حكومة الكوبونات وسوق الخضار تتحدى الملل
جو 24 :
محرر الشؤون المحلية -
في الأنباء أن رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة تفقّد خلال جولة ميدانية، السبت، سير العمل في سوق الخضار المركزي ومركز جمرك عمان، فيما أكد ضرورة الاستمرار بتوفير المنتجات الزراعية للمواطنين بأسعار مناسبة وجودة عالية، بالاضافة إلى تسهيل الإجراءات على المواطنين والمستثمرين والقطاع التجاري في المعاملات الجمركية..
زيارة الخصاونة أعادتنا إلى الزيارة التاريخية التي قام بها سلفه الدكتور عمر الرزاز وشملت إحدى حظائر الخراف في الزرقاء قبل نحو عامين، والحقيقة أن لا فرق كبير بينهما، إلا أن جولة الرزاز شهدت احتكاكا بالناس، بخلاف الخصاونة الذي يُظهر الخبر الرسمي أن زيارته اقتصرت على نشاط بروتوكولي وتوجيهات عامة للمسؤولين لا تُسمن ولا تغني من جوع.
اللافت أن نشاط الخصاونة "البروتوكولي" لم يأتِ في ذروة شكاوى الناس من ارتفاع أسعار الخضار أو شكاوى المزارعين من انهيار الأسعار، بل جاءت في وقت تشهد فيه البلاد العديد من الأزمات السياسية، وحالة من الاحباط العام من امكانية حدوث أي اصلاحات حقيقية.
لا نعلم إذا ما كان الخصاونة مرتاحا للصورة التي بدأت تتشكل لدى الأردنيين من كون نطاق ولاية حكومته يتوقف عند "القطايف والديلفري والخضار"، فهذا وإن كان مطلوبا من الحكومة لكنه ليس اختصاص الرئيس؛ هناك وزير للزراعة ووزير للتموين يتابعان أسعار الخضار وتوفرها، وهناك وزير للمالية يتابع عمل دائرة الجمارك.
الأولى أن يكون تركيز الرئيس الخصاونة على حسم الملفات الهامة وذات الأولوية الحقيقية، مثل اجراء الاصلاحات السياسية وتعزيز الحياة الديمقراطية واطلاق الحريات وانهاء ملف المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي، واجراء اصلاحات اقتصادية تمكّن القطاعات المتضررة من جائحة كورونا من البقاء والاستمرار، وتمكين وزارتي التربية والتعليم العالي من النهوض بالتعليم وتمكين وزارة الصحة من الارتقاء بالخدمات الصحية.