jo24_banner
jo24_banner

مسلسلات سورية.. كاميرا لاجئة وممـثلون يحلمون بالعودة

مسلسلات سورية.. كاميرا لاجئة وممـثلون يحلمون بالعودة
جو 24 : علا الشيخ- «بكداش» هو محل بيع البوظة الأشهر في دمشق، افتتح فرعاً آخر له بعد أحداث الثورة السورية في العاصمة الأردنية عمان، ووقفت الطوابير أمامه، دخلوا مسرورين وخرجوا مقهورين، البوظة لا شك أنها لذيذة، لكن رائحتها مختلفة، ووقع دقات العصا في البوظة يختلف عن وقعها في دمشق.

هذه المقدمة ولو أنها ليس لها علاقة في الحديث عن شكل المسلسل السوري بعد الثورة السورية، الا انه يقربها من حيث الفكرة التي تدور حول خروج الكاميرا من دمشق، لتبحث عن مكان آخر تصمد نفسها فيها، وتخلق صورة تصدرت وتسابقت مع صور من مختلف انحاء الوطن العربي، على الصعيد الدرامي في السنوات الخمس الفائتة على أقل تقدير.

توجد هذا العام مسلسلات سورية هذا صحيح، وزاد عددها على العام الفائت، لكن ثمة غصة تفرض نفسها بشكل عام على كل الأعمال الدرامية التي صورت أغلبيتها خارج سورية، حتى ولو نجح المخرج في تصوير ولو بضعة مشاهد في وطنه، اللافت للانتباه ايضاً هو وقوف فنانين وقفوا إلى جانب النظام أمام فنانين وقفوا ضده وباركوا ثورة شعبهم، وكأن الفن يريد أن يثبت دائماً وابداً انه يسبق السياسة ولو بخطوة، ففي النهاية هناك وطن اسمه سورية سيعيش على أرضه جميع السوريين مهما اختلفت توجهاتهم ودياناتهم ومللهم.

وحسب الاستطلاع الذي تجريه «الإمارات اليوم»، والذي حسم أمر المشاهدة تجاه الأعمال السورية في عملين، هما «الولادة من الخاصرة» للمخرج سيف الدين السبيعي في جزئه الثالث، و«سنعود بعد قليل» للمخرج الليث حجو، فالحديث عنهما سيفي بغرض ايصال الفكرة المراد ايصالها، ولو أنها وبعد مرور 20 يوماً اصبحت رمادية، على عكس الحلقات الأولى من كلا العملين اللذين ضما اسماء لفنانين سوريين مختلفين في الرأي.

فقد غادرت الكاميرا والمخرج وفريق العمل سورية، محاولين اظهار ابداعهم المعروف عنهم خارج الحدود، لكن الدمعة في عيونهم كانت حاضرة، والغصة واضحة في اصواتهم ولو حاولوا التمثيل.

منبر الموتى

الجزء الثالث من سلسلة مسلسل «الولادة من الخاصرة»، والذي حمل عنواناً فرعياً «منبر الموتى»، لم يقدم الجديد من ناحية الاساليب التي يتبعها الأمن السوري في تعذيب المعارضين له، والذي كان حاضراً في الأجزاء السابقة التي سبقت الثورة السورية، دخل ممثلون جدد، ومخرج جديد، بعد ان رفضت المخرجة السابقة رشا شربتجي اخراج الجزء الجديد لأن مؤسسة الانتاج المحلية رفضت دعمه، واعتقل كاتب العمل «سامر رضوان» وأفرج عنه، كل هذا كان كفيلاً بخلق الفضول لمتابعة العمل الذي فوق كل هذا تشارك فيه الفنانة مي سكاف، التي تعد من اشهر الفنانين معارضة للنظام، وغيرها من المعارضين، لكن السؤال الذي يفرض نفسه، والذي ليس له علاقة بطريقة التمثيل والاخراج التي هي من مسلّمات الابداع الفني في سورية مهما كان الظرف، السؤال هو «ماذا قدم العمل من جديد يختلف عن الذي يشاهده الناس بشكل يومي وببث حي مباشر من خلال نشرات الأخبار؟»، الجواب وبناءً على آراء متابعيه لم يقدم شيئاًُ، ففقد حالته التي كان من المفترض ترسيخها، ولم يكن سوى مجرد عمل زاد من الحنق على فكرة الفساد المرتبطة بالأمن والبعيدة كل البعد عن عائلة الاسد.

إلى أين العودة

«سنعود بعد قليل» هو العمل الذي حظي بنسبة مشاهدة عالية هو الآخر، أهميته ليست في كونه ضم هو ايضاً فنانين من كلا الجانبين «الموالي والمعارض»، بل لأنه دخل في تفاصيل حياة السوري الذي غادر وطنه إما مرغماً أو هارباً أو مستفيداً، وكل هذه الصفات يجدها المشاهد متجسدة بأبناء بطل العمل «دريد لحام» في شخصية «أبوسامي» وابنائه الستة، رجل السياسة والصحافي والفنان والتاجر بالسلاح، والخائنة، وغير الفاهمة لحلمها بين أن تكون فنانة وبين صورها التي تنتشر كعارضة لملابس داخلية، ناهيك عن شخصيات أخرى مرتبطة بكل هؤلاء، شخصيات ابناء «أبوسامي» على ما يبدو هي حالة سورية الواقعة بينهم، كما يريد المخرج الليث حجو اظهارها، دون الاكتراث بنقاشات سياسية حادة، مع اصرار الاب على حمل صورهم وهم صغار، على أمل العودة إلى زمن الطفولة البريئة، لكن الصغار كبروا ووعوا وفرّقوا بين الظلم والحرية والكرامة، فاختلفوا ولو كانوا أشقاء، ومع محاولات بائسة لدريد لحام، الذي حسب متابعين هو الحلقة الأضعف في المسلسل لأن مواقفه التي أعلن عنها لا تتساوى و«حنيته» المفرطة في المسلسل، ينتهي الكلام عنده دائماً في ما يتعلق بالشأن السوري، وخير دليل المشهد الذي جمعه وابنته التي تقول له «مش هيك بدو النظام، لتكون انت من جماعة انه في مؤامرة؟» ليرد عليها «لا بس عم بيعترفوا بالتلفزيون»، وهي اشارة لرواية النظام عن المسلحين.

لكن هذا النوع من المشاهد قليل، والحالة العامة فرضت نفسها في الدخول بهواجس ودواخل الفرد السوري مهما كان توجهه، وليس بعيداً عن تصوير العمل الذي كانت جل مشاهده في لبنان وجمال الطبيعة الخلابة التي دارت بكاميرا المخرج.

(الامارات اليوم)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير