الزبادي كامل الدسم ليس أقل فائدة من الزبادي اليوناني.. إليك فوائد كل منهما
جو 24 :
في العقد الماضي، بدأت مبيعات الزبادي اليوناني التصاعد، حتى شكلت 52% من إجمالي سوق الزبادي في الولايات المتحدة، وفقا لموقع "ستاتيستا" (Statista) المتخصص في بيانات السوق والمستهلكين.
كذلك في عالمنا العربي، حيث يُعد الزبادي من أهم الأطعمة وأكثرها شعبية -خاصة في رمضان- أخذ الزبادي اليوناني الظهور والانتشار، مُزاحما الزبادي التقليدي، ومعطيا انطباعا باختلاف مذاقه وانخفاض سكره ودسمه، وتربعه على عرش الحمية الغذائية. لكن هل الزبادي اليوناني أكثر صحة من غيره؟
يقول الخبراء إن الزبادي اليوناني وكذلك النباتي، وأيضا التقليدي المصنوع من الحليب كامل الدسم أو قليل الدسم أو خالي الدسم؛ كلها أطعمة صحية منخفضة السعرات الحرارية ومليئة بالكالسيوم والبكتيريا النافعة.
وإن كانت داون جاكسون بلاتنر، اختصاصية التغذية ومؤلفة كتاب "النظام الغذائي المرن"، تعرى أن الزبادي اليوناني يتمتع بميزة مهمة وهي "نزع مصل اللبن واللاكتوز والسكر، مما يمنحه قواما كريميا كثيفا، ونصف السكر وضعف البروتين الموجود في الكمية نفسها من الزبادي العادي، وإن كان يتساوى معه في السعرات الحرارية".
وهو ما تؤكده خبيرة التغذية شارون ب. بانتا، التي تنصح مرضاها بالزبادي اليوناني "كخيار قليل الدسم، وكثير البروتين، وغني بالمغذيات".
فلنحدد خياراتنا إذن من خلال معرفة المكونات الأساسية لكل نوع، كما يلي.
البروتين
تقول آن لويز غيتلمان، اختصاصية التغذية ومؤلفة كتاب "التمثيل الغذائي الجذري" "إن الحصول على كمية كافية من البروتين يوميا أمر مهم للأعصاب وجهاز المناعة وتوازن السوائل"؛ لذا يعد الزبادي اليوناني مثاليا -خاصة للنباتيين أو للسحور- فهو يساعد على الشعور بالشبع لغناه بالبروتين؛ فالعبوة النموذجية زنة 170 غراما، بها ما بين 15 و20 غراما من البروتين (وهي الكمية نفسها الموجودة في 85 غراما من اللحم خالي الدهون)، مقابل 9 غرامات بروتين فقط، في العبوة نفسها من الزبادي العادي، الذي يجعلك تشعر بالجوع أسرع.
الكربوهيدرات
من يتبعون حمية منخفضة الكربوهيدرات سيجدون ضالتهم في الزبادي اليوناني، لاحتوائه على نصف الكربوهيدرات الموجودة في الزبادي العادي (5 إلى 8 غرامات في اليوناني، مقابل 13 إلى 17 في العادي). كما تشير اختصاصية التغذية سارة كريغر إلى أن "خلو الزبادي اليوناني من سكر الحليب و99% من اللاكتوز يجعله أقل تسببا في مشاكل صحية لمن يعانون من عدم تحمل اللاكتوز".
خلو الزبادي اليوناني من سكر الحليب و99% من اللاكتوز يجعله أقل تسببا في مشاكل صحية (بيكسابي)
أيضا تُنبه خبيرة التغذية كاري هارتل إلى أن "كلا النوعين من الزبادي -اليوناني والعادي- يمكن أن يحتويا على كميات عالية من الكربوهيدرات إذا تمت تحليتهما بالسكر أو أي عامل تحلية آخر"، وتنصح باختيار الزبادي "الذي يحتوي على نسبة أقل من السكر المضاف"، مهما كان نوعه.
الدهون
محتوى الدهون في الزبادي اليوناني يقتضي الحذر؛ فقد يصل إلى 16 غراما من الدهون المشبعة في العبوة زنة 195 غراما كاملة الدسم، وهو ما يعادل 80% من إجمالي الكمية المحددة لمن يتبع نظاما غذائيا يحتاج إلى ألفي سعر حراري في اليوم (أكثر من 3 قطع حلوى سنيكرز). علما بأن الدهون المشبعة ترفع مستويات الكوليسترول بنوعيه النافع والضار، وتزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب؛ لذا ينصح الخبراء بقراءة ملصقات التغذية بعناية، وفي حالة اختيار الزبادي اليوناني يُفضل الأنواع قليلة الدسم والخالية من الدهون.
الصوديوم
يبلغ متوسط حصة الزبادي اليوناني 50 مليغراما من الصوديوم، وهو ما يعادل حوالي نصف الكمية الموجودة في معظم أنواع الزبادي العادي، (توجد أنواع منخفضة الصوديوم منه). ولأن تناول الملح الزائد يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب الأخرى؛ أوصت الإرشادات الغذائية للحكومة الأميركية بالتوقف عند" 2300 مليغرام منه كحد أقصى يوميا، أو 1500 مليغرام لمن تخطوا سن 50 عاما، أو يعانون من مرض السكري أو أمراض الكلى المزمنة".
اعلان
الكالسيوم
يوفر الزبادي العادي 30% من الكمية اليومية الموصى بها من الإرشادات الغذائية الأميركية. وفي المقابل، يفقد الزبادي اليوناني بعضا من الكالسيوم بسبب طريقة تصنيعه، فتوفر العبوة زنة 170 غراما حوالي 20% من الكالسيوم الموصى به يوميا. ولسد هذا النقص، تنصح سارة كريغر بـ"إضافة مقدار آخر من الحليب، أو خلط اللوز في الزبادي اليوناني".
معيار الاختيار
تقول سارة كريغر إن "الزبادي -خاصة اليوناني- متعدد الاستخدامات للغاية، حيث يسهل تناوله بمفرده كوجبة خفيفة مثالية، أو إضافته إلى الفطائر بدلا من الحليب، أو يكون ممزوجا بالمكسرات والفواكه، أو بالعسل والحبوب الكاملة، أو حتى مع الأعشاب الطازجة والثوم المفروم".
كما تعتبر كاري هارتل أن "قوام الزبادي اليوناني الكثيف يجعله بديلا ممتازا للمكونات الدهنية مثل الجبن الكريمي والمايونيز والزبدة، عند وضعه على السندويتشات أو السلطات".
قوام الزبادي اليوناني الكثيف يجعله بديلا ممتازا للمكونات الدهنية مثل الجبن الكريمي والمايونيز والزبدة (بيكسابي)
ولكن، على الرغم من أن معظم الخبراء يتفقون على أن الزبادي اليوناني له ميزة غذائية على الزبادي العادي والأنواع الأخرى؛ فمن أكثر الفوائد الصحية التي يتم ترويجه على أساسها هي توافر بكتيريا "البروبيوتيك" التي تساعد في تعزيز صحة الأمعاء، وهو ما يعني -وفقا لاختصاصية التغذية مارينا سافيليفا- "نوما أفضل، ونظاما مناعيا يعمل بشكل جيد، وتحسين الحالة المزاجية، وحتى بشرة أكثر صفاء"، بالإضافة إلى عناصر غذائية مهمة كالكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور والبوتاسيوم، التي تعمل معا لتعزيز قوة العظام.
إلا أنهم أيضا يرون أن جميع أنواع الزبادي يمكن أن تساعدك على إنقاص الوزن بتزويدك بسعرات حرارية أقل، حيث تشير عدة دراسات إلى أن تناول الزبادي مفيد للوقاية من زيادة الوزن ومعالجة السمنة، لارتباطه "بتقليل مؤشر كتلة الجسم، وانخفاض الوزن، وتقليص الدهون ومحيط الخصر"، بشرط "التمسك بالأصناف قليلة الدسم، والخالية من الدهون".
المصدر : مواقع إلكترونية