jo24_banner
jo24_banner

عزمي محافظة ينسف صحة حديث الوزير الهواري: هذا ضرب من الخيال!

عزمي محافظة ينسف صحة حديث الوزير الهواري: هذا ضرب من الخيال!
جو 24 :


أكد وزير التربية والتعليم الأسبق، أستاذ علم الفيروسات الدكتور عزمي محافظة، أن الحديث عن كون حالات الاصابة الثلاث بالسلالة الهندية من فيروس كورونا "هي اصابات محلية وأن الفيروس تحوّر إلى السلالة الهندية في الاردن" هو غير علمي بل ومستحيل.

وقال محافظة في مقال بثّه عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "من ناحية علمية وبناء على اسس الإحتمالات الرياضية، فانه من المستحيل أن تحدث جميع الطفرات التي حدثت في البروتين الشوكي وأجزاء أخرى من جينوم الفيروس وبنفس الترتيب في الأردن والهند. الفيروسات المتحورة تحمل عادة عددا كبيرا من الطفرات، وقد تتشابه المتحورات التي تحورت في مناطق مختلفة من العالم وتشترك بطفرة او عدة طفرات، كما هو الحال بالنسبة للمتحور الجنوب أفريقي والبرازيلي، وكلاهما مع المتحور البريطاني، اما ان تحدث نفس الطفرات وعددها يقرب من عشرين طفرة في نفس الوقت في مكانين مختلفين من العالم فهذا ضرب من الخيال".

ويأتي حديث المحافظة بعد يومين من اعلان وزير الصحة الدكتور فراس الهواري اكتشاف ثلاث اصابات بالمتحور الهندي في الأردن، قائلا إن الاصابات الثلاث "محلية" وجاءت نتيجة التطور الطبيعي للفيروس.

وتاليا مقال الدكتور عزمي محافظة بما تضمنه من سرد وحقائق علمية:

كتب أستاذ علم الفيروسات ووزير التربية والتعليم الأسبق، د. عزمي محافظة - 

 تم منذ أيام قليلة في الأردن إكتشاف ثلاث حالات مصابة بالسلالة الهندية من فيروس كورونا أو ما يسمى بالمتحور الهندي، وقد تم الإستنتاج بان هذا الفيروس تحور في الأردن لأن المصابين به لم يغادروا الأردن. إن القول بأن هذا الفيروس قد تحور في الأردن - ولم يدخل من الخارج - لانه اكتشف لدى أشخاص لم يغادروا الأردن قول لا يستند إلى أساس علمي، حيث أن فحص التسلسل الوراثي الذي أجرى للحالات الثلاث المكتشفة بين انها جميعا تحمل جميع الطفرات الموجودة لدي المتحور الهندي وعددها 17 طفرة 8 منها في البروتين الشوكي للفيروس.

من ناحية علمية وبناء على اسس الإحتمالات الرياضية، فانه من المستحيل أن تحدث جميع الطفرات التي حدثت في البروتين الشوكي وأجزاء أخرى من جينوم الفيروس وبنفس الترتيب في الأردن والهند. الفيروسات المتحورة تحمل عادة عددا كبيرا من الطفرات، وقد تتشابه المتحورات التي تحورت في مناطق مختلفة من العالم وتشترك بطفرة او عدة طفرات، كما هو الحال بالنسبة للمتحور الجنوب أفريقي والبرازيلي، وكلاهما مع المتحور البريطاني، اما ان تحدث نفس الطفرات وعددها يقرب من عشرين طفرة في نفس الوقت في مكانين مختلفين من العالم فهذا ضرب من الخيال.

هناك اكثر من متحور خاص بالأردن تطورت خلال السنة الماضية، وقد تم تحديد التسلسل الجيني لها وتحميلها على موقع GISAID العالمي من قبل مختبرات بيولاب الطبية الأردنية وهو جهد كبير ومكلف يستحقون عليه الشكر والتقدير، ولكنها تختلف عن باقي المتحورات التي تطورت في أماكن مختلفة من العالم وإن اشتركت معها بطفرة أو اكثر. وقد حل محل تلك المتحورات المتحور البريطاني الذي بدأ بالإنتشار في الأردن مع بداية 2021 واصبح الآن هو الفيروس السائد.

لدينا متحور بريطاني دخل الأردن من بريطانيا ودول أخرى وساد، وهو المسؤول عن جميع الحالات تقريبا التي حدثت خلال الموجة الثانية من الوباء والتي تقترب من نهايتها. ولدينا حالات سببها المتحور الجنوب أفريقي واخرى سببها المتحور البرازيلي وعددها محدود جدا دخلت إلى الأردن مع مصابين قادمين من الخارج من دول انتشرت فيها تلك المتحورات. والآن لدينا هذه الحالات من المتحور الهندي – الذي اكتشف منذ تشرين أول 2020 - وهي من حيث المصدر ليست استثناء فمصدرها الهند أو دولة أخرى انتقل اليها المتحور الهندي، والتي بلغ عددها حتى 2/5/2021 34 دوله، ولم تقل اي من تلك الدول انه تطور لديها. إن أحد المصابين الثلاثة من التابعية الهندية ويعمل في منشأة يعمل فيها عمال هنود وقد يكون بعضهم حضر حديثا من الهند. 

لقد كان الأولى أن تقوم وزارة الصحة بإستقصاء وبائي دقيق لمعرفة مصدر العدوى لتلك الحالات قبل الاستنتاج الذي ينقصة الدليل العلمي بأن الفيروسات المسببة لها قد تحورت في الأردن. وختاما أود التأكيد ان هناك طريقة علمية تمكن من تحديد الفترة التي دخل فيها المتحور الهندي الى الأردن، ويجري حاليا العمل على تحديدها.
 
تابعو الأردن 24 على google news