب فصولها داخل أسوار نادي الأهلي المصري، بمرور الأيام، فما هي القصة؟
منذ اعتزال أسطورتي النادي الأكثر تتويجا بلقبي الدوري المصري ودوري أبطال إفريقيا، محمود الخطيب ومحمد أبو تريكة، وأي لاعب يرتدي رقم قميصهما رقم 10، اللذين اشتهرا بهما خلال فترة صولاتهم وجولاتهم داخل المستطيل الأخضر، مصيره لا يخرج عن ثلاث إما استغناء ورحيل أو سلسلة من الإصابات التي تضعف مستواه بشكل كبير، أو حبسا مجددا باستمرار على دكة بدلاء نادي القرن الأفريقي.
بداية اللعنة واللغز
تلك اللعنة بدأت في عام 1988، حينما قرر محمود الخطيب، رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي، اعتزاله بشكل نهائي، بعد عامين من اعتزاله اللعب الدولي لصالح المنتخب المصري، ليبدأ لغز رقم قميصه يتضح أمام الجميع، بما في ذلك اللاعبين أنفسهم، فما أن يحصل أي لاعب مهما كانت نجوميته على هذا الرقم إلا ويغادر الفريق نهائيًا أو على الأقل يفقد مكانه بالتشكيلة الأساسية للفريق ويظل حبيسا لدكة البدلاء.
والأمثلة على ذلك كثيرة جدًا، ومستمرة حتى الآن، بداية من النجم السابق للأهلي وزميل الخطيب بنفس الفريق علاء ميهوب، الذي لم يستمر في الفريق سوى عامين فقط بعد حصوله على رقم زميله فور اعتزاله، وحتى حين ذهب للنجم وليد صلاح الدين لاعب الأهلي السابق، والموهبة التي كان قد قدمها للجماهير الخطيب نفسه، خلال مباراة اعتزاله، فطيلة مشواره ظل لاعبا بديلا.
أخبار ذات صلة
فشل منتخب مصر في تحقيق الانتصار في بداية مشواره الأفريقي
مصر تتعثر أمام كينيا.. والبدري يكشف السبب
ومرورا بكل من اللاعبين أحمد بلال ومعتز أينو وأحمد شكري، وحتى مهاجم الفريق الأساسي بأحد الأجيال الذهبية للمارد الأحمر، فترة قيادة البرتغالي مانويل جوزيه، المدير الفني الأسبق للنادي الأهلي، والحديث هنا عن عماد متعب، في أسوأ فتراته بقميص النادي الأحمر كانت حينما حصل على القميص رقم 10، حيث قلت دقائق تواجده بالتشكيلة الرئيسية وبالتالي قلت أهدافه، التي عرفته بها جماهير ناديه، منذ أن تم تصعيده من فرق الناشئين إلى الفريق الأول، وبالأخص حين ارتدي رقم 13 ومن بعده رقم 9.
وأخيراً وليس آخر، اللاعب محمد شريف المهاجم الحالي للفريق الأحمر، فمع عودته من الإعارة، حصل على الرقم 10، دون أن يخاف من اللعنة المعروف بها، وبالفعل قدم افتتاحية للموسم الكروي الجاري حاليا أكثر من رائعة سجل خلالها عددا من الأهداف، جعلت الجماهير تظن أن لعنة هذا القميص في طريقها لتصبح أسطورة بلا معنى وغير حقيقية، لكن ما أن تعاقد الأهلي مع مهاجمه الجديد الزامبي والترا بوليا يناير الماضي، ويفضل الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني المدير الفني الحالي للفريق، الاعتماد عليه بشكل أساسي بمعظم مباريات الفريق، وذهب "شريف"، إلى سجن دكة البدلاء، ولا يخرج منه إلا لدقائق معدودة خلال مباريات الفريق الأخيرة.
رقم جديد
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل أزداد غموضا، وأصاب جماهير النادي الأحمر، بحيرة شديدة، بعدما لاحظوا أن نفس الأمر يتكرر أيضا، مع اعتزال اللاعب، محمد أبو تريكة، عام 2013، فمن بعدها ولأكثر من 7 سنوات، أي لاعب يرتدي قميص 22، الذي أشتهر به اللاعب المصري، مصيره لا يختلف عن مصير اللاعبين الذين يرتدون رقم "الخطيب".
فحتى الآن تحول حوالي 3 لاعبين لضحايا لهذا الرقم، حيث بدأت مع اللاعب محمد فاروق، الذي تعاقد معه الأهلي لتعويض اعتزال صانع ألعابه، وحرص اللاعب على اختيار رقم 22، وجرت الأمور كما خطط لها، وأصابته اللعنة وغادر الفريق مبكرا، رغم بدايته المبشرة بشكل كبير.
بنفس السيناريو أنهى الأهلي تعاقده مع اللاعبين صالح جمعة وأحمد الشيخ، نهاية الموسم الكروي الماضي، والملفت في واقعة صالح جمعة بالأخص، أنها خلال ارتدائه للقميص الأحمر، لعب خلال فترة برقم 10 وكذلك لفترة من الوقت بالرقم 22، ومن حينها وكل لاعبين الفريق الأول بالنادي يبتعدون عن هذا الرقم، ولم يظهر به أي لاعب خلال هذا الموسم حتى الآن، سواء بالمنافسات المحلية أو القارية لفريقه.
اعتراف بلال
وتعليقا على تلك الظاهرة يؤكد أحمد بلال مهاجم النادي الأهلي السابق، أنه بالفعل لم يقدم المردود المنتظر منه، والذي اعتاد عليه جمهور الأهلي منه، منذ أن أصبح مهاجم الفريق الأول خلال مواسم بداية الألفية الحالية.
ويلفت "بلال"، في تصريح لموقع «سكاي نيوز عربية»، إلى أن الجمهور اعتاد عليه هدافا للفريق، وهدافاً لبطولة الدوري العام، لكن بعد أن ارتدى الرقم 10، قلت مشاركاته بالتشكيلة الأساسية بالفريق وبالتبعية قلت أهدافه كل موسم، معترفا بأن: "هذه حقيقة والرقم 10 علامة مسجلة باسم الخطيب فقط بالأهلي".
"الأرقام فقدت قيمتها"
وبدوره، أوضح الناقد الرياضي المصري أبو المعاطي زكي، أن حدوث تلك الظاهرة مرتبطة بعدة أسباب، بداية من الضغوط التي تقع على اللاعب الذي يقوم باختيار تلك الأرقام، التي تعد لها مكانة خاصة كبيرة في قلوب جماهير الأهلي، "بالتأكيد هذا يضعهم في ضغوط مستمرة بسبب مقارنة الجماهير بينهم وبين الأساطير التي كانوا يحملون نفس الأرقام".
ويكمل "زكي"، في تصريحات لموقع «سكاي نيوز عربية»، كما أن هناك بعض اللاعبين هم المسؤولون عن تكرار تلك الظاهرة، حينما يختارون تلك الأرقام غير مدركين لقيمة تلك الأرقام لدى الجماهير، وحجم الضغوط التي ستلقى عليهم جراء ذلك.
ويوضح الناقد الرياضي، أن كل ذلك أدى في النهاية إلى فقد هذه الأرقام لقيمتها بعض الشيء، منبها أن اللاعب الوحيد الذي يستثني من تلك اللعنة، هو وليد صلاح الدين، صانع الألعاب النادي الأهلي السابق، مشيرا إلى أنه كان أحد نجوم فريقه، ولولا إصاباته المتكررة لقدم مردودا أفضل، ورغم هذا جماهير الأهلي تكن له الكثير من مشاعر الحب، وتعتبره أيضا أحد أساطير الفريق الأحمر.
ويلمح بأن ما ساعد أيضا على تكرار نفس الحادثة، وافتقاد هذه الأرقام لقيمتها، هي كثرة تنقلات اللاعبين، بالإضافة إلى أنه لا يوجد حاليا بين نجوم الكرة المصرية ما يعوض أساطير أمثال الخطيب في النادي الأهلي، والكابتن حسن شحاتة في نادي الزمالك.