اكتشاف يمهد لعلاج السلالات المتحورة.. باحثون في قطر يحددون مواقع على فيروس كورونا لا تنشأ بها طفرات
جو 24 :
حدد الباحثون في سدرة للطب في قطر مواقع لا تنشأ بها طفرات في فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19″، مما يمهد الطريق أمام ابتكار لقاح مستقبلي يتمكن من معالجة السلالات المتحورة من الفيروس.
وقالت سدرة للطب في بيان صدر على موقعها الإلكتروني إن نشوء الطفرات في فيروس كورونا -واسمه العلمي "سارس-كوف-2″ (SARS-CoV-2)- يعد هو التخوف الأكبر، حيث يمكن أن تؤدي إلى مقاومة الأدوية أو اللقاح.
وعلى الرغم من احتمالية أن يكون لأغلب الطفرات تأثير سلبي على وظيفة الفيروس فإن بعضها يمنح الفيروس ميزة كبيرة تساعده على التفشي والانتشار بسرعة أكبر.
ويعاني الكثير من الأشخاص المصابين بـ"كوفيد-19" من أعراض مثل العطس الذي يمكن أن يؤدي إلى انتشار الفيروس على نطاق أوسع.
وقال البيان إنه في "كوفيد-19" يتحور فيروس كورونا حوالي مرتين كل شهر، وهو نصف معدل فيروس الإنفلونزا الشائع تقريبا، وعلى الرغم من انخفاض مستوى نشاط الطفرات يستمر توثيق عشرات الآلاف منها، فبعض منها يؤدي إلى "سلالات" أو "سلالات متحورة" تنتشر بين البشر انتشارا أكثر شراسة، ويترتب عليها دخول المستشفيات.
وقد طور الدكتور نافانيث كريشنامورثي -وهو باحث في الكيمياء الحيوية الجزيئية- إلى جانب رئيس قسم البحوث في سدرة للطب الدكتور خالد فخرو نماذج من الطفرات في البروتين الأساسي لفيروس "كوفيد-19".
وأمضى الدكتور كريشنامورثي والدكتور فخرو أشهرا عدة في تحليل أكثر من 19 ألف طفرة منتشرة حول العالم في البروتين الفيروسي الأساسي لكورونا "البروتياز" (Protease) من أجل تحديد "النقاط الباردة" للطفرات، ونجحا في تحديد خريطة لمواقع "النقاط الباردة" للطفرات، وخلصا إلى أن هذه النقاط هي مواقع مثالية لاستهداف فيروس كورونا.
ونشرت الدراسة في مجلة الاتحاد الدولي للكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية "لايف" (Life).
نهج مستقبلي
وقال الدكتور كريشنامورثي "إنه نهج مستقبلي لأننا وجدنا أنماطا موضعية محفوظة (مشتركة بين عائلة فيروسات كورونا) بالقرب من المواقع الخالية من الطفرات، والتي يمكن استهدافها بفعالية الآن وفي المستقبل عند ظهور فيروسات مشابهة، ويؤدي تحديد هذه النقاط الباردة وقائمتها المختصرة إلى منظور جديد لاستهداف فيروس كورونا مع تجنب مقاومة الأدوية القائمة على أساس الطفرات، وحددت الدراسة المواقع المثلى للاستهداف، وفتحت سبلا جديدة لابتكار مضادات الفيروسات التي تعمل على المواقع الخالية من الطفرات، كما يستمد هذا العمل المهم أهميته من قيمته فهو مهم أيضا في توقيته، إذ تطلق الدول الكبرى حول العالم لقاحات وعقاقير وتجربها أو تعمل في مرحلة الموافقة على العوامل المضادة لفيروس كوفيد-١٩".
اعلان
واختتم الدكتور فخرو الحديث بالقول "إن عملية مواجهة كوفيد-19 تتطور تطورا مستمرا، ولتخطي هذا التحدي العالمي في مجال الرعاية الصحية في مثل هذه الأوقات العصيبة علينا أن نفهم الآلية الدفاعية الفيروسية لمثل هذه الطفرات، وأن توسع نتائجنا هذا الفهم وتتحاذى مع طموح سدرة للطب في تقديم الطب الدقيق".
المصدر : مواقع إلكترونية