10 سنوات من الزواج الوهمي!
خالد رجل إماراتي يقيم في دبي؛ يعيش مع سيدة روسية الجنسية على أنها زوجته، وأنجب منها فتاة أسماها خولة، وتبلغ حالياً من العمر 8 سنوات، والأغرب أن الأم قامت بولادة الطفلة في المنزل، ومن دون أي رعاية طبية، وبمساعدة خالد نفسه، ولم يتم إعطاؤها أي من التطعيمات اللازمة لوقايتها من المرض، والتي تمنح في العادة للأطفال حتى سن الرابعة.
ولادة في البيت
والد الطفلة البالغ من العمر 42 عاماً، عاطل عن العمل، تعرف على أم ابنته منذ عشر سنوات بدبي، ونشأت بينهما علاقة حب تطورت إلى أن عاشا حياتهما كزوجين، حتى حملت بنتاً دون زواج، يتابع خالد: «عدم اقتراني بها بعقد زواج، وعدم وجود أوراق ثبوتية، لم يمكنني من إدخالها للمستشفى، وأنا بنفسي قمت بمساعدتها خلال عملية الولادة عندما جاءها المخاض، وكان ذلك في مقر سكني».
أسرة خالد لا تعلم أن السيدة التي يعيش معها منذ عشر سنوات، ليست زوجته، وذكر أنه في يوم الولادة، لم يكن أحد بالمنزل، وادعى أن عملية الإنجاب تمت في أحد مستشفيات دبي.
لست سيئاً
خولة، طفلة تحظى برعاية من والدها ومن أمها، ويزعم خالد، أنها كونها لم تتلق المطاعيم الخاصة بالأطفال، لا يعني أنه أب سيئ، وأن الأم سيئة، يتابع خالد: «المشكلة أن أم خولة لا تملك جواز سفر أو أي ورقة ثبوتية؛ فبقينا بلا زواج، وبالتالي فإن خولة لا يوجد لها حتى شهادة ميلاد تثبت شخصيتها، ولم تدخل كغيرها من الأطفال إلى المدرسة».
الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية وردتها معلومات موثوقة تفيد بوجود الطفلة خولة في المنزل دون أن تتمكن من الذهاب إلى المدرسة، وهذا ما كشف حقيقتهم بعد عشر سنوات من العلاقة غير الشرعية وممارستهم لحياة طبيعية أشبه بحياة الأزواج والأسر العادية، على إثرها تم تكليف قسم مباحث الجرائم الواقعة على النفس لمتابعة وضع الأسرة، ووجهت لهما تهمة هتك العرض بالرضا، والحمل سفاحاً.
لم نفكر!
تعرفت ميدافيدا، أم الطفلة، وتبلغ الـ29 من العمر، على أب ابنتها منذ عشر سنوات، ودخلت الإمارات عام 2001 بتأشيرة زيارة، وكانت جميع الأوراق والجواز بحوزة كفيلها، وعملت في محل للمفروشات وفي العام 2002، تعرفت على أب ابنتها في أحد الملاهي بدبي، وتطورت العلاقة وانتقلت للعيش معه، وبعد ذلك حملت بخولة وتعايشا مع الوضع، تتابع ميدافيدا: «لم نفكر فيما سنفعله لأن جوازي لم يكن معي، ولم أتمكن من استخراج جواز آخر، ومارست حياتي طبيعية في البيت مع أبي خولة».
ملف غريب
الطفلة أودعت في كنف جدتها، فيما تم توجيه تهم للأب والأم بهتك العرض بالرضا والحمل سفاحاً... لكن الوالدين أكدا للمحكمة أنهما سيقومان بعقد قرانهما بشكل رسمي، وتسجيل الطفلة رسمياً، وتبقى عقوبة تهمة تعريض حياة الطفلة للخطر مرهونة برؤية القاضي، الذي يتابع القضية التي اعتبرت من الملفات الغريبة؛ خاصة وأن بطلها إماراتي، ويعيش في هذا الوضع منذ 10 سنوات دون محاولة تصحيحه.
مصدومون
أسرة الرجل أصابتها حالة من الصدمة؛ فقد غشها الابن لسنوات طويلة؛ معتقدين أن من تشاطره الفراش ذاته، هي زوجته أم ابنته، ويعاملونها كابنة لهم؛ ليكتشفوا أنها ليست سوى عشيقة لابنهم، الذي تجاوز عمره الأربعين عاماً، فلا عذر له بأن يمارس مثل هذه المراهقات المتأخرة.
فيما مجموعة من الشباب الذين سألناهم، لم ينكروا أن الجو العام يشجع فعل الفاحشة في وقت أغلقت فيه أبواب الزواج بسبب الغلاء، بينما الأهالي لا يتابعون أبناءهم، ولا يدركون ما يحيق بهم من مخاطر زنا وخمر وتدخين وتعاطي مخدرات.
وعزا عبدالحليم أحمد، اختصاصي اجتماعي، أهم عوامل تفشي ظاهرة السرية في المجتمع الذي يعرف عنه ترابطه وتمسكه بثوابته الدينية والاجتماعية؛ إلى تفكك الأسر واندثار المعايير الأخلاقية، وتبدل القيم المجتمعية، وتابع: «حتى العلاقات الاجتماعية؛ أدمجت في سياق الامتهان التجاري، وأصبحت كالبضائع».
وبرأي أحمد، أن انتشار الرفاه، وتقدم وسائل المتعة وما تعرضه الأفلام من تحرر جنسي ومظاهر جسدية تحدث الإغراء، مثلما تولد الكبت والحرمان، كما أن المرأة نفسها تعاني عجزاً مزدوجاً، عجزاً أخلاقياً من جهة، وعجزاً عن تحقيق النجاح في المجتمع لغياب كفاءتها، وغياب الرقابة.