jo24_banner
jo24_banner

الفن الاردني

المحامي معاذ وليد ابو دلو
جو 24 :
منذ نشأة الدولة عام 1921 بدأ معها النشاط الثقافي والادبي والفني ،فلدينا العديد من الشعراء و الكتاب الذين اثروا المكتبة الوطنية والعربية هذا من ناحية اما الفن الموسيقي فأوتار الربابة تشهد على تاريخ هذا الوطن .

الشاشة التلفزيونية واثير الاذاعة الاردنية قدمت اعمال فنية درامية وكوميدية لها تأثيرها وكانت منافسة للدراما السورية و متفوقة على الخليجية ،فالمسلسلات الاردنية التي تحدثت عن مجتمع المدينة والقرية والفلاحين والبادية ، كان لها حضورها و بصمتها فقد كانت هذه الاعمال في ثمانينيات وتسعينات القرن الماضي تعرض على الشاشات العربية من المغرب وحتى الخليج ،وتشهد الشاشة الليبية والتونسية والقطرية والسعودية والسودانية والاماراتية وقبلها الاردنية لهذه الاعمال.

ان هذا الفن الراقي الذي دخل البيت الاردني والعربي بأحترام ورقي قدم وسلط الضوء على حكايات من الواقع المعاشي ومشاكل اجتماعية وحتى وطنية .

في الوقت الحالي نجد ان الفن وبشكل عام تراجع كثيراً لدينا ،والفنان الاردني بشكل عام و(الممثل ) بشكل خاص مظلومين بسبب ضعف الانتاج ويعود هذا الضعف لاسباب اهمها الاقتصادي الاستثماري فالشركة المنتجة لا مصلحة لها ان تنتج عمل دون تحقيق ارباح وهذه الارباح لا تأتي الا بعرض العمل وبيعه وهذا يحتاج لتسويق جيد حتى ينجح هذا العمل بالاضافة لكافة مكونات العمل الجيد من النص والفكرة و والاخراج .

مما يتوجب على الحكومات من خلال وزارة الثقافة التي عليها الدور الاكبر وبمشاركة التلفزيون الاردني والقطاع الخاص أيضاً، محاولة انعاش هذا النوع من الفن ودعمه والابتعاد عن الاعمال التي لا قيمة لها ولا بصمة، فالفن رسالة ثقافية واجتماعية واحياناً سياسية تعكس صورة وتوجهات الدولة وتروجها داخلياً وخارجياً.

ولو تحدثنا عن الكوميديا الاردنية التي انتجت حارة أبو عواد التي علمتنا ان بالاجتماع قوة وان الجار اخ وفزعة ،و العلم نور الذي بين بان العلم والتعليم لا سن له وان العلم والثقافة مهمة جداً وبين لنا مكونات المجتمع الاردني من شخصيات جاءت من القرية والبادية والمدينة على اختلاف الوانها ومشاربها وان الوحدة الوطنية بهذا التكوين هي اساس بناء هذا الوطن اما عليوة فقد زرع فينا ان الارادة وحب الخير من اهم الصفات التي يجب ان يتمتع بها الانسان ،ولا ننسى مسرح هشام ونبيل وحرية التعبير التي كانت تعانق السحاب ،وموسى حجازين وعوده الرنان، والعم غافل وحمدي ،والكثير الكثير من الاعمال المحترمة.

اعتقد جازماً ورغم تغير الزمن انه لو عرضت أي شاشة من شاشاتنا الوطنية اي من الاعمال السابقة ،لن يضطر المشاهد الاردني للانتقال للفضائيات الاخرى وسوف تنال هذه الاعمال نسب مشاهدة مضاعفة على ما يعرض اليوم من ابتذال ومستوى فني متردي والذي من واجب هيئة الاعلام المرئي والمسموع بموجب قانونها مراقبة هذه الاعمال .

حان الوقت بعد غياب لسنوات اعادة احياء ودعم الممثل الاردني والمسرح الاردني كون ان اي عمل فني يعكس واقع المجتمع الذي يمثله والاردن كان سباقا دائما وصاحب رسالة فكرية محترمة محافظة قابلة للأخر .
تابعو الأردن 24 على google news