"قهوة نص نص".. مخرج سلسلة مغربي ينفي "اتهام الإساءة"
جو 24 :
نفى المخرج المغربي، هشام الجباري، ما تم تداوله في الفترة الأخيرة حول كبسولة "قهوة نص ونص"، الذي يعرض مباشرة بعد الإفطار على القناة الأولى المغربية، ورأت فيه إحدى الجمعيات إساءة لمهنة المحاماة، ودافع عن هذا العمل الفني وعن اختياراته التي تحترم أخلاقيات وأدبيات المهنة، بحسب قوله.
وقال مخرج العمل الرمضاني في تصريح لـ "سكاي نيوز عربية"، إن "السلسلة الكوميدية قهوة نص نص هي كبسولة من 13 دقيقة، وهي سلسلة فكاهية تخيلية، فيها شخصيات نابعة من الخيال، ولا أرى أنها تسيء لأي مهنة من المهن، ولا لمهنة المحاماة تحديدا، فكل المهن تحترم، خصوصا وأننا في زمن جائحة كورونا، التي أبانت عن أهمية وقدسية العمل، وقيمة المسؤول والشرطي والطبيب وعامل النظافة والسائق والمستخدم البسيط، فكل المهن لدينا تحترم، وهي على قدم المساواة، ولا تفضيل فيها".
وأضاف المخرج أن السلسلة لم تتعمد الإساءة لأي مهنة، فالشخصيات "تعيش مواقف معينة في قالب كوميدي، نحن لم نسئ لمهنة المحامي ولا لمهنة النادل التي هي المهنة الرئيسية في العمل".
وأوضح المخرج أن العمل يقدم أربع شخصيات تعمل في مقهى، وينقل مواقف بعينها لتلك الشخصيات في قالب كوميدي رزين يحترم ذوق المشاهد المغربي، وتلك الشخصيات تحتك يوميا بزبناء من مختلف المهن، ومن بينها مهنة المحاماة، من خلال زبونة محامية تقدمها الفنانة بديعة الصنهاجي، فهي شخصية مختلفة عن مهنتها".
وأكد مخرج السلسلة أن ما أثير حول العمل، مجانب للصواب، وأن الهدف من الكبسولة هو المتعة والإفادة، ومن شاهد العمل سيرى كل هذا، أما من يقول العكس وهم قلة، فهم لم يشاهدوا العمل ربما، أو لديهم نية خلق البلبلة وإثارة الضجة ككل سنة، وترك ما هو مفيد".
وتجدر الإشارة إلى أن "قهوة نص نص" سلسلة كوميدية اجتماعية من إخراج هشام الجباري، وتأليف الكاتب محمد بوفتاس، وتمثيل كل من؛ محمد باسو، وساندية تاج الدين، وسعيد آيت باجا، وفتاح الغرباوي، وبديعة الصنهاجي، ومحمد الأثير.
تم تصوير مشاهد السلسلة في السنة الماضية، وتدور أحداثها في مقهى وسط العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، وترصد حياة العاملين بالمقهى والشخصيات التي ترتاده من طبقات ومهن مختلفة، وتقدم صورة مصغرة عن المجتمع المغربي، وتتطرق في قالب فكاهي لمجموعة من المواضيع مثل: الزواج، والبطالة، والطلاق، وغيرها من المواضيع الاجتماعية.
وقبل أيام عبرت "الجمعية الوطنية للمحامين الشباب بالمغرب" عن استيائها من هذا العمل، الذي رأت فيه إساءة لمهنة المحاماة، ووجهت شكاية إلى الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري من أجل النظر في هذا العمل، مهددة برفع دعوى قضائية ضد أصحاب العمل، داعية إلى فرض ترخيص من الجهات المعنية للعب دور المحامي، وهو ما رأى فيه المتتبعون والفنانون تدخلا في مهنة التمثيل والعمل الدرامي بشكل عام، والذي تكون طبيعته رمزية، حيث تم تناول فساد الإدارة وغيرها من المواضيع الحساسة بطريقة مهنية، فلقيت استحسانا من الجمهور.
وبشكل عام، فإن الأعمال التلفزيونية التي تعرض في رمضان، والتي تشاهد بشكل كبير في القنوات التلفزيونية أو عبر اليوتيوب، غالبا ما يثار حولها الجدل، إما بسبب رداءتها وعدم تلبيتها لذوق المشاهد المغربي، أو لكسرها للعديد من الطابوهات ومعالجتها للمواضيع الحساسة في المجتمع.
ومع ذلك يظل الرهان على الإنتاج الدرامي المغربي بمختلف أشكاله وأنواعه: مسلسلات، وأشرطة، وكبسولات، حيث بلغت نسبته هذه السنة 80 في المئة من مجموع الإنتاج، حسب مسؤولين في القنوات التلفزيونية المغربية، وهي نسبة لم تكن تتحقق في السنوات الماضية بسبب المنافسة الكبيرة للأعمال الأجنبية.