الحزم التحفيزية تبدأ من منع شركات الكهرباء والماء من فصل الخدمة عن المواطنين
جو 24 :
كتب محرر الشؤون المحلية - يتساءل مواطنون عن جدوى الحزمة التحفيزية التي جرى تقديمها على انها ستنشط السوق و الحركة الاقتصادية وستعوض المتضررين من الجائحة والقرارات الحكومية ، وانها ستخفف من معاناة المواطنين من ذوي الدخول المتآكلة والمحدودة واولئك الذين ضربوا في مقتل جراء الاغلاقات المتتالية والحظر الجزئي و الكلي الذي فرض وما زال يفرض من قبل الحكومة ، التي تجاهلت تماما طوال الاشهر الستة الفائتة معاناة الكثير من الشرائح وتركتهم نهبا للجوع والفقر وضيق ذات اليد .
احد المواطنين علق على شبكات التواصل الاجتماعي على الحزمة قائلا "انها تحفيزية الى درجة انها لم تحفز شيئا على الاطلاق ، و تخفيفية الى درجة ان احدا لم يشعر بها ".
المشكلة الرئيسية في الاقتطاعات الثابتة من الدخول المتواضعة والمتآكلة والمحدودة ، الاقتطاعات التي لا تميز بين جائحة واغلاقات وحظر وبين اوضاع طبيعية وحركة تجارية نشطة ، هذه الاقتطاعات هي التي ترهق جيوب الناس وتدخلهم في دوامة الديون التي تسحبهم الى ظروف مادية ونفسية واجتماعية لا يحسدون عليها ، وتشكل خطرا محدقا على المجتمع برمته .
صحيح ان الحكومة اشتغلت على تأجيل اقساط البنوك لشهر او شهرين او ثلاثة ، وهذا اجراء بطبيعة الحال مقبول ولكنه لا يلغي هذه الاقساط بل يجدولها ، وبذلك ستظل حملا ثقيلا على كاهل المقترضين ، المرتهنين لامزجة البنوك وفوائدهم والرسوم التي يفرضون جزافا دون اي مبرر ، ولكن هذا الاجراء لوحده لم يساهم في حلحلة اوضاع الناس ، فلقد ظل المالكون يطالبونهم بالايجارات وظل جباة الكهرباء والماء يلوحون بامكانية قطع الخدمة اذا ما تراكمت الفواتير وبلغت حدودا معينة ، وشركات الاتصالات تقطع الخدمة فور انتهاء مدة الاشتراك ، والحكومة وما ادراك ما الحكومة ، لا اعفاءات ضريبية ولا خفض لنسبها ، ولا مراجعة للرسوم والاقتطاعات ، ولا قدرة على ضبط جشع التجار وتحكمهم باسعار المواد الاساسية ، بمعنى ان الدنيا كلها تكالبت على هذا المواطن الغلبان الشقيان القلق الخائف ،دون اية رحمة ..
الاتصالات ترد وسائل الاعلام بالجملة حول عمليات قطع التيار الكهربائي عن منازل المشتركين لعدم تمكنهم من دفع الفواتير ، حتى ان الامر وصل في بعض الحالات لاضطرار بعض الاسر للعيش في العتمة لاسبوعين واكثر ، ونحن هنا نتحدث عن حالة في اربد قطع عنها التيار الكهربائي لعدم تمكنهم من دفع مبلغ ٢٤٦ دينارا ، وفشلت كل الواسطات لاعادة التيار الكهربائي لعائلة منكوبة جراء هذه لجائحة . وهذا بطبيعة الحال ينسحب على مسألة المياه ، وكيف ان المواطن اليوم عليه ان يحفر بالصخر حتى يستطيع تأمين اسرته باساسيات الحياة من ماء وكهرباء ومواد غذائية اساسية ...
اذا ارادات الحكومة ان تتحدث عن اجراءات وحزم تحفيزية فعليها ان تبدأ من هنا ، ان تمنع عمليات قطع التيار الكهربائي وفصل عدادات المياه عن المواطنين لحين التخلص من اثار الجائحة وعودة الحياة الى طبيعتها ، وبغير ذلك فان الحديث عن التحفيز والتخفيف على الناس ، لا يعدو كونه استعراضات اعلامية لا تغني ولا تسمن من جوع ..