jo24_banner
jo24_banner

جنى الكسواني.. ضحية استهداف الاحتلال للآمنين في الشيخ جراح

جنى الكسواني.. ضحية استهداف الاحتلال للآمنين في الشيخ جراح
جو 24 :

لم تعد فوهات بنادق الاحتلال الإسرائيلي تتجه نحو المتظاهرين في مدينة القدس المحتلة، بل طالت الآمنين في بيوتهم دون سبب.

رصاصة غادرة أصابت الفتاة جنى محمد الكسواني في ظهرها، بينما كانت تقف أمام منزلها في الشطر الغربي من حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة.

ولم تكن الصدفة التي جاءت بجنود الاحتلال إلى الشطر الغربي من حي الشيخ جراح، بل ملاحقتهم للمتظاهرين السلميين ضد إخلاء عائلات فلسطينية من منازلها قسرا، لصالح المستوطنين.

وما زالت صرخات جنى تدوي في حي الشيخ جراح من شدة الألم، لتكون شاهدًا حيا على قساوة وهمجية الاحتلال وافتقاده للإنسانية، واستهتاره بحياة الفلسطينيين، وخاصة الأطفال.

"أصبت غدرا"

وتقول جنى (16 عاما) لوكالة "صفا"، عن إصابتها: "كنت أجلس مع أبي وصديقه داخل المنزل بعد إعداد القهوة لهما، فشاهدنا من النافذة مجموعة من جنود الاحتلال في الساحة المقابلة للمنزل بعد انتهاء المواجهات بينهم والشبان".

وتضيف "حينها فتحت باب المنزل لأرى الجنود، فطلب مني أحدهم الدخول للمنزل، ولحظة دخولي أطلق الرصاص المطاطي على ظهري غدرا فوقعت أرضا وصرخت من شدة الألم".

وتلفت إلى أن الجندي لم يكتف بإطلاق الرصاص المطاطي نحوها، بل أطلق صوب والدها، ثم ألقى قنبلة صوت داخل المنزل.

وعاشت جنى لحظات صعبة عند إصابتها، قائلة "شعرت بصدمة شديدة لحظة الإصابة، لم أكن أتوقع إطلاق الرصاص نحوي، لأني في بيتي ولم يصدر عني تصرف يستفزهم، أو ألقي حجرا نحوهم، بل أطلقوا الرصاص نحوي دون أي سبب".

وتساءلت "ما ذنبي ليطلق الجندي الرصاص نحوي؟"

وتؤكد أن إطلاق الجندي الرصاص نحوها أثناء وجودها داخل المنزل دليل على استهدافه لها بشكل متعمد.

وأصيبت جنى برصاصة مطاطية في ظهرها، تسببت لها بكسرين في العمود الفقري، وارتداد في الكلية، ورقدت في قسم الأعصاب بمستشفى المقاصد للعلاج لمدة أسبوع.

وما زالت ترقد في المنزل منذ أسبوع جراء معاناتها من صعوبة بالحركة وضيق في التنفس، وحرمت من الذهاب لمدرستها في نهاية العام الدراسي.

الاعتداء على الآمنين

من جانبه، يوضح والدها محمد الكسواني أن إطلاق جنود الاحتلال الرصاص المطاطي صوبه وابنته جنى وقنبلة الصوت، يؤكد أنهم تعمدوا إيذاءهم.

ويقول لوكالة "صفا"، إن اعتداء الاحتلال على الآمنين في منازلهم يدل على وحشيته، وعدم اكتراثه لحياة المدنيين العزل داخل بيوتهم.

ويضيف "ما حدث غير مستغرب لأنه احتلال وكل شيء متوقع منه، والمستوطنون أيضا أطلقوا الرصاص الحي مرتين على سكان الحي".

ويتابع "الاحتلال يستهدفنا بشتى الطرق لإخراجنا من بيوتنا، إلا أننا صامدون رغم أنف الاحتلال".

والمقدسي محمد الكسواني عضو في لجنة الشطر الغربي من حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وهو الحي المحاذي لحدود 1967.

ويشهد الحي احتكاكا دائما بين السكان والمستوطنين وجنود الاحتلال، ويعيش فيه نحو 40 عائلة، وجميع العائلات مهددة بالإخلاء وقضاياهم عالقة بالمحاكم الإسرائيلية.

الشطر الغربي بالشيخ جراح

ويوضح الكسواني أن سكان الشطر الغربي في حي الشيخ جراح بالقدس يعانوا كبقية السكان في الشطر الشرقي، من خطر الإخلاء والتهجير القسري.

وعن وضع السكان بالحي، يقول: "نحن في خط المواجهة الأول، جميع سكان الحي لاجئون منذ الخمسينات، بينما يدعي المستوطنون أنهم موجودون بالحي منذ عام 1880، واستأجروا المنازل من وقف عائلة حجازي ومعو".

وينبه الكسواني إلى أن الاحتلال يسخر القانون لمصلحته فقط، ويستغله بهدف التهجير والتطهير العرقي، لمنع الفلسطينيين من العيش فيما يسمى بالحوض المقدس، رغم أن للفلسطينيين أملاك وبيوت غربي القدس المحتلة، بينهم بيت جده بشارع الأنبياء.

ويؤكد أن أكثر من 78 % من مساحة فلسطين التاريخية محتلة، وتضم أجمل المناطق منها اللد والرملة وصفد وحيفا، في وقت يلاحقون سكان الشيخ جراح على بيوت صغيرة غير صالحة للسكن، ما يدل على أن لديهم أيدلوجية عقيمة، بحيث لا يريدون أي فلسطيني بالقدس ولا بفلسطين".

الاستيلاء على منزلين

ويوضح الكسواني أن المستوطنين استولوا قبل عدة سنوات على منزل الحاجة أم خليل اللفتاوية، التي توفيت ولم يكن لها ورثة، وقبل 4 سنوات استولوا على منزل عائلة شماسنة.

وألقى الاحتلال رب العائلة البالغ عمره 80 عامًا وزوجته 75 عاما في الشارع.

ويشير إلى أن شماسنة توفي بعد عدة أيام من شدة القهر على ترحيله من منزله بالقوة، وتوفت زوجته بعد عدة أشهر.

ويقول: "هذه معاناة الشعب الفلسطيني من هجرة لهجرة، ومن نكبة لأخرى ومن تطهير لتطهير، بهدف تفريغ المدينة من سكانها".

ويبين أن العشرات من المستوطنين يعيشون حاليا في البيتين المستولى عليهما بالحي، مشيرًا إلى أنهم ليسوا عائلات، "وإنما متعصبين جدًا ومسلحين".

ويلفت إلى أن الكاميرا وثقت مؤخرا إطلاق المستوطنين الرصاص الحي صوب السكان.

ويعيش سكان الشطر الغربي من حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، إزعاجًا واستفزازا يوميا من المستوطنين، إذ يعتدون عليهم ويهاجموهم لإجبارهم على مغادرة الحي بأي طريقة، وفق الكسواني.

صفا
 
تابعو الأردن 24 على google news