درويش في ذكرى رحيله: سنكون يوما ما نريد
جو 24 : "على هذه الأرض ما يستحق الحياة"، هكذا تحدث عن وطنه المكلوم والمسلوب منذ سنوات مضت، وحتى يومنا هذا، حيث سخر قلمه وموهبته غير العادية في الدفاع عن قضية وطنه فلسطين؛ إيماناً منه أن الشعر سلاحه، فارتبط اسمه بشعر الوطن والثورة فهو القائل:
" علّقوني على جدائل نخلة
واشنقوني.. فلن أخون النخلة
هذه الأرض لي.. وكنت قديما
أحلب النوق راضيا وموله
وطني ليس حزمة من حكايا ليس ذكرى"
فأرض فلسطين هي جلد عظمه وقلبه كما قال، هو الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي استحق أن يُطلق عليه شاعر فلسطين، وتمر هذه الأيام الذكرى الخامسة على رحيله، فقد فارق الحياة في 9 اغسطس عام 2008 في الولايات المتحدة الاميركية إثر خضوعه لعملية قلب مفتوح.
حياته
ولد درويش عام 1941 في إحدى القرى الفلسطينية التي تقع في منطقة الجليل، وقد كان ترتيبه الثاني بين 7 من الإخوة والأخوات، خرجت أسرته إلى لبنان عام 1948 لتعود بعدها بعام إلى فلسطين بعد اتفاقية الهدنة عام 1949، ولكن لتسكن قرية جديدة بعد أن استولى اليهود على قريتهم وأرضهم وبات محرما عليهم الذهاب إليها.. عرفت أنامله الصغيرة كتابة الشعر، وهو في سن السابعة؛ ليأتي ديوانه الأول حاملاً عنوان "عصافير بلا أجنحة" وكان عمره وقتها 19 سنة، ليبدأ حياته السياسية مبكرا، حيث تم اعتقاله من قبل السلطات الإسرائيلية أكثر من مرة.
وذلك بدءا من عام 1961 نتيجة نشاطه وتصريحاته السياسية، انتقل درويش إلى القاهرة 1972، والتحق بمنظمة التحرير الفلسطينية التي استقال من لجنتها التنفيذية فيما بعد؛ احتجاجا على اتفاقية أوسلو. وعلى الرغم مما قدمه من مؤلفات ودواوين شعرية متنوعة من بينها "أثر الفراشة، في حضرة الغياب، لا تعتذر عما فعلت، حالة حصار، جدارية، لماذا تركت الحصان وحيدا، أحبك أو لا أحبك، الكتابة على ضوء البندقية، أوراق الزيتون، العصافير تموت في الجليل".. إلا أن درويش عُرف كشاعر للمقاومة بعد أن حقق ديواناه "أوراق الزيتون" 1964، "عاشق من فلسطين" 1966 شهرةً واسعة.
كما أصبحت قصيدته "أمي" تردد على لسان الجميع، وقد قال عن هذه القصيدة "كانت اعترافا بسيطا لشاعر يكتب عن حبه لأمه، لكنها أصبحت أغنية جماعية، عملي كله شبيه بهذا، أنا لا أقرر تمثيل أي شيء إلا ذاتي، غير أن تلك الذات مليئة بالذاكرة الجماعية".
أشعار مميزة
تغنى العديد من مطربين ومطربات الوطن العربي بأشعاره، ومن بين هؤلاء المطربة أصالة نصري، ماجدة الرومي، مارسيل خليفة، وآخرون، كما رافقته فرقة الثلاثي جبران في آخر 10 سنوات من حياته، حيث صاحبته هذه الفرقة في معظم الحفلات، بحيث تقوم هي بالعزف بينما يلقي هو أشعاره بصوته الجهوري وبأدائه الشعري، فقد كانت كلمات درويش تحمل من جمال الصورة وسحرها والأصالة ورشاقة الأسلوب ما شجع هؤلاء المطربين على الاستعانة بكلماته الرائعة، وقد كان سهلًا أن نميز أشعار درويش بسهولة، ولا نخطئ أبدا في معرفة أنه هو صاحب هذه الكلمات.
قالوا عنه
لدرويش قاعدة جماهيرية عريضة ليس فقط في وطنه وأرضه المحتلة فلسطين، ولكن في كل أرجاء الوطن العربي، ولم يكن جمهوره أشخاصا عاديين فقط، بل كانوا رؤساء وساسة وشعراء أحبوا أشعاره وكلماته ذات العبير الخاص فتحدث إليه الرئيس الراحل ياسر عرفات قائلًا "أستطيع شم عبير الوطن فيك".
أما الشاعر فاروق جويدة، فقال عنه "محمود درويش هو شاعر القضية الفلسطينية بلا منافس"، مؤكدا أن كون فلسطين هي قضية العرب الأولى جعل درويش يحتل مكانة أكبر بكثير من مجرد كونه شاعرا كبيرا، وقال أيضا "لا شك أن رحيل محمود درويش خسارة كبيرة للشعر العربي، وخسارة أكبر للقضية الفلسطينية". وتستمر الشهادات في حق درويش، حيث قال عنه الرئيس الفلسطيني محمود عباس "لقد كان صوت محمود درويش، وسيظل عنواناً لإرادة شعبه في الحرية والاستقلال"، فيما كتبت أحلام مستغانمي في وصف الشاعر الفلسطيني الراحل: "هو الشاعر المارد، الذي كلما كبر قلمه، صغر قلبه، وبدا كأنه من عليائه يستنجد بنا".
إدمان الوحدة
تزوج درويش مرتين، ولم ينجب أبناءً، وقال عن زواجه "لم أتزوج مرةً ثالثة، ولن أتزوج، إنني مدمن على الوحدة.. لم أشأ أبدا أن يكون لي أولاد، وقد أكون خائفاً من المسؤولية، ما أحتاجه استقرار أكثر، أغير رأيي، أمكنتي، أساليب كتابتي، الشعر محور حياتي، ما يساعد شعري أفعله، وما يضره أتجنبه".
(البيان الاماراتية)
" علّقوني على جدائل نخلة
واشنقوني.. فلن أخون النخلة
هذه الأرض لي.. وكنت قديما
أحلب النوق راضيا وموله
وطني ليس حزمة من حكايا ليس ذكرى"
فأرض فلسطين هي جلد عظمه وقلبه كما قال، هو الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي استحق أن يُطلق عليه شاعر فلسطين، وتمر هذه الأيام الذكرى الخامسة على رحيله، فقد فارق الحياة في 9 اغسطس عام 2008 في الولايات المتحدة الاميركية إثر خضوعه لعملية قلب مفتوح.
حياته
ولد درويش عام 1941 في إحدى القرى الفلسطينية التي تقع في منطقة الجليل، وقد كان ترتيبه الثاني بين 7 من الإخوة والأخوات، خرجت أسرته إلى لبنان عام 1948 لتعود بعدها بعام إلى فلسطين بعد اتفاقية الهدنة عام 1949، ولكن لتسكن قرية جديدة بعد أن استولى اليهود على قريتهم وأرضهم وبات محرما عليهم الذهاب إليها.. عرفت أنامله الصغيرة كتابة الشعر، وهو في سن السابعة؛ ليأتي ديوانه الأول حاملاً عنوان "عصافير بلا أجنحة" وكان عمره وقتها 19 سنة، ليبدأ حياته السياسية مبكرا، حيث تم اعتقاله من قبل السلطات الإسرائيلية أكثر من مرة.
وذلك بدءا من عام 1961 نتيجة نشاطه وتصريحاته السياسية، انتقل درويش إلى القاهرة 1972، والتحق بمنظمة التحرير الفلسطينية التي استقال من لجنتها التنفيذية فيما بعد؛ احتجاجا على اتفاقية أوسلو. وعلى الرغم مما قدمه من مؤلفات ودواوين شعرية متنوعة من بينها "أثر الفراشة، في حضرة الغياب، لا تعتذر عما فعلت، حالة حصار، جدارية، لماذا تركت الحصان وحيدا، أحبك أو لا أحبك، الكتابة على ضوء البندقية، أوراق الزيتون، العصافير تموت في الجليل".. إلا أن درويش عُرف كشاعر للمقاومة بعد أن حقق ديواناه "أوراق الزيتون" 1964، "عاشق من فلسطين" 1966 شهرةً واسعة.
كما أصبحت قصيدته "أمي" تردد على لسان الجميع، وقد قال عن هذه القصيدة "كانت اعترافا بسيطا لشاعر يكتب عن حبه لأمه، لكنها أصبحت أغنية جماعية، عملي كله شبيه بهذا، أنا لا أقرر تمثيل أي شيء إلا ذاتي، غير أن تلك الذات مليئة بالذاكرة الجماعية".
أشعار مميزة
تغنى العديد من مطربين ومطربات الوطن العربي بأشعاره، ومن بين هؤلاء المطربة أصالة نصري، ماجدة الرومي، مارسيل خليفة، وآخرون، كما رافقته فرقة الثلاثي جبران في آخر 10 سنوات من حياته، حيث صاحبته هذه الفرقة في معظم الحفلات، بحيث تقوم هي بالعزف بينما يلقي هو أشعاره بصوته الجهوري وبأدائه الشعري، فقد كانت كلمات درويش تحمل من جمال الصورة وسحرها والأصالة ورشاقة الأسلوب ما شجع هؤلاء المطربين على الاستعانة بكلماته الرائعة، وقد كان سهلًا أن نميز أشعار درويش بسهولة، ولا نخطئ أبدا في معرفة أنه هو صاحب هذه الكلمات.
قالوا عنه
لدرويش قاعدة جماهيرية عريضة ليس فقط في وطنه وأرضه المحتلة فلسطين، ولكن في كل أرجاء الوطن العربي، ولم يكن جمهوره أشخاصا عاديين فقط، بل كانوا رؤساء وساسة وشعراء أحبوا أشعاره وكلماته ذات العبير الخاص فتحدث إليه الرئيس الراحل ياسر عرفات قائلًا "أستطيع شم عبير الوطن فيك".
أما الشاعر فاروق جويدة، فقال عنه "محمود درويش هو شاعر القضية الفلسطينية بلا منافس"، مؤكدا أن كون فلسطين هي قضية العرب الأولى جعل درويش يحتل مكانة أكبر بكثير من مجرد كونه شاعرا كبيرا، وقال أيضا "لا شك أن رحيل محمود درويش خسارة كبيرة للشعر العربي، وخسارة أكبر للقضية الفلسطينية". وتستمر الشهادات في حق درويش، حيث قال عنه الرئيس الفلسطيني محمود عباس "لقد كان صوت محمود درويش، وسيظل عنواناً لإرادة شعبه في الحرية والاستقلال"، فيما كتبت أحلام مستغانمي في وصف الشاعر الفلسطيني الراحل: "هو الشاعر المارد، الذي كلما كبر قلمه، صغر قلبه، وبدا كأنه من عليائه يستنجد بنا".
إدمان الوحدة
تزوج درويش مرتين، ولم ينجب أبناءً، وقال عن زواجه "لم أتزوج مرةً ثالثة، ولن أتزوج، إنني مدمن على الوحدة.. لم أشأ أبدا أن يكون لي أولاد، وقد أكون خائفاً من المسؤولية، ما أحتاجه استقرار أكثر، أغير رأيي، أمكنتي، أساليب كتابتي، الشعر محور حياتي، ما يساعد شعري أفعله، وما يضره أتجنبه".
(البيان الاماراتية)